الموضوع: رواء الروح .. ,
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 4- 5   #6
الغَـدَقْ
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الغَـدَقْ
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 28090
تاريخ التسجيل: Thu Jun 2009
المشاركات: 3,590
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 6210
مؤشر المستوى: 107
الغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to beholdالغَـدَقْ is a splendid one to behold
بيانات الطالب:
الكلية: KF University
الدراسة: انتساب
التخصص: Business administration
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الغَـدَقْ غير متواجد حالياً
Icon21 أخذها بركة وتركها حسرة ولاتستطيعها البطلة !!



ثم ذكر مثلهم الكاشف لها غاية الكشف، فقال:

{17 - 20} {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*}

أي: مثلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارا، أي: كان في ظلمة عظيمة, وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره, ولم تكن عنده معدة, بل هي خارجة عنه، فلما أضاءت النار ما حوله, ونظر المحل الذي هو فيه, وما فيه من المخاوف وأمنها, وانتفع بتلك النار, وقرت بها عينه, وظن أنه قادر عليها, فبينما هو كذلك, إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور, وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من اﻹ‌شراق, وبقي ما فيها من اﻹ‌حراق، فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤﻻ‌ء المنافقون, استوقدوا نار اﻹ‌يمان من المؤمنين, ولم تكن صفة لهم, فانتفعوا بها* وحقنت بذلك دماؤهم, وسلمت أموالهم, وحصل لهم نوع من اﻷ‌من في الدنيا، فبينما هم على ذلك* إذ هجم عليهم الموت, فسلبهم اﻻ‌نتفاع بذلك النور, وحصل لهم كل هم وغم وعذاب, وحصل لهم ظلمة القبر, وظلمة الكفر, وظلمة النفاق, وظلم* المعاصي على اختﻼ‌ف أنواعها, وبعد ذلك ظلمة النار [وبئس القرار].
فلهذا قال تعالى [عنهم]: {صُمٌّ} أي: عن سماع الخير، {بُكْمٌ} [أي]: عن النطق به، {عُمْيٌ} عن رؤية الحق، {فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} ﻷ‌نهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فﻼ‌ يرجعون إليه، بخﻼ‌ف من ترك الحق عن جهل وضﻼ‌ل, فإنه ﻻ‌ يعقل, وهو أقرب رجوعا منهم.
ثم قال تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} يعني: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء، وهو المطر الذي يصوب, أي: ينزل بكثرة، {فِيهِ ظُلُمَاتٌ} ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمات المطر، {وَرَعْدٌ} وهو الصوت الذي يسمع من السحاب، {وَبَرْقٌ} وهو الضوء [الﻼ‌مع] المشاهد مع السحاب.{كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} البرق في تلك الظلمات {مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} أي: وقفوا.فهكذا حال* المنافقين, إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده, جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده, فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم, ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد, ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت, فهذا تمكن له السﻼ‌مة. وأما المنافقون فأنى لهم السﻼ‌مة, وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فﻼ‌ يفوتونه وﻻ‌ يعجزونه, بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء.ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي, ومسدودة عليهم طرق اﻹ‌يمان،
قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} أي: الحسية, ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فﻼ‌ يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع وﻻ‌ معارض.وفي هذه اﻵ‌ية وما أشبهها, رد على القدرية القائلين بأن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى, ﻷ‌ن أفعالهم من جملة اﻷ‌شياء الداخلة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*}

*}21 - 22*} {*يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ*}هذا أمر عام لكل* الناس, بأمر عام, وهو العبادة الجامعة, ﻻ‌متثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى: {*وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*}ثم استدل على وجوب عبادته وحده, بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة, فجعل لكم اﻷ‌رض فراشا تستقرون عليها, وتنتفعون باﻷ‌بنية, والزراعة, والحراثة, والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع* اﻻ‌نتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم, كالشمس, والقمر, والنجوم.{*وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً*} والسماء: [هو] كل ما عﻼ‌ فوقك فهو سماء, ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، {*فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ*} كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [وزروع] وغيرها {*رِزْقًا لَكُمْ*} به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون.{*فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا*} أي: نظراء وأشباها من المخلوقين, فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون, مرزوقون مدبرون, ﻻ‌ يملكون مثقال ذرة في السماء وﻻ‌ في اﻷ‌رض، وﻻ‌ ينفعونكم وﻻ‌ يضرون، {*وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ*} أن الله ليس له شريك, وﻻ‌ نظير, ﻻ‌ في الخلق, والرزق, والتدبير, وﻻ‌ في العبادة* فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه.وهذه اﻵ‌ية جمعت بين اﻷ‌مر بعبادة الله وحده, والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته, وبطﻼ‌ن عبادة من سواه, وهو [ذكر] توحيد الربوبية, المتضمن ﻻ‌نفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك, فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] ﻻ‌ شريك له في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطﻼ‌ن الشرك.وقوله تعالى: {*لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*} يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, ﻷ‌نكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكﻼ‌ المعنيين صحيح, وهما متﻼ‌زمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه.


يتبع<<

التعديل الأخير تم بواسطة الغَـدَقْ ; 2012- 4- 6 الساعة 12:01 AM
  رد مع اقتباس