عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 5- 8
الصورة الرمزية نيتشـــه
نيتشـــه
أكـاديـمـي فـعّـال
بيانات الطالب:
الكلية: علوم إدارية
الدراسة: انتساب
التخصص: إدارة أعمال
المستوى: المستوى الثامن
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 679
المشاركـات: 5
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 62789
تاريخ التسجيل: Wed Oct 2010
المشاركات: 357
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 4401
مؤشر المستوى: 68
نيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enoughنيتشـــه will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نيتشـــه غير متواجد حالياً
هلموا أيها الأحبة ..سأكتب لكم قصة لم يكتبها أحد من قبلي

مساؤكم عابق بالصندل يعانق أرواحكم المتعبة من قلق الامتحانات ..

هذه قصة قصيرة بقلمي تم نشرها في مجلة الجزيرة السعودية
العدد 310 بتاريخ 29/5/1431هـ . وهي بعنوان ( بقايا حبر وعطر )
..

عطرها ظلّ عابقاً بالمكان، مازال دمعها يبللني، ما زال يمدني بالدفء ويشعرني بحنانيها. ما زال دمي يتدفق في شراييني، وعذوبة حلوة تنداح في أوردتي من آخر لمسة من يديها.

***

في كل صباح ومع نسيمه البارد، تهصرني من خصري النحيل برفق وتؤدة، وتخط بي أجمل الخطوط.. أحياناً تتوقف عن الكتابة وتضع رأسي بين شفاهها المكتنزة المصبوغة بحمرة ربانية، وفي كثير من الأحايين تقضمني برفق بأسنانها العاجية، وتبللني بريقها الدبق فتنضح روحي سعادة. كم كان يحسدني قرنائي من الأدوات وخصوصاً تلك الآلة التي تحصل على شدخة قوية على رأسها؛ لتزرع أسنانها الرمادية على الورق. كنت أسير بسلاسة في حركة متناغمة مع إيقاع اللحظة، معانقا أناملها الرشيقة وقد طَلَت أظفارها بلون البرتقال، وكأننا نتزلج في صالة للعرض، أو في مسرح للباليه. أما حين تقذفني إلى زميلها ذي الشوراب الكثة ويديه الغليظة، فأنزّ حبري ببطء ممل، لتخرج الكتابة باهتة؛ نكاية به، فيقوم بقذفي لها متأففا مني فتتلقاني بضحكة خجولة قبل يديها الناعمتين.

هذا الصباح وعلى غير العادة أتت متأخرة، فتحت الدرج الذي كنت أقبع فيه، وفي عينيها دمعة تحاول الهرب، لملمت أوراقها وحاجياتها، أخذت عطرها، وطلاء أظافرها، مسحت المكان من كل شيء، كل شيء إلا أنا تركتني وحيداً مع قطرة من دمعها الدافئ فرّت منها وسقطت على سطح ظهري قبل أن تغلق الدرج.

تبخرت تلك الدمعة مع مرور الأيام وبردت وبرد معها المكان من عطرها حتى تجمد الحبر في شراييني، رملّتني بغيابها، لم يعد للمكان حميمية، أو دفء، أو رائحة حلوة.

فُتِح الدُرج على حين غرة، وامتدت يد ثخينة يابسة، وبأصابع متعرّقة ملؤها الشَعر، أخذت تجوس المكان بحثا عن شيء ما. قبض عليّ من عنقي بإبهامه وسبابته وكأنه وجد ضالته، أخرجني من الدرج، نزع قبعتي حاول تمريني للكتابة، إلا أنه لم يفلح، وضع فمي في فمه، أغرقني من ريقه ورائحة فمه الكريهة مما دفعني أن أتقيأ بعض الحبر الباهت. حاول الكتابة مرة أخرى، لم يفلح أيضاً، فطول المدة قد جمدّت مفاصلي ودمي ولم أعد قادراً على الجري. لم ييأس مني أنزلني على سجادة المكتب وأخذ ينحت بوجهي الأرض ويضغط بكل قوته مما أحدث توسعا في شدقيّ، وسرت الحرارة من وجهي إلى جميع جسدي، وبعد أن تضرج وجهي بالحبر والتراب، رفعني محاولاً الكتابة، فأخذت ألفظ قطعاً كبيرةً من كبدي على الورق مما أثار حفيظته، فمسكني بكل حنق وغضب، وعضّ عليّ بأسنانه التي نخرها السوس، و جرشني بها، وكسَرَ فقرات ظهري، وانتهى بي الأمر في سلة المهملات.

رد مع اقتباس