رد: ان الحياة مليئة بالمشاكل***
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام المعتز
المشاكل تنبه الانسان الى شيء ما
ان الحياة مليئة بالمشاكل{قال اهبطا منها بعضكم لبعض عدو} { ياايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه } { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين } { انا خلقنا الانسان في كبد }
خلقت على كدر وانت تريدها ** صفوا من الاقدار والاكدار الدهر يومان ذا امن وذا خطر ** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر فيوم علينا ويوم لنا ** ويوم نساء ويوم نسر من منا لم يعش مشاكل مادية ، صحية واجتماعية … الحياة فيها مشاكل عدة لكن تتفاوت حدتها بين الناس ، هذا واقع حي يسلم به الكل ، حتى ذهب البعض الى القول : “ان الحياة بدون مشاكل لاذوق لها” ، وما اظنه بهذا الكلام يحث الناس على جلب المشاكل والبحث عنها وانما القصد ان الانسان يجد لذة حينما يتخطى مشكلا ما ويحله ، والمشاكل سنة من سنن الحياة .
الامر الذي اردت لفت الانظار اليه هو حالة الانتقال من التفاءل الى التشاؤم والعكس ، انه لامر محير !!فمرة تقرر وتعزم على الصعود الى القمة فتجد عراقيل شتى فتتعثر وتسقط وتحاول ثانية النهوض والعزم لبلوغ الغاية فتفشل وهكذا يتكرر الامر ثالثة ورابعة … فتيأس وتقنط وتقول : لن احاول من جديد ولن اهتم لبناء مستقبلي بل ساخلذ الى الارض صغيرا ذليلا ، ولم يعد يهمني لا العمل ولا بناء البيت ولا الزواج …
لكن انظر معي الى هذا التحول المفاجىء وانت في حالة التشاءم تلك ، فبعد ساعات او ايام من تشاءمك الذي تقول باستحالة النهوض بعده ، تجد النشاط والطموح يعودان اليك فجاة من حيث لم تبدل ولم تحتسب ، فتحب الحياة وتحاول من جديد !!هل منا من فكر يوما في الذي يعيد الينا هذا النشاط ويحيي فينا الامل في النجاح ؟ فبالامس القريب كنت في اعلى درجات الياس والتشاءم ، وهاانت اليوم في اعلى درجات النشاط والتفاءل !! بالامس كنت تدعو على نفسك بالموت وتفضله على الحياة ، واليوم اصبحت محبا للحياة تملأك الرغبة في الحياة والتنفس وبناء البيت والزواج والخلفة …{ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين }
من الذي شحنك بهذه الطاقة؟ من الذي زودك بالتوكل ؟ من الذي دفعك واعانك على الاخذ بالاسباب ؟ من الذي غرس فيك الطموح والحركة ؟ انه مسبب الاسباب ، انه الذي يحيي العظام وهي رميم ، انه مقلب القلوب ، انه الذي ادخل امراة زانية الجنة لانها سقت كلبا شربة ماء ، انه الذي الذي يرزق الناس ويرحمهم وهم يسبونه ويدعون ان له صاحبة وولدا ، انه الذي هو ارحم بنا من انفسنا ومن امهاتنا ،انه الذي { يساله من في السماوات والارض كل يوم هو في شان } فاين شانك انت ؟ اين اهتماماتك انت ؟ اين انشغالاتك انت ؟ اين مسؤولياتك ؟ اين مسؤوليات ابيك وامك اللذان تظن انهما هما فقط من يهتم بك ؟ بل اين شان المخلوقات كلها امام شانه ؟ سبحانه وتعالى عما يشركون !!!
قد يستاءل غافل جاهل قائلا : انت تتحدث عن الانتقال من التشاءم الى التفاءل ، فمن نقلك من التفاءل الى التشاءم ؟ وقد ينسبه الى الله عز وجل !!!! وهذا نترك ملأ الجان ليجيبوه :
{وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} انظروا كيف استحيوا ان ينسبوا الشر الى الله ونسبوا اليه الرشاد ،هذا هو الادب مع الله سبحانه . فكذا كن ايها الانسان وقد كرمك واستخلفك .
