الموضوع: السنة التحضيــرية محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 3- 9   #4
شاكيرا
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية شاكيرا
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 87908
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2011
العمر: 32
المشاركات: 201
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 103
مؤشر المستوى: 60
شاكيرا will become famous soon enoughشاكيرا will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الأداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: تحضيري
المستوى: المستوى الثاني
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
شاكيرا غير متواجد حالياً
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني

المتلقي وتذوق النص
المتلقي هو مستقبل العمل الأدبي وقارئه سواءً كان فردا واحدا أو جماعة تقرأ هذا العمل .
— القراءة الأدبية :
قبل الإجابة عن سؤال :
كيف يقرأ المتلقي العمل الأدبي ؟؟ نسأل : ما العناصر التي يتكون منها الأثر الأدبي ؟
لنأخذ على سبيل المثال الأبيات الآتية من قصيدة ابن زيدون :
إنّي ذكرْتُكِ بالزّهـراء مشـتاقا والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَـا (1)..........
وَللنّســــــــيمِ اعْتِلالٌ في أصـائِلـِهِ كـأنّهُ رَقّ لي ، فــــاعْـتَلّ إشْــــفَـاقَـــا (2) ...........
والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ كـما شقـَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَـا (3) .....
يَوْمٌ كأيّامِ لَـذّاتٍ لَنا انصـرَمتْ بتْــــنَا لهـا حـينَ نـــامَ الدّهرُ سرّاقــَا........... .
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهـرٍ جــــــــالَ النّدَى فيهِ حتى مـالَ أعناقـــَا (4)
كَــــأنّ أعْـــــيُنَهُ إذْ عـــــايَنَتْ أرَقي بَكَــــتْ لِما بي فــجـــالَ الدّمــعُ رَقَـــرَاقَـــا(5) وردٌ تـــألّــــــقَ في ضـــــــاحي مـنــــابـتِهِ فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشـــــراقـــَا (5)
لا سكّنَ اللهُ قلباً عـقّ ذكرَكُـمُ فــــلم يطـــرْ بجــــناحِ الشّــــوقِ خـــفّـــاقَـــــا
— لوْشاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى وافـــــاكُـــمُ بفـتى ً أضــناهُ ما لاقَـى ( 6)
— فإن هذه الأبيات تشتمل على :
— 1) مجموعة من الأفكار :
— 1. مشاركة الطبيعة الشـاعرفي ذكرياته .................................................. ...................................
2. وصف الشاعر لطبيعة مدينة الزهراء الجميلة . .................................................. ................................
3. معاناة الشاعر النفسية وأمنياته .
— 2) مجموعة من العواطف والانفعالات النفسية والإحساس والشعور أبرزها مشاعر الشوق والحزن الذي يغلب عليه الرجاء والأمل ، مختلطة بإحساس الهجر والحرمان .
— 3) مجوعة من الصور والأخيلة التي امدت الشاعر بلوحات متعددة بثها في تضاعيف أبياته . وجعلته يشخص مظاهر الطبيعة ويخلع عليها الحياة ، وينفث فيها الإحساس ، ويلبسها الشعور فيجعلها بشرا يتفاعلون مع ابن زيدون فيشاطرونه مشاعره وأحاسيسه ؛ فالأفق إنسان باسم طلق الوجه ، و النسيم إنسان عليل مريض ، رقٌ وأشفق على الشاعر . والماء وهو يجري متلألأ بين الرياض الخضراء فتاة جميلة قد شقت عن صدرها فبان جمالها وبياضها . والأزهار إنسان له عنق قد مال من ثقل ما يحمل ، حيث شبه الأزهار وقد أثقلها الندى فمالت أغصانها بحالة إنسان قد أثقله الحمل فمال عنقه . وقد ضمن ذلك ولم يصرح به .
— 3) مجموعة من الألفاظ الرقيقة العذبة التي اختيرت بعناية لترسم لنا تجربته الشعورية ، ثم صيغت بتراكيب معينة ، وفقًا لأسلوب معين ونظام معين , فكان لنا هذا الشعر .. وهكذا تبين لنا أن العمل الأدبي يتكون من أربع عناصر رئيسية ، وهي :
— العنصر الفكري ( المعنى ) , العنصر الوجداني ( العاطفي ) , العنصر الخيالي , العنصر الفني .
