عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 2- 4
فواز بن ناصر
أكـاديـمـي ذهـبـي
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الحياة
الدراسة: انتظام
التخصص: سوف أجعل من نفسي نموذجاً يحتذي به الغير !
المستوى: المستوى الثالث
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2883
المشاركـات: 38
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 84025
تاريخ التسجيل: Fri Aug 2011
المشاركات: 921
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 670
مؤشر المستوى: 66
فواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to behold
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
فواز بن ناصر غير متواجد حالياً
أيامُنا البريئاتِ ..

( أيامُنا البريئاتِ )

نتسابق .. نتدافع ..حتى نستلقي أمام التلفاز .. نلاعب بأقدامنا أطراف الشاشة .. نلامسها .. نضع بصامت البراءة والطفولة على أطرافها الملساء .. نشاكس من بقربنا .. ندافعهُ .. حتى ينفر منا ويخلي لنا الأجواء مع شاشةٍ سوداء ..





في الصباح .. ومع البكور ومع بزوغ شمسه .. ننفض عن أعيننا رمد المساء ؛ لنحىَ مع أصوات القرآن , لتُزرع في قلوبنا ربيع القرآن بلسان شيخنا علي بن جابر رحمه الله ..



ثم يحين وقت المرح والضحك والمشاكسة مع أفلام صُورة لنا عبر الشاشة الغربية .. لا نفقه ما يقولون ! .. وجل همنا هو أن يمسك الأول الأخر ! .. وفي حينها نكون في حالةٍ من الشرود الذهني لا نعي ما حولنا من منادٍ ينادي , أو باعثٌ يريد أن يبعثنا لجلب الخبز أو الجبن أو الماء ..
تقطع علينا خلوتنا مع الشاشة أمنا العزيزة التي تحاولوا ملئ بطوننا ؛ لكي تقتل جوعنا .. ونحن نسوف في نهوضنا من استلقائنا لنُشبع عقولنا من شاشتنا لا تقف ..
بعدها تتخذ الإجراءات الصارمة العنيفة الحنونة ؛ التي تخرجنا من شرودنا وانعزالنا مع الشاشة .. فيفصل الفيش عن مغذيه , أو يوخز ( زر التشغيل ) بإصبع أمي أو أبي ليعلن توقف الشاشة لفترةٍ وجيزة ..
ثم ننهض مسرعين بعدما كنا نستثقل النهوض ؛ لندخل اللقمات إلي أفواهنا بسرعة الضوء دون مضغٍ أو هضم ودون التفكير بالضرر .. فقط همنا هو العيش مع الشاشة السوداء ..

نعود بفرحٍ وسرور لنعيش مع حياتنا مع الشاشة السوداء ..




فمع ( هايدى ) عشنا الأمل والسرور والحب والعطف ومعها تذوقنا الأدب الجميل في سحر التلال وجبال الألب .. تحت أعين جدها الكبير , وحماية كلبها النوام الشجاع ( برنارد ) وشهامة صديقها المخلص ( بيتر ) .. فغردنا مع العصافير .. ولامسنا أشعة الشمس بأيدينا الصغيرة ..




ثم توالت علينا الأحزان والهموم حينما التحقنا بمدرسة جرح الزمان ( سالي ) .. تلك الفتاة التي ملئت علينا الحياة كائبةً وبوئساً , بفقرها بعد غناها , بذلها بعد عزتها , بضعفها بعد قوتها , بشحوب بشرتها بعد صفاءها , بيباس خدها بعد ليونته ..
فوبختنا الأستاذة ( مينشن ) وعاقبتنا أشد العقاب .. وكادت لنا ( لافينا ) كل المكائد .. فبطبعها الوحشي قطعت أيدينا بجبروت ( جيمس ) .. وزج بنا في الظلام الدامس لتجعلنا نعيش مع الفئران .. وكانت المخلصة ( فيكي ) دائماً ما تواسينا !
ولكنها الأيام الدول .. فبعد الأحزان والدموع .. وبعد القهر والجوع .. وبعد الذل والخنوع .. أتى القرد يحمل معه البشارة !!

إنها الأيام الجميلة .. إنها أيام الصباح .. إنها أيام الطفولة .. إنها أيام البراءة .. إنها أمتع الأيام ..



ثم أصبحنا فرساناً مع الطفلة الجميلة ( ليدي ) فأصبحنا نقفز حواجز هذه الحياة مع خيلنا الأبيض الرشيق ( الكسندر ) حاملين الأحلام والآمال لنعبر جسرً أمتد طريقه ..




لنصل إلي جزيرةٍ صغيرة بعد أن تاهت بنا السفينة .. لنلاقي حبيبتُنا ( فلونة الصغيرة ) لنصبر معها على جمال الجزيرة .. لنتذوق عيش الطبيعة .. لنلامس أطراف الحقيقة .. في جزيرةٍ مهجورة .. في جزيرةٍ ضالة وحيدة ..


كنا نعيش لوحدنا لا مسلي لنا إلا لعِبُنا .. لم نعي حقيقة الأيام .. لم نعرف خباياها وما تُسر لنا .. فحينما واجهتنا توقعناها كأيامنا البريئاتِ .. إلا أنها كشرت عن أنيابها؛ فتلاشت معها أحلامنا , وحُطمت شاشتنا السوداء .. لتجعلنا ضائعين تائهين في وسط النهار !!


...

أخوكم / فواز بن ناصر ... ( أحلامٌ تلاشت )



رد مع اقتباس