انت لست معي فانت اذا ضدي دعوة للحوار دون تعصب
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى افضل من صلى في الورى وصام وقام.
احبابي في الله
يبدو ان الاجازة قادمة بصيفها الحار والذي بدات أشعر به هنا من خلال الحوارت الساخنة بين الطلاب والطالبات وهي حورات استمتع كثيرا بقراءتها وأحيانا المشاركة فيها فهي غذاء للعقل والفكر والروح .
قديما وفي مادة الرياضيات بالتحديد أخذنا قاعدة عامة كنت اتسأل حينها مالجدوى منها في حياتنا فازداد ضجرا وتذمرا من هذه المادة ولكني اليوم اكتشفت إحدى استخدامات هذه القاعدة الرائعة في فن الحوار .
الخطان المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان إلا بإذنه تعالى
نعم يا سادة يا كرام فعندما تحاور لا تتوقع ابدا انك ستلتقي مع محاورك إلا ان يشاء الله فعندها فقط قل فكرتك وادلوا بدلوك وقل رأيك ووضح وجهة نظرك واترك الآخر يعرض هو ايضا وجهة نظره وفكرته ورايه دون وصاية او ضغط او توجيه وعندها فقط سيكون لهذا الحوار ثمرات .
ليس من ادب الحوار ان تسفه غريمك او تسخر منه في شخصه أو في رأيه وليست هي من الشجاعة في نفس الوقت بل هو ما نسميه حجة الضعيف .
أحبتي في الله اننا نملك هنا في هذا الملتقى المبارك كثيرا من الأقلام الواعدة والمميزة والراقية بكتاباتها وفكرها واسلوبها لكننا نخشى ان نفقدها برعونتنا في الحوار فتؤثر هذه الاقلام السلام وتسكت اقلامها خشية الانزلاق في مهاترات له اول وليس لها آخر . والخسارة نحن ومنتدنا واصحاب هذه الاقلام .
اختم المقال بطلب يغلبه الرجاء فأرجو من الجميع الالتزام بادب الحوار وليس مهم ان نتفق لكن الاهم هو ان نبقي الود والمحبة والأحترام والتقدير سائد بيننا وكما يقال :
الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
إضاءة : ساكون اول المعتذرين ممن حاورتهم وأسات الأدب معهم فأرجو منهم الصفح والغفران
مما اعجبني من القصص في هذا الشان
"الفيل و العُـميان"
يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدءوا في وصفه .. بدءوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف ..
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !
و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !
وحين وجدوا أنهم مختلفون بدءوا في الشجار.. وتمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم أنه كاذب ومدع.. بالتأكيد أنّك لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه و الثالث بذيله
محبكم على الدوام / ابو عبد العزيز
|