ما فائدة الحياة بدون علم وعمل وتعليم وزواج وذرية ، بل مافائدة الحياة بدون ايمان بالله ؟ هذه الامور هي التي تجعلك تحس بوجودك وانك تتحمل المسؤولية وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم** كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ** ** من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم**…في الغرب ظهرت افكار شتى منها مايدعو الى عدم الزواج ومنها مايدعو الى زواج الذكر بالذكر والانثى بالانثى … ومنها مايدعو الى الزواج بالحيوان …والخلاصة { افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى } ؟!! فالحمد لله الذي اكرمنا بنعمة الاسلام ، فبه علمنا من اين اتينا ، واين نحن والى اين نصير ؟ فالحمد لله .
عندما تلد الزوجة ابنا او بنتا فان الزوجان يفرحان لهذا فرحا كبيرا
انما اولادنا بيننا ** اكبادنا تمشي على الارض انت الذي ولدتك امك باكيا ** والناس حولك يضحكون سرورا فاعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا ** في يوم موتك ضاحكا مسرورا يفرج الزوجان بابنهما ويرعيانه ويهتمان به ومن فوق رعايتهما رعاية الله ورحمته { انك باعيننا }
واذا العناية لاحظتك عيونها ** نم فالحوادث كلهن امان يحس الزوجان انهما ساهما في وجود هذا المولود الصغير الذي لم يكن موجودا من ذي قبل ، انه لشيء عظيم ، لكن كثيرا من الناس لايحسون بهذا … بل ذهبوا في نكران نعم الله ابعد مذهب ، فشرعوا لانفسهم الاجهاض لغير ضرورة ورموا باولادهم الى الطرقات والشوارع ووادوهم وقتلوهم خشية الاملاق وباعوهم بثمن بخس واذاقوهم الوان العذاب والشدة والحرمان … لو سالت الذين لم يرزقهم الله اولادا لعلمت فضل الله عليك اذ رزقك اولادا ، نفس الشيء بالنسبة للزواج : فالذين تزوجوا يشتكون ولايشكرون الله على نعمة الزواج ، ولو القيت بنظرك الى الجانب الاخر لوجدت الذين وقفت المشاكل المادية او الصحية امام زواجهم تفيض اعينهم من الدمع … انه لامر محزن ان تعيش عازبا او عانسا طيلة حياتك ، وكم من الهموم والغموم يحملها الذين يعيشون بدون ذرية.
لكن تفكر وتدبر ، ماذا عساك ان تفعل ان قدر عليك هذا ، هل تكون كالذي قال فيه تعالى {فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة } ماذا عساك ن تفعل هل يمكنك { فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} ارض بما قسمه الله لك ارض بقضاء الله وقدره ** ان عظم الجزاء من عظم البلاء، وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ** لاتجعل الخسارة خسارتين ** ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس** انها ليست خسارة وانت تقرأ ** مايصيب المؤمن من هم ولاغم ولاوصب ولانصب ولامرض ،حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه ** و ** احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز ، ولاتقل ، لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل :قدر الله وماشاء فعل **.
قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم {فلاتعجبك اموالهم ولااولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}
{ولاتمدن عينيك الى مامتعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}
واعلم ،
مابين غمضة عين وانتباهتها ** يغير الله من حال الى حال هل هذا على الله بعزيز ؟ {انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون} {فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده}فيامن انعم الله عليهم بنعمه ظاهرة وباطنة احمدوه واشكروه فهو القائل { ولئن شكرتم لازيدنكم}، واعلموا ان المعاصي سبب في زوال النعم ، ويامن ابتلاهم اصبروا وارضوا بقضاء الله وقدره حلوه ومره ن وادعوا الله مخلصين له الدين ان يكشف ما بكم من ضر وان يبدل حالكم الى يسر والله على كل شيء قدير .  
|
الموضوع منقول الفائدة بعد حذف كلام البوطي
|