
2012- 6- 10
|
 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
|
|
|
***((حنين العــــودة))***
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا" عنوان الموضـــوع يخصني بحكم جزء من طفولتي التي قضيتها في قرية من قرى نجد قبل الأنتقال الى العاصمة (الرياض ) طبعا"الآن قريتي الصغيرة كبرت مع كبر سني واصبحت مدينة فيها جميع المتطلبات التي تساعد على العيش فيها مع عائلتي ... من مستشفى وجامعة وكليات ومدراس لجميع المراحل لكلا الجنسين واسواق والأهم عدم وجود ضوضاء وزحمة مرورية وايضا"تم الغاء جميع الأشارات المرورية والأكتفاء بالدورات لتسهيل الحركة ... فكرة الأنتقال اليها تراودني منذ زمن ولكن انتظر التقاعد البعيد الله يقربه بعد عمر طويل أن شاء الله ... مايمهني هو زيارة الأماكن والأطلال القديمة التي عشت فيها واتذكرها كأنها شريط سينمائي بالأبيض والأسود يمر سريعا"بمخيلتي .. اتذكر تعبئة سرج ( مفردها سراج ) بيت الطين واشتم رائحة القاز في يدي كانني انتهيت منة الآن اتذكر والدي يرحمة الله وهو يحش العلف من المزرعة يومي قبل صلاة المغرب بساعة ويضعه على رأسة وهو مقبل لحوش الغنم والماعز وانا اسبقة لفتح الباب الخشبي الصغير لغرض إطعامها وصوت الديك مع الدجاج يملأ جنبات المكان ... أتذكر والدتي في شبابها اطال عمرها وهي تحلب وتصنع الأقط والزبد ... اتذكر بقايا العجين في ذراع والدتي وهي تخبز في التنور والروج في فمها (الديرم) اعطى صبغه جميلة على شفتيها .. اتذكر لحظة هطول الأمطار وأثناء ملامستة الأرض الطينية ترتفع منه غبارممزوج بالماء له رائحة اجمل من رائحة عطور باريس :58545:... كنت مع اخي الذي يكبرني بسنة وهو الأقرب لي ... من غير الأخوة الأكبرسنا" نلعب ونتروش بملابسنا تحت المرازيم الخشبية والمعدنية لمنزلنا ومنازل الجيران ونمشي تحتهم بالسراء مجرد اللعب والفرح بنزول المطر...اتذكر بأننا كنا ننام في السطح على فرش قطن كانت باردة مع ذيك المخدة اللي طولها متر كل أثنين على فراش في ايام الصيف بعد صلاة العشاء ونشبع من النوم لا منبة ولاجوال .. حتى اذا حسينا بالعطش فية ( زير الماء ) << ثلاجة سابقا" نشرب منة حتى لا نضطر للنزول للأسفل وكانت فية جحه كاني اشوفها قدام عيني ملفوفة بخيشه لها ساعتين تحت ذاك الزير علشان تبرد وناكلها مع بعض والطعم ماانساه يازينه عقبها على الفراش ... والله بدون مبالغة كانت جدران السطح قصيرة (بارتفاع متر) في ذلك الزمن الجميل لأن والدتي اذا خلصت من صلاة العشاء في السطح تسولف مع قريبتها وهن جالسات على الجدار قبل مايجون رجالهم ... ذكريات كثيرة لم يكن فيها سوى اللعب ولا غير اللعب ولم اكن اعرف الكتابه في حينها لصغر عمري والا لكتبت مذكراتي اليوميه من اصبح اللين امسي ... وبعدها انتقلنا جميعا" للرياض وسجلني والدي يرحمة الله وجميع اموات المسلمين مع اخي لدراسة المرحلة الأبتدائية واكملت مراهقتي وشبابي في الرياض ... طبعا" لا يفوتني بأنني ولدت في بيتنا وليس لدي شهادة ميلاد ... السؤال المطروح هل تؤيد فكرتي بالرجوع لمسقط رأسي وتمضية بقية عمري فيها .. ؟
|