الموضوع: شعر ....... [ أّقتِبَآسآتُ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 1- 23   #1169
بوح شمْوخ
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية بوح شمْوخ
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 94819
تاريخ التسجيل: Fri Dec 2011
المشاركات: 3,684
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 5193
مؤشر المستوى: 97
بوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond reputeبوح شمْوخ has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: تربيه خاصه
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بوح شمْوخ غير متواجد حالياً
رد: ....... [ أّقتِبَآسآتُ ]


عشق أحدهم جارية ، قالت له : سأكون لك بعد أن تنتظرني مئة ليلة ، جالسًا على كرسي في حديقتي و تحت نافذتي. لكن في الليلة التاسعة و التسعين ، نهض الرجل ، و حمل كرسيه تحت إبطه و انصرف.
يُراهن المحبوب على صبر الآخر. لكنّه يبالغ دائمًا في توقعاته و استعداد الحبيب لانتظاره، عندما لا يصبح الهدف من الانتظار الطويل المضني ، إثبات الوفاء ، و إنّما فقط الانتظار في حدّ ذاته ، كإذلال عشقي يُرضي غرور الحبيب.
في لعبة الحبّ تلك غير العادلة ، التي لا تدري فيها المرأة ماذا يجري على الضفة الأخرى للانتظار، يحدث أن تتمرّد بما بقي لها من أنفة و عقل ، في الليلة التي لا يتوقّعها " الإله المعشوق ". الليلة المئة بالذات.
رهانه لم يكن بعيدًا عن الأرقام ، لكن بعيدًا عن واقع الأحاسيس ، التي لا تعرف مقياسًا للوقت غير اللهفة. إن كان أيّ رهان أقصاه 99% ، ففي الحبّ على العاشق أن يُراهن على الواحد في المئة ، لا على التسعة و التسعين. فتلك النسبة المئويّة الصغيرة ، هي التي تمنح الحبّ من نَفسِه الأخير، نفسًا جديدًا.. أو تخنق أنفاسه !
إنّ الواحد في المئة هو الذي يحسم العلاقة العاطفيّة ، و بفضله أو بسببه ، يمكن إنقاذ حبّ أو الاجهاز عليه.
" إنّ الليل و النهار مسرعان في هدم الأعمار" يقول الإمام علي رضي الله عنه. كفى هدرًا للعمر ,’,
إذاًإنّ الذي لا يأتي به الشوق و الوفاء بعد الليلة الأولى للفراق ، لن تأتي به تسع و تسعون ليلة أخرى . علينا قلب معادلة الانتظار. فلا ننتظر أكثر من ليلة واحدة تحت نافذة الحبيب ، و أن نحمل كرسينا ، و ننصرف حال بزوغ الفجر إن هو لم يفتح لنا النافذة.. و لا الباب.
نكون بذلك قد كسبنا تسع و تسعين ليلة من عمرنا. خاصّة إن كنّا ممّن ينتظر أمام جدار ، و يتعجّب ألّا يطلّ منه أحد.
ما زالت المرأة العربيّة تكتب " أنتظرك و حتى عندما تجيء أواصل انتظارك ". كأنّ الانتظار غدا حرفة و مهنة و قدرًا نسائيًّا .
عزيزتي ، إنّ الذي يستحقّ انتظارك حقًّا ، ما كان ليرضى لك بعمر يضيع في انتظاره . فعمرك غالٍ عليه . مثله يقيس الحبّ بجمر الثواني لا بجليد الأشهر.
إن واصلت الانتظار تحت النافذة ، ستمرّ بك الفصول ، و ذات صقيع ستتجمّدين ، و ستتحوّلين إلى " رجل الثلج " الذي يصنعه الأولاد ، و يضعون على رأسه قبعة و عينين من الفحم ، و ستذوبين لاحقًا في العراء ، من دون أن يأبه " الحبيب " لما حلّ بك ، ذلك أنّه لم ينتبه أصلاً أنّك في انتظاره .


احلام مستغانمي*