— أما العنصر الفكري , ويسمى أيضًا العقلي , فيشتمل على المعاني والأفكار والبراهيم والحجج , والأدلة والاستنتاجات والمقارنات وحركة الذهن أيًا كان نوعها سواء كان ذلك في الشعر أو في النثر .
— وأما العنصر الوجداني فهو عبارة عن العواطف البشرية والمشاعر والأحاسيس من فرح وحزن , وحب وبغض, وأمل ويأس , وحقد وشفقة , وحنين ونفور , وكآبة وانشراح , وعظمة وصغار , وفخر وانكسار , وغير ذلك مما تتكون منه النفس البشرية .
وأما العنصر الخيالي فهو الذي يمد الأديب بالصور والمشاهد التي يضمنها أدبه .
وأما العنصر الفني فيشمل : الألفاظ والتراكيب والأسلوب , وقد درج الدارسون على قسمة هذه العناصرقسمين كبيرين : أولهما المضمون ويدخل فيه الأفكار والعواطف والأخيلة , وثانيهما -الشكل , ويدخل فيه : الألفاظ والتراكيب والأسلوب .

مراحل التذوق الأدبي عند المتلقي : يمر التذوق بثلاث مراحل ، أو :
في عملية التذوق الأدبي ثلاثة أعمال لابد من القيام بها :
أولها : عمل تمهيدي من شأنه أن يضع الدارس والقارئ في جو النص ؛ يمهد له فهمه والإحاطة بعناصره : وذلك بـ : ( قراءة النص , وفهم معاني مفرداته , ومعرفة نوعه , وصاحبه , وعصره , ومناسبته )
الثاني : دراسة النص من حيث :
- مضمونه الفكري ( أي : دراسة الأفكار في موضوعها وترابطها وعمقها وصدقها وسموها وشمولها وإنسانيتها وجدتها ومدى الابتكار فيها )
- والوجداني ( العاطفي ): ( ويعني دراسة نوع العاطفة ، وسموها وصدقها، وروعتها وقوتها )
- والخيالي : ( ويعني بيان نوعه تفسيري أو تصويري أو خلاق )
الثالث : دراسته من حيث الشكل الفني ومميزاته البلاغية والأسلوبية ، ويتناول :
- دراسة الألفاظ في فصاحتها وحسن اختيارها وتآلفها فيما بينها ومدى الإيحاء فيها .
- دراسة التراكيب في بلاغتها وقوتها وإبداع صاحبها في تأليفها .
- دراسة الأسلوب في نوعه وطبيعته وقوته ، ومدى إبداعه ودلالته على شخصية صاحبه ، وارتباطه بعصره وبيئته , والفن الأدبي الذي ينتمي إليه .
مقومات التذوق الأدبي
وهي : الخصائص الفنية و الجمالية المتمثلة في الألفاظ والصورة الفنية والعاطفة والموسيقى والخيال والأفكار والصياغة ........................ أولاًـ المقومات العامة ، وتشمل:
أ – المقومات اللفظية : تعد الألفاظ اللبنات الأساسية في أي جملة, وهذه اللبنة يختلف معناها باختلاف السياق الذي ترد فيه . وقد عني نقادنا العرب القدماء بتذوق الأصوات والحروف الدالة على معنى الكلمة , ومناسبة الألفاظ للمعاني , وتحدثوا عن صفات الصوت من حيث القوة والضعف والاستعلاء ومشاكله الألفاظ لأصواتها, كذلك أولى البلاغيون البحث في الفصاحة وشروطها في اللفظ والتركيب مكانة متميزة . لذلك ينبغي النظر إلى هذه الجوانب في تذوق الألفاظ : وهي مناسبة الألفاظ لمعانيها ، وصفاتها من حيث الرقة والعذوبة أو الشدة والقوة والجزالة لما سيقت له من المعاني أيضًا . .... وهكذا !
ب – المقومات الأسلوبية :
الأسلوب هو اختيار واع يسلطه المبدع على ما توفره اللغة من سعة وطاقات فنية غنية, فينتقي المبدع منها أكثر مواءمة لمقاصده وغاياته من جهة, وللعمل الإبداعي من جهة أخرى . ........................................... ويختلف الأسلوب باختلاف المبدعين وباختلاف الغرض أو الموضوع الذي يكتب فيه فالأسلوب العلمي يخاطب العقل مخاطبة موضوعية لذلك فألفاظه وضعية عارية من كل زخرف لا يضطر القارئ إلى تأويلها ولا يلحق بها الاحتمالات , أما الأسلوب الأدبي فهو يخاطب العقل والنفس معاً وألفاظه مؤثرة منتقاة موسيقية الوقع محملة مجازًا وإيحاء ويهدف إلى التأثير في المتلقي ودفعه إلى مشاركة المبدع في انفعالاته ومشاعره وأحاسيسه وللخيال المبدع الخلاق فيه نصيب وافر.
