إعلامنا هل يعيش قضايانا الحقيقية ؟؟
تعامل وسائل الإعلام لدينا مع قضايانا المختلفة من خلال التغطيات الملونة لبعض الأحداث ولجوؤها إلى التعتيم على بعض الحقائق أو التزييف للبعض الآخر هو ما أثر على مصداقيتها لدى الناس فالموقف الذي وقفته إحدى النساء السعوديات في مؤتمر أوسلو للحرية، وما تفوهت به عن بلادها من اتهامات وأكاذيب وتحريض رخيص ضد أمن مجتمعها لا يمكن أن يوصف بأنه عقوق لخيرات هذا الوطن وسياساته فحسب بل طعن لخاصرته وخيانة له أمام الأعداء، ومن هنا فيحق لكل غيور أن يتساءل عن دور إعلامنا وموقفه أمام هذه الحادثة وهل عالجها بما تستحق ؛ فحشد التهم والتمرد على قيم الشريعة وأعراف المجتمع وتقاليده وتكريس الاتهامات بأن الاسلام يظلم النساء وأن المملكة العربية السعودية بنظامها وسياساتها تمارس هذا الظلم الذي ولد العديد من المتشددين والإرهابيين أمر لا ينبغي أن يمر دون أن محاسبة ذلك أن بلادنا تبذل الجهود الكبيرة عبر وسائل الإعلام أو الملتقيات والمعارض الدولية أو المؤتمرات والحوارات العالمية لتحسين سمعة المملكة وإبراز حضارتها للآخرين ثم تجيء مثل هذه المرأة لتكيل الأكاذيب والشتائم لوطنها أمام كاميرات المصورين ووسائل الإعلام المغرضة مفسدة تلك الجهود العظيمة التي قدمتها الدولة لإظهار الوطن ومنجزاته الحضارية أمام شعوب العالم بالصورة التي يستحقها.
إن استمرار هذا الواقع المحزن لوسائل إعلامنا ينذر بالكثير من السوء، وما لم تكن هناك مبادرات جادة وعملية، ونوايا صادقة، تساعد على تقوية اللحمة الوطنية وتماسك أبناء المجتمع فإن المشكلات ستتاقم والأوضاع سوف تزداد سوءاً، والأزمة ستكبر، والفجوة ستتعمق، وهو ما سينعكس سلباً على مستقبل الأجيال القادمة والمشروعات الوطنية. والله المستعان.

|