أما عن الجانب الوجداني فلا غرو أن الأدب يؤثر في شعور وإحساسات القراء , فتجعل القارئ يرضى أو يسخط , يحب أو يكره , وكلما اتسم قول الأديب بالصدق الفني كلما استجاب له بالدرجة نفسها , ولعل من أصدق الشواهد على صدق عاطفة الحب ما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه مادحًا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ يقول :
وأحسن منك لم ترقط عيني وأجمـل منك لم تلـد النـسـاء
خـلقت مــــبرأ من كـــل عيب كأنـك قد خلقت كما تشـاء
حتى قالت العرب عن هذين البيتين أنه أصدق ما قالته العرب .
أما عن الجانب السلوكي :
• فأوضح مثال على ذلك حادثة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , حيث حبسه ؛ لأنه كان يتغني بشرب الخمر ؛ إذ يقول :
إذا ما مت فادفني إلى أصل كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقـهـا
ولا تــدفـنِّي بالــفـلاة فـــــإنــــني أخــــاف إذا مــا مـت ألا أذوقــــهــــا
وكان سعد بن أبي وقاص قد حبسه أثناء حربه مع الفرس في يوم أغواث , فلما اشتد القتال صعد إلى سعد يستعفيه , ويسأله تسريحه للغزو مع المسلمين فزجره ورده , فنزل حتى أتى سلمى ( زوج سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ) فقال : يا سلمى هل لك إلى خير ؟ قالت : وما ذاك قال : تخلين عني وتعيرينني البلقاء , فلله على أن سلمني الله أن أرجع إليكِ حتى أضع رجلي في قيدي , فقالت : وما أنا وذاك ! فرجع يرسف في قيوده ، ويقول :
كفى حزنًا أن تطعن الخيل بالقنا وأترك مشدودًا علـى وثـاقيا
إذا قمت عناني الحديد وأغـلقت مصاريع دوني قد تصم المناديا
وقد كـنت ذا مال كـثيرٍ وإخوة فقد تركوني واحدًا لا أخا ليـا
ولله عـــــهدٌ لا أخــــيس بـعـهـــده لئن فرجت ألا أزور الحـــــوانــيــــا
فقالت سلمى : إني استخرت الله ورضيت بعهدك ( بعد ما سمعت ما قاله من شعر ) وأطلقته , وقالت : أما الفرس فلا أعيرها , ورجعت إلى بيتها ,فاقتادها وأخرجها من باب القصر وركبها , ثم دب عليها حتى إذا كان بحيال الميمنة كبر , ثم حمل على الميسرة يلعب برمحه وسلاحه بين الصفين , وكان يقصف الأعداء بسيفه قصفًا منكرًا , وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه , وجعل سعد يقول وهو مشرف على الناس من فوق القصر : والله لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن ، وهذه البلقاء .
• ومن ذلك أيضًا ما حدث مع الحطيئة , حيث كان هجاءً يهجو المسلمين , وينال من أعراضهم فنهاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فلم ينته , فأمر عمر بن الخطاب بحبسه , وأراد الحطيئة أن يكسب عطف أمير المؤمنين ، فأنشد قائلاً :
مـــــاذا تقـول لأفـراخ بـــذي مـرخ زغـبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقـيتَ كـاسبَهم في قعرٍ مظلـمةٍ فاغفرْ عـليك سلامُ اللهِ يا عـمـرُ
وإذا بعمر بن الخطاب يسمع قوله : ( ما ذا تقول لأفراخ بذي مرخ ) فيبكي ويعفو عنه , حقًا إن من البيان لسحرًا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* * *
ثانياً - فنـون الأدب :
الأدب هو الكلام البليغ المؤثر في نفس السامع أو القارئ، وعليه فالأدب شجرة وارفة الظلال يخرج منها فرعان كبيران هما: الشعر والنثر.
أولاً: فن الشعـر:
الشعر من أشهر الفنون الأدبية وأكثرها ذيوعًا وانتشارًا، ولعل السبب يعود إلى أن الشعر قد واكب البشرية منذ طفولتها في أغاني المهد وترقيص الأطفال .
مفهوم الشعـر : الشعر لغة من شَعَرَ يشعر شعورًا . أما المعنى الاصطلاحي لمفهوم الشعر فهو: الكلام الموزون المقفى الذي يعبر عن عاطفة .
والفرق بين الشعر والنثر يتجلى في أربعة جوانب هي:
• الوزن والقافية والاتصال بالشعور .
• الشعر عادة أمعن في الخلق والإبداع بما ينشئه الشاعر من الصورة الخيالية.
• الذاتية في الشعر فهو ذاتي يعبر عن عواطف صاحبه ، فالغرض الأساسي من الشعر هو التعبير عن ذات الشاعر ، أما النثر فليس شرطا أن يعبر عن ذاته .
