فعلى خلفية تلك الرحلة التي لا أستطيع أقول كل ما دار فيها كتبت خاطرة أسميتها
( ( حكاية بيني وبين الأطلال ) .
وذهبت أقول...!
كم أنا توّاق للعب في برحت فنائك ..!
وكم تسعد ناظري في معانقة ذرات ترابك ..!
وكم تـتراقص أنفاسي شهيقا وزفيرا فرحا وترحا في آن! عندما تستنشق رائحة رطوبة ذكرياتك ..!
دخلت حجراتك وقبلها وقفت على أطلالك..! نظرت في كل زاوية فوجدت أني اعقد مع كل زاوية حكاية وألف حكاية ، قبّلت بابك المتهدم والتقطت من على الأرض قطعت خشب حسبتها شاهد عصر، مزجاة بخمار الغبار لمستها تحسستها استشعرتها فجأة انتابتني القشعريرة ودبت في أوصالي تيارات هزت وجداني وأيقظت هجيع كياني " كأني الأمس خشب من لحم وجلد وشحم " ، قرأت على صفحة تلك الخشبة الملقاة بعدما أزلت الغبار عنها صوت الباب الذي خُلعت منه فتفجرت من نشاراتها أصوات كأنها عواء ذئب في فلا قد هجره أحبابه ، قلت لتلك القطعة هاأنا أتحسس مشاعرك..! وأنا احتفل ببعضك..! فهل أنا جزء من ذاكرتك ؟! فتبسم وتحشرج وغص وانسابت منه كلمات لا اخالني استوعبتها وقال مردفا: أقعدني على حجر تلك الدرجات!!
فأقعدته! فانزلق بالبوح وتسابقت من بين تلك الغبرة شظايا كلمات كأنها رصاصات ، يقول بحرقة من هنا سحبوا أجزائي ودكوا أضلاعي بعدما خلعوني من كلي فسقطت كما سقط المتاع ..!
فعلمت فيما بعد ان أحد الصبية قد خلع الباب وسُحب من على تلك الدرجات وألقى به أرضا وتحطمت مفاصله وحلقاته وبقى هذا الجزء الذي يحدثني شاهد عيان ليقول لي عندما كان له بقية كان بمثابة الحارس الأمين والساتر الذي لا ينتهك ستر من أمّنوه ...!
انتهى