الموضوع: قصة قصيرة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009- 12- 12   #6
English Literature
متميز في قسم المواضيع العامة
 
الصورة الرمزية English Literature
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 37612
تاريخ التسجيل: Tue Oct 2009
المشاركات: 4,742
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 13887
مؤشر المستوى: 125
English Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: التحريض على التفكير
الدراسة: انتساب
التخصص: محاربة الجهل
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
English Literature غير متواجد حالياً
رد: قصة قصيرة ...

تتجه سعاد لعبير لتوقظها من نومها لتطمأن عليها،

سعاد: عبير ..عبير ..
عبير : تفتح عينيها بتثاقل وهي تعتدل على الأريكة وتعرك عينيها وهي تقول بتثاقل : لقد كان يوماً طويلاً ومنهك يا سعاد ؟

سعاد : وهل أتيتِ بجديد فهذه جملتك التي تدندنين بها حتى شنفت آذاننا ! أراكِ منهكة يمكنك ان تنصرفي وسوف أقوم بعملك حتى تنتهي نوبتك ؟

عبير : لا ، فانت لست على دراية به فكيف تريدين ان اثق فيك " وهي تبتسم " اتريديهم ان يستغنوا عنا ..أني على كل حال قد استعدت نشاطي بعد هذه ألإغفائه ..

سعاد : جميل إذن ، سوف اعمل لنا فنجانين قهوة ؟
عبير : رأي سديد وموفق وتزم على مرشفها ابتسامه حانية

سعاد وهي تعد القهوة ، تسال عبير ، هه كيف ظروف مريض الغرفة العاشرة ؟
عبير : تقصدين خالد اليحي ؟ حالته مستقره ولكنه يعيش نوبات من الألم تعصف به بين فترة وأخرى تجعله يفقد إيمانه فيزهد في الحياة ، فقد قال لي مرة كانه بمثابة العاري الذي يزحف على شظايا زجاج ، او ومن يلعق دبابيس بلسانه جرّاء الألم ..

سعاد : كيف يتعاملون أهله مع مثل حالته ؟ فانا اعلم بعض الآباء والأمهات تنقلب حياتهم راسا على عقب في مرض عادي كالزكمه والحمى مثلاً ..
عبير : أن أهله بالتأكيد يعانون من حالته المرضية والهواجس تذهبهم بين الرجاء واليأس كما يعاني بقية أقارب المرضى الآخرين .. وكما نعاني نحن فالمّمرض هو المريض الحقيقي لأنه يشارك كل المرضى همومهم وأوجاعهم – تتكلم وهي تفيض بصوت يتوشحه بحة تغالبه غصة وتـتسربل بنبرة كلها شجن –

سعاد : أسفه على طرح مثل هذا السؤال السخيف ولكني كما تعرفين حتى وان كنت في ذات المبنى الا أن طبيعة عملي بعيدة عن ملامسة أوجاع ونظرات وعبرات وآمال المرضى وقداسة المهنة التي تقومون بها
وأنا ..
عبير .. قاطعتها واستطردت تقول لا باس عليكِ ، سؤالك كان طريق ومتنفس نبث من خلاله ما يحتقن من رواسب في صدورنا وإذا ما تتنفسنا مع بعضنا البعض اختنقنا لا محالة بالصمت وسكين المكابرة .

سعاد : وهي تقترب من عبير وتضع راحة يدها على كتف عبير مواسية لها ، وأطرقت تقول ؛ أني أرى في كلامك صوت متهدج ومذبوح وعيون ذابلة وملامح تشي بمعانة حتى وان أردت عبثاً ان تختبئي خلف أقنعة مزيفة وتوزيع ابتسامات باهته شاحبة والتي تبالغين بنحتها على صخور شفاهك !!

هل هناك من أمرٍ اجهله ؟ أرجو ان تفتحي لــي دفتي كتابك حتى نتبادل قراءة همومنا فأنت قـــلتي قبل قليل ان الصمت يذبح ويخنق فدونك رئتي وأعطيني رئتك لنتنفس سوياً أوكسجين البوح !


عبير : وهي تتناول فنجان قهوة من سعاد ، أطرقت تقول : لا أشك أن أحدا لا يعي أن حالة المرضى وجو المستشفى المشبع برطوبة الأدوية ، وضغوط المسؤولية ، سيما ونحن نتعامل مع بشر فتنعكس بالتالي كل تلك الأمور مجتمعة على تعاملنا وتفاعلنا مع الآخرين فتغدو نسيج من حياتنا ويبقى أثر توجع المرضى وتفجع أهاليهم عندما يفقدونهم ..عالقة في صميم ذاكرتنا وماثلة لنا في كل مكان ..
إذن نحن في جو قاسي ، فتلك المعطيات لا بد لها من أن تلقي بظلالها القاتم على تفاصيل حياتنا شئنا ذلك أو أبينا ... فنحن يا أختي نبقى في أخر المطاف بشر من لحم ودم تتجاذبنا مشاعر وأحاسيس وتستبد بنا ذاكرة العمل لأنها وببساطة تبني علاقة إنسانية تصل إلي حد الانصهار بين المريض وممّرضته ، فنحن لسنا صخور صماء لا تفتتها كل تلك الظروف
  رد مع اقتباس