جـ - المقومات الفكرية :
هي المعاني الذهنية التي تنقل إلينا بواسطة اللغة , والفكرة هي العنصر العقلي في النص ومظهر فكر الأديب وثقافته, وهي ضرورية للأدب و إلا فهو أدب خامل ضعيف لأنه لا يضيف إلى حصيلة خبراتنا خبرة جديدة , ولا يمدنا بمعلومات وحقائق عن الكون والناس والحياة .
وللفكرة الجيدة في رأي الدارسين مقومات منها:
1- جدة الأفكار : ولا يعني أن تكون غير مسبوقة وإنما نقصد جدة التناول والعرض , فالمبدع يحمل الأفكار من روحه, ويلونها بألوان شخصيته , فتبدو وكأنها مبتكرة. وتذوق النص الإبداعي يسعى إلى اكتشاف الطريقة الخاصة في التفكير لدى الأديب ويوضح القيم التي تضمنها نصه .
2 - ترابط الأفكار : من شروط الأدب الجيد ورود الأفكار في نسق فكري متسلسل, أي أن
تمثل كل فكرة سابقة ولاحقة في آن واحد, سابقة الفكرة تمد لها ولاحقة الفكرة نتيجة لها, بحيث لو
سقطت من النص فكرة أو حتى كلمة لتصدع بناء العمل الأدبي وفقد جماله .
3 - صحة الأفكار : ولا يعني هذا أن تكون المعاني مرادفة للصحة العقلية أو العلمية, بل أن تكون
الأفكار صادقة صدقاً أدبياً أي صادقةً في الشعور والإحساس والرؤى والتخيل, أي مطابقة الأفكار الغرض
الذي جاءت من أجله والمعاني النفسية المترتبة في ذهن مبدعها.
4 - عمق الأفكار : ولسنا نقصد هنا بالعمق الغموض والإبهام والألغاز, وإنما نقصد المعنى العميق الذي لا يدرك للوهلة الأولى وإنما يعطيك الأديب طرفاً منه تتعلق به لدى رغبتك في التأمل وكلما أغرقت في تأمله تكشفت فيه دلالات متعددة ومعانٍ كثيرة , وهي الوقت نفسه تكون ثرية أي قابلة للتأويل بحيث يستطيع كل متلقٍّ أن يضفي على النص من خبراته وثقافته ما يجعل النص الإبداعي نصوصاً متعددة تتعدد بتعداد المتلقين .
5- سمو الأفكار : وهي الأفكار التي تسهم في رفع قدر الإنسان وشأنه لأنها أجل قيمة وأكثر أثراً من الأفكار الداعية إلى التبذل والسفه أو الأفكار السلبية الواقفة موقف اللامبالاة.
د - المقومات العاطفية :
الأدب يقوم على قيمتين أساسيتين هما : قيمة شعورية , وقيمة تعبيرية , فالعواطف هي التي تدفع الأديب لإبداع عمله , والأدب لا يعد أدباً إذا خلي من العواطف التي تعبر عن نفسية مبدعها من جهة, وتهدف إلى إثارة عواطف المتلقي من جهة أخرى , وقد ذكر النقاد للعاطفة مجموعة من المقومات ، وهي :
- قوة العاطفة : و يراد بها قدرة النص الأدبي على استثارة عواطف المتلقين بحيث توجد حالة من التوحد بين شعور المبدع وشعور المتلقي ، والعاطفة القوية غالبًا ما تمنح التعابير من قوتها فيبدو التعبير موحياً حاملاً شحنة من المعنى أوسع من نطاق حروفه .
روعة العاطفة :وهي مانقف حيالها معجبين , فتعترينا الدهشة والإكبار أمام عظمتها, و العاطفة الرائعة عاطفة جليلة تتجاوز العادي والمألوف لتصبح ضرباً من التفوق .
سمو العاطفة : وهي التي تدفع إلى نوع من السلوك المثالي كحب الوطن والمروءة والوفاء .. . ولا يعني هذا أن يتحول الأدب إلى عظات ووصايا أخلاقية ,ولكن العبرة في جمالية القول الذي قد يتضمن العواطف
  رد مع اقتباس