• إن الشعر يخاطب العواطف مباشرة ، وذلك لما عند الشاعر من قوة إلهام لا تكتسب بتعلم .
فنون الشعر:
إن للشعر فنونًا أربعة هي: الشعر الغنائي، والشعر الملحمي أو الدرامي، والشعر المسرحي أو التمثيلي، والشعر التعليمي.
(1) الشعر الغنائي :
و هو ذلك الشعر الذي يعبر عن تجربة الشاعر الذاتية ، فهو فن نشأ مع الإنسان الأول عندما انفعل، وأراد أن يعبر عن انفعاله هذا في شكل فني قولي : من فخر، وهجاء ، وغزل ، ورثاء ، ومديح ، ولعل من صور المدح الرائع الذي يمس شغاف القلوب ما قاله محمود سامي البارودي مادحًا سيد الأمة في قصيدته كشف الغمة:
محمدّ خاتم الرسل الذي خضعت
له البرية من عُرب ومن عجمِ
سميرُ وحي ومجنى حكمة وندى
سماحة وقري عافٍ وري ظمِ
قد أبلغ الوحيُ عنه قبل بعثته
مسامع الرسل قولاً غير منكتمِ
فداك دعوةُ إبراهيم خالقهُ
وسر ما قاله عيسى من القدمِ
وقد ارتبط فن الشعر منذ نشأته بفن الغناء ...ومن هنا جاءت تسميته بالغنائي .
ولهذا الشعر مجموعة من الخصائص أو الملامح – قديمًا وحديثًا كما يلي:
• قصر القصيدة : فالقصيدة الغنائية لا تعتمد على عنصر التتابع الزمني.
• وحدة الانطباع : تدور القصيدة الغنائية عادة حول فكرة واحدة أو صورة واحدة، ويركز الشاعر عليها في تفاصيلها، أو ما يتصل بها بحيث يكون الانطباع النهائي موحدًا.
• الاعتماد على التصوير : رغم غلبة الموسيقى على القصيدة الغنائية فإن وسيلتها التعبيرية الأولى هي الصورة التي يعتمد فيها على التشبيه والمجاز الاستعارة وغيرها .
• الذاتية : فالشاعر لا يتحدث عن الآخرين بل عن تجربة ذاتية، فموضوعه هو مشاعره .
2- الشعر الملحمي : أو الشعر القصصي ، وينقسم إلى فنيين كبيرين هما : الملحمة ، والقصة الشعرية القصيرة .
( أ) فالملحمة : قصة بطولية تُحكى شعرًا ، وهو الذي قصيدة تحكي مغامرات أبطال تاريخيين ، والشعر فيها موضوعي وليس ذاتيا ، وإن كان الشاعر لا يمكن أن يتخلَّص من الذاتية على الدوام ؛ لأنه يحتفي عادة بأبطال شعبه ، أو قبيلته ، أو دينه ..
( ب ) القصة الشعرية : وهي أقصر من الملحمة ، ولا يشترط فيها حكاية معارك وبطولات . ولقد أنكر كثيرٌ من النقاد وجود هذا الشعر في أدبنا العربي القديم .
ولكن الحق أنه إذا كان العرب لم يعرفوا الملحمة بنفس مقوماتها اليونانية ، فهذا لا يقلل من شأن الأدب العربي ، إن الأدب العربي يعرف الملاحم والقصص الشعرية القصيرة ، ولكن ليس بخصائص الأدب اليوناني ، إذ من الخطأ أن نضع مقاييس لأدب ما ونسعى إلى تطبيق هذه المقاييس على أدب آخر؛ لأن لكل أدب ذاتيته وسمته التي تفرقه عن غيره من الآداب الأخرى ، ونحن إذا أقررنا بهذه الحقيقة، فمن الممكن القول إن العرب قد عرفوا أدب الملاحم ، ولعل أبلغ مثال على ذلك حرب البسوس، ولقد دارت رحى هذه الحرب أربعين سنة، ومن أقوال جساس في هذه الحرب :
تعدت تغلب ظلمًا علينا
بلا جرم يعد ولا جناح
فلما أن رأينا واستبنا
عقاب البغي رافعة الجناح
صرفت إليه نحسًا يوم سوء
له كأسٌ من الموت المتاح
ومن أشهر الملاحم الشعرية في العصر الحديث : ملحمة الإسلام لأحمد محرم .
