رد: كتاب فن الاستمتاع بالحياة للدكتور توفيق القصير لا يفوتكم وادعولي
عاشرا : هل الإنسان مخلوق متصل ؟
محال أن يكون الإنسان كائن منفصل ، فبعد ما خلقه الله وهيأه في هذا الكون من إنسان وحيوان أو نبات أو طبيعة أو بحار أو كواكب وسخر في الأرض من موارد مهمة ليعيش الإنسان ويرتبط بالبيئة والموارد من حوله ، فالبيئة والحياة هي دورة كاملة تدور حول نفسها ، فكل مخلوق يعتمد على الآخر النبات على التربة والماء ثم الحيوان على هذا النبات ثم الإنسان على هذا النبات أو الحيوان وعندما يموت الإنسان والحيوان يموت ليصبح جيفة في التربة تستفيد منه النباتات وهكذا ، وكذلك دورة الماء المعروفة ، وكذلك دوران الأرض حول الشمس ودوران القمر حول الأرض وتعاقب الليل والنهار والفصول الأربعة وما ينتج عن ذلك التغير في المناخ ، والعمليات كالتنفس والتمثيل الغذائي، والتفاعلات بأنواعها في الحياة كالتفريغ الكهربائي والانصهار والتبخر و التجمد...الخ، والأنظمة الكونية وكل ما هو محسوس أو مسموع أو مرئي كالرعد والبرق والضوء والجبال والسحب وجعل الله الليل للراحة والنوم والنهار للعمل وطلب الرزق والمعاش،
قال تعالى: ( وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا ).
كل ذلك في نظام كوني منسق أبدعه الله عز وجل ، كما أن كثير من الأنظمة والتفاعلات تعتمد على بعضها البعض اعتمادا قويا ، فلو اختل نظام في الكون فإن ذلك الاختلال يؤثر على بقية الأنظمة ، فمثلا ً لو انعدم وجود ضوء الشمس في الأرض ، تتوقف عملية التركيب الغذائي ومن ثم يتوقف التنفس وبالتالي تموت جميع المخلوقات على سطح الأرض .
إن الشمس نعمة إلهية ، يتواجد على سطحها الكثير من الإنفجارات ، ترسل الحرارة والإلكترونات تصل إلى الأرض ، ولكن بفضل الله توجد طبقة الأوزون التي تمتص هذه الإلكترونات ، ولكن الإنسان أساء استخدام التكنولوجيا في إحداث ثغرة في طبقة الأوزون ، وتقطيع الأشجار ، أدى ذلك إلى تزايد الغازات بشكل غير منظم ، وتغير المناخ وبالتالي التصحر
كما أن القمر مصدر إنارة على سطح الأرض ،
قال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) ،
وبسببه يحدث المد والجزر ، وهي مهمة لسير السفن ولاستمرار الحياة في البحر وبالتالي في البر .
1- علاقة الإنسان بالكواكب والأجرام السماوية :
إن هذه الكتل وما تحتويه من طاقة كهربائية مغناطيسية ، تجعل الإنسان يرتبط بها ، وهو متكون من ترابها ، وعند موته يتحلل إلى عناصره التي تكون منها أولا ً، وطبيعة هذه العلاقة هي
المودة والحب والارتباط بها ، فسبحانه الذي سخر للإنسان كل الكائنات والأجرام التي تمده بالطاقة ، لذلك عليه شكر الله عز وجل الذي جعله جزءاً هاما من هذا الكون .
2- -تأثر الإنسان بطاقة الأرض وطاقة الكون :
لقد ذكرنا أن المجال المغناطيسي الصادر من العصب الشوكي لدى الإنسان إلى يؤدي تولد الهالات لديه ، والتي ترتبط بطاقة الكون من الأعلى وطاقة الأرض من الأسفل ، وأنه عندما يحسن السلوك والدوافع ، فسوف تتولد الهالات ذات الطاقة الإيجابية ، هذا يؤدي إلى انسجام طاقة الإنسان مع طاقة الكون ، وبالتالي تتزود هالته الإيجابية بألوان جميلة وينساب شكلها وسمكها ، فيكون صالحا محبا للخير وللآخرين .
أحد عشر: ماذا يترتب على غياب السعادة من حياة الإنسان ؟
تغيب السعادة بسبب خلل في مثلث الاستمتاع ، فمثلا يتكون للطفل مثلث افتراضي صغير لمنظومة الدوافع فتتكون اسطوانة حول العصب الشوكي يتولد منها المجال المغناطيسي وبالتالي تتولد هالة العقل والروح ، وعندما يكبر يصبح لديه مثلث آخر متساوي الأضلاع هو مثلث السلوك الأول ومن خلال دوران هذا المثلث تتولد اسطوانة السلوك التي تدور بعكس دوران اسطوانة الدوافع ، وبالتالي يتولد مجال مغناطيسي آخر الذي يولد هالة الجسم ، والآن وقد اكتمل تكون الهالات ، فإن السعادة وعدمها يعتمد على مثلثي السلوك والدوافع حسب الحالات التالية :
1-المثلث يدور بالسرعة والاتجاه المناسبين :
إنها حالة طبيعية للإنسان عندما يدور المثلثان بالسرعة والاتجاه المناسبين ، فتتكون الهالات ، وينسجم سلوكه مع دوافعه ، وبالتالي طاقته تكون صحية وجيدة ، فهذا الإنسان سعيد في حياته .
