
2012- 1- 22
|
 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
|
|
|
دمعة مطر
غداً سنكبر وقد ننسى أكثر وأكثر ..
كبرنا ونسينا أجزاء كبيرة من طفولتنا في زمن الماضي
نسينا البراءة ولحظاتنا السعيدة رغم أنها تسكن أرواحنا
سافرنا رغماً عنا وفي كل مرة كنا نسافر فيها إلى عمر جديد
كنا نترك لحظات أكثر وأكثر
أعلم رغم أننا لا ننساها حقاً ،، ولا نكلّ عن ذكراها
إلا أنها تبقى ذكرى ..
في يوم ملكناها في لحظه من لحظات عمرنا
هي الشيء الوحيد الذي كنا وما زلنا نحمله معنا
بين محطات رحلات عمرنا
كبرنا أكثر ..
ولم نكن نعلم أننا سننسى أكثر
سنفقد أكثر سننجرح أكثر وسنتعلم أكثر وأكثر ..
وتبقى هي الأخرى ذكرى .. ذكرى آلام ..
ذكرى إنسان نحملها معنا إلى عمرنا القادم
وما زلنا نكبر أكثر وأكثر وتحترق أمانينا أكثر وأكثر وذكرى تلك الأيام أغلقنا عليها الباب وقفلناه بمفتاح الهم والحزن
لم نعد نجد الوقت للقياها .. لم نعد نتذكـــر !!
لأننا ببساطة كبرنــــــا
ورغم هذا ما زلنا نكتب ونكتب عنها
جالســة على صفحة الزمن
تنتظر ..
وتنتظر ...
وتبتل الأرض .. وتبقى الحروف صامتة مازلت أتــذكــــــر برودة وجتنيّ من وقع حبات المطر
الآن أراه من الشبابيك يسقط على ورق الشجر
من ورقة إلى أخرى .. يتلألأ بفرح
حزنـــــــت ولم أعرفه قبلاً لكنه لم يكن بارداً .. كان حاراً كالجمر
حرق قلبي .. حرق خدي .. حرق ذاكرتي
وظننته مجرد حزن إنهمــر
وجرف معه آخر حروف الذكرى
ودفنهـــا معــــــــه ،،،
وجفت ذكراها تحت قطرات الألم
ومع هذا نعود للذكــــــرى
ونولد من جديد لنعرف عن حقائق الحياة أكثر ولا يبقى لنا منها غير مرارة الأيام ومرارة الذكرى
ومع هذا نبتســــــــم
آهِ نبتســــــــــم
هكذا هي حياة البشــــــــر
مازالت ابتسامة تلك الحروف تسكنني
فتغتالني من نوافذ الألــــــم
فأعود لأتـــــذكر ذكريات الرحيل
دمعـــةُ مطــــــر 
|