عزيزتي ... ( حضرة جنابي )
موضوع حساس جداً .....
صدقتِ .... كلُ إنسان يفخر بأهله ويعتز بهم , ويعتبرهم الجدار المتين الذي يسنده في
الصعاب ويتقي به غوائل الدهر ... ووالديه بشكل خاص ...
والبنت لأن طبعها الضعف الفطري و الحاجة للحماية والعطف من جانبٍ آخر أقوى ... ترى في والدها
كل المشاعر التى تحتاجها فيتربع الأب على عرش قلبها ويملك مفاتيحه ...
وجانب العزة أحد الجوانب المهمة التي ترفل بها الفتاة تحت ظل والدها .... ولكن هل تفقد الفتاة
العزة بمجرد غياب والدها ...؟
قد أختلف معك قليلاً هنا ...
ربما ماتفقده البنت ليس العزة تحديداً ... فالإنسان لديه عزة داخل نفسه نَمَت لديه خلال نشأته
وتربيته ... ليس من السهولة ان يفقدها بمجرد فقدان عزيزٍ عليه كان يدعم هذا الجانب من نفسه ,
ربما يراود تلك الفتاة شعور بالفراغ لن يمتليء بسهولة و شعور بالفقد لن يعوضه أحدٌ آخر
وإحساسٌ بالضعف والتوجس من قادم الأيام ... لكن عزتها تبقى شيئاً مزروعاً بأمان داخل نفسها
وليس رداءً تفقده في يوم عاصف ...
أوافقك أن الظروف المحيطة بها بعد ذلك قد تُبين مقدار الفقد وحجم ذلك الفراغ .... قد تواجه وجه
الحياة القاسي و قسوة الإخوان وبرودة المشاعر و الشتات العاطفي ... فتظن أنها فقدت شيئاً
إسمه العزة ... مافقدته هو حنان ذلك الإنسان ... دفئه ... صوته ... دعمه ...ابتسامته ... تختلط
عليها المشاعر ... فتنطوي تظن أنها فاقدة العزة .... وهي تملكها... لكنها تحتاج قوةً وعزيمةً
لتخرجها من تحت أنقاض مشاعرها التي تحطمت بهذا الفقد ...
سيبقى فقد والدها جرحاً قد يطول بُرءه .... وصورة لن تفارق مخيلتها .... واحساساً يُثير مشاعر
شتى .... وربما تغدو ذكراه الطيبة وقوداً دائماً لشعلة العزة في نفسها ....
سلمتِ عزيزتي على الموضوع ... وتقبلي رأيي بصدركِ الرحب ....
لكِ مني أصدق تحية ...
أختك : ورد