المحاضرة الرابعة
المفعول لأجله
مقدمة
تعرفت في المحاضرة السابقة إلى المفعول المطلق الذي يكون الغرض منه توكيد الفعل أو بيان نوعه أو بيان عدد مرات حدوثه.
وفي هذه المحاضرة سوف تتعرّف إلى نوع جديد من أنواع المفاعيل وهو
المفعــــــــــول لأجلـــــــــــــــــه
وقد سبق أن قلنا إن الفعل يحدث لسبب معين أي لأجل غرض معين فإذا ذُكر هذا السبب على هيئة معينه فهو مفعول لأجله.
تعريف المفعول لأجله
هو مصدر قلبيّ يذكر علةً لحدثٍ يشاركه في الفاعل وفي الزمن، مثل: جئتُ رغبةً في العلمِ، فـ(رغبةً) مصدر قلبيّ ذكر لبيان علة الحدث(المجيء) وهو يشاركه في الفاعل(أنا) أي إن فاعل المجيء وفاعل الرغبة هو أنا(فاعل في المعنى)، كما يتشاركان في الزمن، فالرغبة مصاحبة للمجيء، لذلك تعرب(رغبة) مفعولا لأجله منصوباً وعلامة نصبه الفتحة.
ويسمى المفعول لأجله والمفعول من أجله والمفعول له.
المصدر القلبي:ما كان مصدراً للأفعال التي منشؤها الحواس الباطنة كالخوف والرغبة والحب والحياء والشفقة والعلم...
شروط نصب المفعول لأجله
يمكننا من خلال التعريف السابق للمفعول لأجله أن نستنتج خمسة شروط لابد من توافرها في اللفظ حتى ينصب على أنه مفعول لأجله:
الشرط الأول: أن يكون مصدراً، فإن لم يكن مصدراً لم يجز نصبه، قال تعالى:“والأرضَ وضعها للأنامِ“ فالأنام علة لحدوث الفعل لكنه ليس مصدراً فلا يجوز نصبه.
الشرط الثاني:أن يكون مصدراً قلبياً، فإن لم يكن قلبياً لم يجز نصبه، فتقول: جئت للقراءة، ولا يجوز نصب القراءة لأنها مصدر غير قلبي.
الشرط الثالث: أن يتحد المصدر مع الحدث في الفاعل، فإن اختلفا لم يجز النصب، فتقول:أحببتُكَ لتعظيمك العلم، ففاعل المحبة أنا وفاعل التعظيم أنت.لذا لا يجوز نصب (تعظيم)
الشرط الرابع: أن يتحد المصدر مع الحدث في الزمان، فلا يجوز أن تقول: جئتك اليوم للإكرام غدا، لاختلاف زمن المجيء عن زمن الخوف.
الشرط الخامس: أن يكون المصدر علةً لحدوث الحدث بحيث يصح أن يقع جواباً لقولك:“لمَ فعلتَ؟“ فإذا قلت: عظّمتُ العلماءَ تعظيماً، لم يكن(تعظيماً) مفعولاً لأجله لأنه لا يبين السبب.
فإن فُقد شرط من هذه الشروط وجب جرّ اللفظ (السبب) بحرف الجر:
ومن ذلك الحديث:“دخلت امرأةٌ النار في هرة“(السبب ليس مصدرا)
ومن ذلك أيضاً قول الشاعر:
وإنّي لتعروني لذ****ِ هِزّةٌ كما انتفض العصفور بلّله القطْرُ
لم ينصب المصدر لاختلاف الفاعل، ففاعل (تعروني) هزةٌ، وفاعل (ذ****) أنا أي لتذكري إياك.
أحكام المفعول لأجله
أولاً: المفعول لأجله من المنصوبات لذا فالأصل فيه النصب، قال تعالى:“يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذرَ الموت“ مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ثانياً: يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله (الحدث) فتقول: رغبةً في العلم جئت إلى الجامعة.
ثالثاً: إذا استوفى المفعول لأجله كافة الشروط فنصبه على سبيل الجواز لا الوجوب، لذا يجوز: جئتُ رغبةً في العلم، ولرغبةٍ في العلم.
أحوال المفعول لأجله
يأتي المفعول لأجله على ثلاثة أحوال:
الأولى: أن يكون نكرة أي مجرداً من أل التعريف والإضافة، والأكثر في هذه الحالة نصبه، وقد يجرّ على قلةٍ كقول الشاعر:
مَنْ أمَّكم لرغبةٍ فيكم جُبرْ ومن تكونوا ناصريه ينتصرْ
الثانية: أن يكون معرّفاً بأل التعريف، والأكثر جرّه لكنه ينصب على قلة كقول الشاعر:
لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاءِ ولو توالت زُمَرُ الأعداءِ
الثالثة: أن يكون مضافاً وهنا يجوز الجر والنصب على السواء كقول الشاعر:
وأغفرُ عوراءَ الكريمِ ادّخارَه وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما
فالمصدر (ادّخار) مفعول لأجله منصوب وهو مضاف والهاء ضمير
متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
فكر: ورد في البيت السابق مفعول لأجله آخر اذكره وبين نوعه.
لا تنس أنه حتى لو استوفى المفعول لأجله كل الشروط فيجوز جره، قال تعالى:“وإنّ منها لما يهبطُ من خشيةِ الله“
تدريب وتطبيق
المفعول لأجله في قوله تعالى:“وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيةً
ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاءَ رضوانِ الله“ هو:
أ. رحمة.
ب. رهبانية.
ج. ابتغاء.
د. رضوان.
لا يجوز نصب الكلمة المخطوط تحتها على أنها مفعول لأجله ”جهزت قلمي لكتابة الدرس“ والسبب:
أ. عدم الاتحاد معه الحدث في الفاعل.
ب. عدم الاتحاد مع الحدث في الزمن.
ج. هذه الكلمة ليست مصدراً.
د. هذا المصدر ليس قلبياً.
قبلت رأسك لاحترامك أبويك.
في هذه الجملة لا يجوز نصب (احترام) على أنه مفعول لأجله وذلك لأنه:
أ. غير متحد مع الفعل في الفاعل.
ب. غير متحد مع الفعل في الزمن.
ج. ليس مصدراً.
د. ليس مصدراً قلبياً.