2-المثلث لا يدور بالسرعة المناسبة ولا بالاتجاه المناسب :
يحصل عدم الانسجام للبيئة المحيطة بسبب عدم دوران المثلث بالسرعة المناسبة والاتجاه المناسب ، بسبب حصول ضعف في الطاقة ، وضمور في الهالات وتكون ذات ألوان باهتة ، وبالتالي تعاسة هذا الإنسان وعدم سعادته .
3-المثلث غير متساوي الأضلاع :
إنها حالة قلقة بسب عدم التوازن في دوافع الإنسان وهالاته ، وبالتالي إنحراف في مركز توليد الطاقة الكهرومغناطيسية من مراكز توليد الطاقة ، وبالتالي هالت مشوهة مع العصب الشوكي ومن ثم خلل في السلوك ، وذلك يتسبب بالضرر للعقل والجسم والروح .
4-المثلث لم يعد مثلثاً لفقدان أحد أضلاعه :
إنها حالة خطرة لأنها ستؤدي إلى انعدام هالات الإنسان إما خلل في العقل أو الجسم أو الروح ، وهذه الحالة تمثل حالة اليأس وعدم الثقة والخوف والعجز .
اثنا عشر : كيف يفقد الإنسان السعادة وهو يبحث عنها ؟
1-المال أولا :
اقتنع الشباب أن المال هو سبب السعادة في الحياة ، ولكن كثير منهم من وصل إليها بعد أن تضرر صحيا واجتماعيا ونفسيا ، فأصيبوا بالإحباط والسكري وارتفاع الضغط والقولون ، صعوبة النوم ، الهموم والغموم .
2-المنصب أولا :
هذا الإنسان يكون كثير الانشغال بما في ذلك عن بيته وأبنائه ، صداقاته على أساس المصلحة ، فاتصف بالنفاق ، وبملاحقته للمسئولين الكبار ، كتابته لمواضيع بهدف إرضاء من يريد التوصل إليه ، تكوين صداقات مع أشخاص لهم علاقة بمسئولين والسهر معهم ، حضور كافة المناسبات العامة التي يحضرها المسئولين الكبار ، انتقاد الآخرين وبكثرة بغرض الولاء ، اعتماده على المناظر والتمثيل .
3- الترقية والوظيفة أولا :
رغم جدية هذا الإنسان إلا أن هدفه الترقية والوظيفة فهو كثير القلق ، كثير التشكي عن الظلم ، فتضرر صحة كثير منهم وتعرضوا لأنواع الأمراض ، وهم لا ينفكون بالمبالغة في التشكي وتكبير الأمر ، كثيري اليأس والإحباط .
4- تقدم وتفوق البلاد أولا :
هم الأشخاص الذين يجعلون التقدم العلمي لأوطانهم غايتهم وهدفهم في الحياة لتكون أمتهم مميزة بين الأمم الأخرى ، فإن لم يتحقق ما يريدونه أصيبوا بالإحباط واللوم لمن لم يبذل جهوده ، وينبغي عليهم ملاحظة ما يلي : أن يعرفون مجالاتهم التخصصية ، وأنهم لم يفهموا حقيقة البرامج التنموية في مجال التقدم ، عدم الإخلاص ، إنفاقات دولية للحفاظ على مستوى العلم وعدم تطويره .
5- الدين أولا :
منهم من يطبق تعاليم الدين بصورة بعيدة عن روح الدين ، فيعيشون في إحباط وحزن ، فنجدهم سريعي الغضب ، يفتقدون للصبر والدعوة ، وبعضهم وهم يرون أنفسهم أنهم صالحين يبالغون في أعمالهم وبالتالي ينفرون الناس من الدين ، وينتشر التوتر في المجتمع ومن ذلك : ضرب الأطفال الصغار لتقصيرهم لواجباتهم ، القسوة على الزوجة والأخوات والبنات بالملبس والمظهر، التقليل من شأن المرأة ومنعها من الدراسات الجامعية .
هؤلاء الخمسة بحثوا عن السعادة ولكن لم تحققها ففقدتها، فعلى الإنسان أن يوازن أموره وخاصة ما بين الحاضر والماضي .
يتبع
|