الموضوع: الدراسات الاسلامية علوم قران 2 / منيره الدوسري .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012- 5- 12   #11
عذوب الشوق
أكـاديـمـي نــشـط
 
الصورة الرمزية عذوب الشوق
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 98872
تاريخ التسجيل: Thu Jan 2012
المشاركات: 123
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 64
مؤشر المستوى: 57
عذوب الشوق will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: دراسات اسلامية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عذوب الشوق غير متواجد حالياً
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .

المحاضره الثانية عشر:
ترجمة معاني القران:
أنزل الله تعالى القرآن الكريم بلسان عربي مبين , قال تعالى:{إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} .
والرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس عربهم و عجمهم , قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} .
وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب تبليغ القرآن إلى العجم كل حسب قدرته وطاقته , كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((بلغوا عني ولو آية)) وذلك بترجمته أو ترجمة معانيه.
معاني الترجمة لغة:
جاءت كلمة (ترجمة) في العربية لتدل على معان أربعة:
أولها: تبليغ الكلام لمن لم يسمعه.
ثانيها: تفسير الكلام بلغته نفسها , ومنه سمي ابن عباس رضي الله عنهما (ترجمان القرآن).
ثالثها: تفسير الكلام بغير لغته.
رابعها: نقل الكلام من لغة أخرى.
والذي يعنينا من هذه الثالث والرابع .
ويكون المراد بالترجمة هنا أمرين:

الأول: الترجمة الحرفية.
وهي نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة الموافقة في النظم والترتيب والمحافظة على جميع معاني الأصل المترجم.
ولا بد في الترجمة الحرفية من شرطين:
الأول: وجود مفردات في لغة الترجمة مساوية للمفردات في لغة الأصل. حتى يمكن للمترجم أن يحل كل مفرد من الترجمة محل نظيره من الأصل.
الثاني: تشابه اللغتين في الضمائر المستترة والروابط التي تربط الكلمات بعضها ببعض وتطابق في مواقع أحوال الكلمات كالفاعل و المفعول به , والصفات ونحو ذلك.
وبهذين الشرطين يكون من المتعذر - بل من المستحيل – ترجمة نص ترجمة حرفية فضلا عن ترجمة القرآن الكريم , لأن معناه الإتيان بمثل هذا القرآن بلغة أخرى.
حكم الترجمة الحرفية:
وإذا كانت الترجمة الحرفية غير ممكنة ومستحيلة , فإن ادعاء القيام بترجمة حرفية للقرآن تؤدي معانيه الأصلية ادعاء باطل . فتحرم , وهذا مما لا خلاف فيه بين علماء المسلمين الثقات.
الثاني: الترجمة المعنوية أو التفسيرية:
وهي شرح الكلام وبيان معناه بلغة أخرى بدون مراعاة لنظم الأصل وترتيبه.
حكم الترجمة المعنوية أو التفسيرية:
اختلف العلماء في حكمها بين مؤيد ومعارض:
ومن أدلة المؤيدين:
1- أن الدعوة الإسلامية دعوة عامة لا تختص بجيل دون جيل , أو أمة دون أخرى أو العرب دون العجم , وتحقيق ذلك بيان القرآن لتلك الأمم وتوضيح معانيه باللغة التي يفهمونها.
2- أن العجمي إذا كان لا يستطيع تذوق نظم القرآن بسبب اختلاف اللغة , فإنه قادر على التفكر في معانيه , والتدبر في أحكامه ودلالاته إذا ترجم القرآن له.
3- إذا كان العربي بحاجة لمن يفسر له القرآن , فإن العجمي أكثر حاجة لبيان القرآن له بلغته التي يفهمها.
ومن أدلة المعارضين:
1- أن ترجمة القرآن ترجمة حرفية متعذرة , والترجمة المعنوية عبارة عن فهم المترجم للقرآن , أو فهم من عساه يعتمد هو على فهمه من المفسرين وحينئذ لا تكون هذه الترجمة هي القرآن , وإنما هي فهم رجل للقرآن يخطئ في فهمه ويصيب.
2- أن لنظم القرآن وأسلوبه تأثيراً خاصاً في نفس السامع لا يمكن أن ينقل بترجمة.
3- أن القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الكبرى بل هو الآية الباقية من معجزات الأنبياء و المحافظة عليه تقتضي عدم التغيير والتبديل والتحريف والتصحيف , و الترجمة ليست كذلك.
الترجيح:
عند التأمل نجد أن في أصحاب كل قول معتدلين و مغالين , وأنه لا خلاف بين المعتدلين من الفريقين . وإنما الخلاف شديد المغالين من الفريقين.
فمن غلاة أنصار الترجمة من دعا إلى الترجمة بنوعيها حرفيه ومعنوية , وأجاز الصلاة بالترجمة الحرفية واستنباط الأحكام منها , وأنها تحمل معاني كلام الله.
ومن غلاة معارضي الترجمة من حرم أي نوع من أنواع الترجمة , وسد كل باب للعجم لفهم القرآن إلا باب التعلم للغة العربية.

أما المعتدلون من الفريقين فليس بينهما خلاف يذكر ، إلا ما دار حول مسمى الترجمة ، فسماها أنصار الترجمة (ترجمة القرآن) أو (ترجمة معاني القرآن ) ، وسماها المعارضون للترجمة (تفسير القرآن) أو (ترجمة تفسير القرآن) .
والخلاصة أنه كما يصح أن يقال : هذا تفسير القرآن باللغة العربية ، فإنه يجوز أن يقال : هذا تفسير بالفارسية أو الانجليزية أو الفرنسية أو غير ذلك .

لكن ينبغي مراعاة أمور :
1ـ أن يكتب النص القرآني باللغة العربية برسم المصحف ومضبوطا بالشكل في أعلى كل صفحة , ويتلوه باللغة الأجنبية كلمة (التفسير) ثم يكتب تحتها بتلك اللغة ذلك التفسير .
2ـ لا بد من النص على أن هذا ليس هو نص القرآن وليست فيه خصائصه ولا تنطبق عليه أحكامه .
3 ـ عدم كتابة كلمات القرآن بحروف غير عربية وقد أفتى علماء المسلمين بتحريم ذلك .
4ـ الاقتصار في الترجمة على معاني النص مباشرة ، فينبغي خلوه من المصطلحات والنظريات العلمية والمباحث الفلسفية

  رد مع اقتباس