أما القصة الشعرية فقد وجدت في أدبنا العربي القديم ، ولعل أفضل نموذج لهذه القصة القديمة قصيدة ضيفٌ ولا قرِى ، تلك القصة التي استلهم فيها الحطيئة قصة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، حيث جاءه ضيفٌ وليس لديه طعام يقدمه لهذا الضيف ، فتقدم ابنه ليذبحه ، ليقدمه قرى لهذا الضيف، يقول الحطيئة:
وطاوي ثلاثاً عاصب البطن مرمل
ببيداء لم يعرف بها ساكنٌ رسما
أخى جفوة فيه من الأنس وحشةٌ
يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
وأفرد في شعب عجوزًا إزاءها
ثلاثة أشباح تخالهم بَهما
وفي المشهد الثاني رأى شبحًا مقبلاً يلفه الظلام ، ويراه الأب فينكره ، فإذا به طارق ليل، فيثقل عليه الخطب، ويركبه الهم ؛ لأنه لا يملك ما يضيف به الطارق حتى إن ابنه يرثى لحاله .
رأى شبحًا وسط الظلام فراعه
فلما بدا ضيفًا تصور واهتما
فقال ابنه لما رآه بحيرة
أيا أبت اذبحني ويسر له طعما
ولا تعتذر بالعدم عل الذي طرا
يظن لنا مالاً فيوسعنا ذما
وفي المشهد الثالث يستجيب الله الدعاء ، فيرى قطيعًا من حمر الوحش ، يقدمه الفحل إلى الماء، فتريث الرجل حتى يشرب الفحل، فلما روى رمى إليه بسهم صائب.
فبيننا هم عنت علي البعد عانة
قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
ظماء تريد الماء فانساب نحوها
على أنه منها إلى دمها أظما
فأمهلها حتى تروت عطاشها
فأرسل فيها من كنانته سهما
ومن نماذج القصة الشعرية في أدبنا العربي قصيدة الأرملة المرضعة لمعروف الرصافي، فالقصيدة لوحة رائعة لأرملة فقيرة، تمزقت عليها الثياب، ولم يعد لها ما يحميها من البرد، بل من العري، ولم يعد في ثديها ما ترضع به وليدها.
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثةٌ والرجل حافيةٌ
والدمع تذرفه في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
واصفر كالورس من جوع محياها
2- الشعر المسرحي:
لا يعرف الباحثون على وجه التحديد متى ظهر هذا الشعر ، ويبدو أنه قد نشأ لحاجة إنسانية
اجتماعية . وتُرد نشأته إلى مصر القديمة ، وعُرف عند اليونان بما يدعى (بالمأساة والملهاة) .
ولم يُعرف هذا الفن في الأدب العربي قديماً ، ووجهة نظر النقاد أن العرب قد عاشوا في بيئة لا تساعد على تقوية الخيال ، فالبيئة الصحراوية يرى فيها الرائق أرضًا منبسطة لا تدع مجالاً للفكر والتأمل . أما في العصر الحديث فقد عرف الشعر المسرحي على يد أمير الشعراء أحمد شوقي ، وقد خلف سبع مسرحيات منها: مصرع كليوباترا، وقمبيز، وعلي بك الكبير، ومجنون ليلى.
4- الشعر التعليمي :
وقد نشأ نشأة عربية خالصة في أواخر الدولة الأموية ، وهو علوم نُظمت شعرًا ، لذا فهو لا يصدر عن عاطفة ، ومن هنا اختلف العلماء في جواز تسميته شعرًا فهو نظمٌ وليس شعر ، ومنه : ألفية ابن مالك في النحو ، والشاطبية في علم القراءات . ومثلث قطرب ، وغيرها من المتون ، وفي العصر الحديث جاء أمير الشعراء أحمد شوقي فبلغ الغاية في هذا اللون الشعري ، حيث نظم شعرًا على لسان الحيوان، ومن ذلك قوله:
يحكون أن أمة الأرانبِ
قد أخذت من الثرى بجانبِ
وابتهجت بالوطن الكريم
وموئل العيال والحريم
فاختاره الفيل له طريقًا
ممزقًا أصحابنا تمزيقا
والغرض من كل ألوان الشعر السابقة (الغنائي، والملحمي، والمسرحي) هي إمتاع النفس وإمتاع غيرها، لأنها تخاطب الخيال والعاطفة ؛ بخلاف الشعر التعليمي الذي يهدف إلى تحقيق غاية تعليمية .
ثانياً: فن النثر :
1- النثرُ لغةً : من نثركَ الشيء بيدكَ ترمي بِه متفرقًا مثل نثرِ الجوز واللوزِ والسكر ، والنثرُ في الاصطلاح هو الكلام غير الموزون الذي يرتفع فيه أصحابه إلى لغة فيها فن ومهارة وبلاغة ..
