الموضوع: طنطاويات 1
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 3- 24
فواز بن ناصر
أكـاديـمـي ذهـبـي
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الحياة
الدراسة: انتظام
التخصص: سوف أجعل من نفسي نموذجاً يحتذي به الغير !
المستوى: المستوى الثالث
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 542
المشاركـات: 4
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 84025
تاريخ التسجيل: Fri Aug 2011
المشاركات: 921
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 670
مؤشر المستوى: 66
فواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to beholdفواز بن ناصر is a splendid one to behold
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
فواز بن ناصر غير متواجد حالياً
طنطاويات 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لمن فاتته العقد الأولى من سلسلة ( طنطاويات ) هنا تجدها ( طنطاويات )

( طنطاويات 1 )

( السفر الأخير )


يقول الشيخ على الطنطاوي : " لما أردت أن أسافر إلي جدة من بيروت قعدت في مطعم المطار أفطر وأنتظر , وكان المطعم ممتلئاً , وكل من فيه يأكل ويشرب ويتحدث مثلما كنت آمل وأشرب وأتحدث , تراهم فتحسبهم أصدقاء متلازمين لا يفترقون وأن شملهم جميع لا يتشتت , ولكن مطار بيروت ( الذي تحط فيه كل ربع ساعة طيارة وتقوم منه طيارة ) لا يلبث الصوت أن يخرج منه ينادي من المكبر : ركاب طائرة (( BOAC)) المسافرة إلي لندن يتوجهون إلي أرض المطار . فتترك أكلها وشربها جماعةٌ من الحاضرين وتقوم ثم ينادي : ركاب طائرة (( KLM )) المسافرة إلي جاكرتا , فيا=ترك ناسٌ أكلهم وشربهم ويقومون , وطائرة إلي أميركا , وأخرى إلي الكونغو ,و ثالثة إلي إيران ,و رابعة إلي موسكو ...

فنظرت في الناس وقلت لأخي ( وكان معي ) : هذه هي حياتنا , نعكف على طعامنا وشرابنا ومشاغل عيشتنا , وإذا بالنداء يدعو من جاء دوره ليذهب إلي حيث يُحمل , إما إلي غابات إفريقيا وإما إلي ثلج سيبيريا , وإما إلي ملاهي باريس ومشاهد نيويورك . فمن كان مستعداً للسفر , حاجاته مقضية وحقائبة معدة , وحمله خفيف , مض مستريح البال , ومن جاء دوره وهو لم يعد متاعه ولم يقض حاجته ذهب لا زاد ومضى على غير استعداد .

أفلام نستعد للسفرة التي لا بد منها , ونتزود بها الزاد الذي لا ينفع غيره ؟ أم نحن نتناسى الموت وهو أمامنا , نظنه ابعد شيء عنا وهو أقرب الأشياء منا , نصلى على الأموات ونشيع الجنائز ونحن نفكر في أمور الدنيا , كأنا مخلدون فيها وكأن الموت كُتب على الناس كلهم إلا علينا ؟ "

( نعيش في غفلة )

ينصح الشيخ على الطنطاوي القراء , ويقول : " إننا نعيش في غفلة , فلننتبه اليوم , ولنقف كما يقف المسافر على المحطة , ينظر كم قطع من الطريق وكم بقى عليه منه , ولنفتح دفاترنا كما يفتح دفاتره التاجر , لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا , ولنُمد أيدينا فنقول : يا رب , اغفر لنا ما سلف , ووفقنا فيما بقى .
..
أخوكم / فواز بن ناصر

رد مع اقتباس