النص الثالث : رسالة من الملك عبد العزيز الر رئيس ترومان
15 اكتوبر 1946
فخامة الرئيس
ان العلاقة التي تربط بلادي بالولايات المتحدة والصداقة التي تأسست بيني وبين الرئيس الراحل زوزفلت والصداقة التي تحددت بيني وبين فخامتكم تجعلني شديد الحرص في المحافظة على هذه الصداقة لذلك تجدوني فخامتكم الح واكرر في كل مناسبة اشعر فيها بما يخل بصداقة الولايات المتحدة مع بلادي ومع سائر البلاد العربية لكي ازيل مايمكن ان يعقل هذا الصفاء ولقد كتبت للراحل العظيم ولفخامتكم حقيقة الموقف في فلسطين والحق الطبيعي للعرب فيها وان ذلك يرجع الى الاف السنين وان اليهود ليسوا الا فرقة ظالمة باغية معتدية
اعتدت اول الامر باسم الانسانية ثم اخذت تظهر عدوانها الصريح بالقوة والجبروت والطغيان مما ليس بخاف عن فخامتكم وعلى شعب الولايات المتحده ، اضف الى ذلك اطماعهم التي يبيتونها ليس للفلسطين وحدها بل لسائر البلاد العربية المجاورة ومنها اماكن في بلادنا المقدسة
لقد دهشت للاذاعات الاخيرة التي نسبت تصريحا لفخامتكم بدعوى تاييد اليهود في فلسطين وتاييد هجرتهم اليها بما يؤثر على الوضعية الحاضرة خلافاً للتعهدات السابقة ولقد زاد من دهشتي ان التصريح الذي نسب اخيرا لفخامتكم يتناقض مع البيان الذي طلبت مفوضية الولايات المتحدة في جدة من وزارة خارجيتنا ان ينشر في جريدة ام القرى باسم بيان ادلى به البيت الابيض بتاريخ 16/8/1946
وذلك البيان صريح في ان حكومة الولايات المتحدة لم تتقدم بأي فكرة من جانبها لحل مشكلة فلسطين واظهرتم املكم بحلها بواسطة المحادثات بين الحكومة البريطانية وبين وزراء خارجية الدول العربية وبين الحكومة البريطانية والفريق الثالث
واظهرتم فخامتكم في اتخاذ تسهيلات في الولايات المتحدة لايواء المشردين وفي جملتهم اليهود ولذلك كانت دهشتي عظيمة حين اطلاعي على البيان الاخير الذي نسب لفخامتكم مما جعلني اشك بصحة نسبته لكم لانه يتناقض مع وعود حكومة الولايات المتحدة والتصريح الذي صدر في 16 اغسطس 1946 من البيت الابيض
واني لعلى يقين بان شعب الولايات المتحدة الذي بذل دمه وماله لمقاومة العدوان الغاشم لا يمكن ان يسمح بهذا العدوان الصهيوني على بلد عربي صديق لم يقترف ذبنا غير ايمانه ي مبادئ العدل والانصاف التي قاتلت من اجلها الولايات المتحدة وكان لفخامتكم بعد سلفكم العظيم المجهود العظيم في هذا السبيل
واني على يقين بان فخامتكم ومن ورائكم شعب الولايات المتحدة لا يمكن ان يقبل ان يدعو للحق والعدل والانصاف ويحارب من اجله بقوة في سائر انحاء العالم بينما يمنع هذا الحق والعدل عن العرب في بلادهم فلسطين التي ورثوها عن ابنائهم واجدادهم منذ العصور القديمة
تقبلوا تحياتنا