2- فنون النثر:
(1) الأمثال:
المثل في اللغة معناه مناظرة شيء بشيء آخر، ، وفي الاصطلاح هو القول السائر بين الناس الذي يُشبه مضربُه بموردِه ، والأمثال نوعان: أمثال حكمية كقولهم : الجار قبل الدار ، والحرب خدعة، والأمثال المبنية على الحوادث، كقولهم: وافق شن طبقه ، والصيف ضيعت اللبن ، وسبق السيف العذل . على أهلها جنت براقش ، كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟ ..
(2) الخطبة :
الخطابة فن أدبي قديم، نشأ مع بداية الإنسان، فحينما توجد جماعة فلابد أن يوجد بينها اختلافات في الآراء، ولابد من وجود الجدال والمناقشة ، ومن ثم نشأت فناً يقوم على محاولة إقناع المستمعين من جهة، واستمالتهم لما يقال من جهة أخرى . فهو فن الوصول إلى قلوب الجماهير وإقناعهم عن طريق التأثير العاطفي بكلام بليغ وموجز . ولقد عرف أدبنا العربي هذا الفن واستخدمه في الدفاع عن القوم أو التحريض على القتال ونصرة الضعيف ، أي في مفاخراتهم ومنافراتهم ، في النصح والإرشاد ، وفي الحض على القتال ، أو الدعوة إلى الإسلام ..
أنواع الخطبة :
ولقد تنوعت الخطابة تنوعًا ملحوظًا بين خطابة سياسية، وخطابة المحافل، والخطابة الدينية ، ولا يخفى على أحد ما للخطابة من أثر مهم في تحفيز الهمم وشحذها .
( 3) الرسالة:
فن نثري يقوم على مخاطبة غائب أو بعيد ، وهو تأليف نثري نتوجه به إلى شخص غائب ،
لكي نعلمه أخبارنا، أو انطباعاتنا. ازدهرت في العصر الأُموي ازدهارًا واسعًا نتيجةً لاتساع الدولة الإسلامية وحاجة الخلفاء إلى مراسلة ولاتهم ونتيجةً لامتزاج الثقافة الإسلامية بالثقافات الأجنبية الأخرى وظهور ديوان الرسائل .وقد انقسمت الرسائل في تلك الفترة إلى رسائل عامة وخاصة
1- الرسائل الديوانية : وهي التي تمثل المكاتبات الرسمية التي تصدر عن الدولة، ومن نماذجها : رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم بعث دحية الكلبي بها إلى هرقل قال فيها:« بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى.أما بعد: اسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن تتول فإن إثم الأكارين (أي الفلاحين)عليك ".
2- الرسائل الإخوانية ، أو الرسائل التي يتبادلها الأصدقاء والخلان .
وكان لكل منهما صفات ومميزات تميزت بها عن الأخرى, فتميزت الرسائل العامة ( الديوانية ) بالوضوح والإيجاز على عكس الرسائل الخاصة (الإخوانية ) التي امتازت بالإطناب وانتقاء الألفاظ وروعة التصوير وبراعة الخيال ، وأسلوبهما يتسم بالتلقائية والبعد عن التكلف .
4- المقامة : بفتح الميم، وهي في أصل اللغة اسم للمجلس والجماعة من الناس .
وتعد من أهم فنون الأدب العربي التي عرفت في العصر العباسي على يد بديع الزمان الهمذاني هو أول من مهد هذا الطريق وعبده ، وخلفه الحريري .
والغاية التي ارتبطت هي غاية التعليم ، وتلقين الناشئة صيغ التعبير، وهي صيغ حليت بألوان البديع ، وزينت بزخارف السجع ، فهذه أبرز سماتها .
ولقد كانت المقامة حيلة فنية أدبية استخدمها الأدباء المحترفون لاستجداء الناس ، اعتمادًا على قدرتهم الأدبية والبلاغية التي كانوا يخلبون بها الناس، ولقد اتخذ بديع الزمان أبا الفتح الإسكندري بطلاً لهذه المقامات ، وراويةً هو عيسى بن هشام، ومن شواهد المقامات للهمذاني المقامة الساسانية، وهي تجري على هذا النمط " حدثنا عيسى بن هشام قال: أحلتني دمشق بعض أسفاري، فيننا أنا يومًا على باب داري إذ طلع على من بني ساسان كتيبةٌ قد لفوا رؤوسهم، وطلوا بالمغرة لبوسهم، وتأبط كل واحد منهم حجرًا يدق به صدره ، وفيهم زعيم لهم يقول وهم يراسلونه، ويدعو ويجاوبونه، فلما رآني قال:
أريد منك رغيفًا
يعلو خوانًا نظيفا
أريد ملحًا جريشًا
أريد بقلا قطيفا
أريد جديًا رضيعًا
أريد سخلاً خروفا