
2012- 6- 11
|
 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
|
|
|
التعدد ليس سنة..ولا فضيلة..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اول شي الرجااء قبل دخول الموضوووووع وضع العقل والجزم اكرمكم الله والاسلحه البيضاء والصفراء وكل ابو شي حاد بالامانات 
ونبدآآ على بركه الله ..............
خلق الله آدم وخلق له زوجه حواء (عليهما السلام) ليسكن إليها ، ولم يخلق له أكثر من زوج لأن الوضع الطبيعي أن يكون للرجل زوج واحدة ؛ يسكن إليها وتسكن إليه وتكون لباساً له ويكون لباساً لها .
وحتى تتضح الصورة أكثر ؛ نتشرف بالدلوف إلى السيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم ، وأجدها فرصة هنا لأحث إخوتي وأخواتي على قراءة كتاب (الرحيق المختوم) للمرحوم إن شاء الله العلامة صفي الرحمن المباركفوري ؛ فهو من أفضل كتب السيرة إن لم يكن أفضلها على الإطلاق .
والذي جعلني أستعين على تأييد فكرتي بالسيرة الشريفة هو كون النبي صلى الله عليه وسلم النموذج البشري الأكمل والأعلم والأحكم ؛ وبالتالي فإن هديه هو أكمل هدي ، وسبيله هو أهدى سبيل .
بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام من عمره الشريف خمساً وعشرين سنة ، وهو سنٌّ يحتاج فيه الرجل إلى المرأة لا مناص من ذلك ، فكان أن تشرفت السيدة خديجة رضي الله عنها بالاقتران بسيد الخلق عليه صلوات الله وسلامه ، وكانت رضي الله عنها وأرضاها في الأربعين من العمر .
وأتوقف هنا لأقول إن رجلاً ذا شهوانية وحبٍّ جارف للنساء لا يمكن ان يقترن بامرأة تكبره بخمس عشرة سنة !!
وقد سكن النبي عليه الصلاة والسلام إلى السيدة خديجة وسكنت إليه ، وكانت أم ولده ، وأنيسة وحشته ، ورفيقة دربه . وقد كانت كذلك مدةَ ربعِ قرنٍ من الزمان (خمسٍ وعشرين سنة) ، حتى بلغ الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام خمسين عاماً من عمره الشريف ، لم يستبدل بها زوجاً غيرها ، ولم يتزوج امرأة غيرها وهو في ريعان الشباب .
وعندما أذن الله لهذه النفس الطيبة ، نفس خديجة رضي الله عنها ، ان تنعتق من ربقة الطين ، وتحلّق في السماوات ، وتستقر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ كان لزاماً على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ؛ إذ ليست العزوبة من هديه صلى الله عليه وسلم ، فتزوج بعد ذلك عدداً من النساء ، وفي كل زواج كان هناك سبب تشريعي ، وأبداً أبداً لم يكن الهدف كثرة الزوجات ، فقد تزوج عليه الصلاة والسلام من السيدة سودة بنت زمعة بعد خديجه (رضي الله عنهما) وعمرها خمس وخمسون سنه وكان سبب زواجه خشيةً من أن يعذبها قومها إذا رُدّت إليهم . ثم تستمر الزواجات المباركات بأوامر إلهية ، ولكل زواج سببه الشرعي ؛ فهذه أرملة تزوجها ليعولها وأولادها ، وتلك كتابية تزوجها ليشرّع لأمته جواز الزواج من الكتابيات ، وأخرى تزوجها بأمر إلهي مباشر كزينب بنت جحش طليقة ابنه بالتبني زيد بن حارثة (رضي الله عنهم أجمعين) .
وهكذا يتضح لنا من تتبع السيرة الشريفة أن التعدد لم يكن فضيلة ولا أمراً مستحباً ، بل لم يحثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو مخالف لطبيعة النفس البشرية السوية .
وفي أيامنا هذه لوحظ حرص نفر من الرجال على الضرب يمنة ويسرة في الأرض باحثين عن نساء يدخلونهن القفص الذهبي ، دون حاجة ماسة لذلك ، بل إن بعضهم يمارس هواية (تذوّق) النساء ، فإذا ذكرت له إحداهن وبالغ واصفوها بإضفاء نعوت الحسن والجمال عليها ، بادر بخطبتها ، ثم تزوجها ، فإذا ما قضى منها وطراً طلقها ، وعاد إلى (أم عياله) ، تاركاً تلك المرأة المسكينة تعاني الويلات وقد ألصق بها لقب (مطلقة) دون ذنب اقترفتْه ولا أمر عظيم أتتْه .
والمشكلة أنه إذا ما عوتب أحدهم بذلك قال بملء فيه (أنا أتبع السنة) !! محاولاً ذَرَّ الرماد في العيون ، ومُدَلِّسًا على الناس ، ومتذوقاً بناتهم باسم الدين !! التعدد أمر مباح ، لا يجادل في ذلك إلا من يردّ كلام الله ، ولكن ليس كل مباح فضيلة ، وليس كل مباح سنة ، وليس كل مباح أمراً مستحباً . شرع الله التعدد ليغلق باب جريمة نكراء ، وذنب عظيم ، وفاحشة ساءت سبيلاً وعظمت مقتاً ألا وهي فاحشة الزنا عصمنا الله وإياكم من الاقتراب منها (لاحظوا أن الله جلّ وعلا لم ينهنا عن الزنا فحسب ؛ بل نهانا عن مجرد الاقتراب منه) ، فإذا ما كان الرجل متزوجاً ، وذا عيال ، ثم عرض لزوجه عارض يمنعها من القيام بحقوقه خير قيام ، فليس من المروءة أن يرميها وأولادها في قارعة الطريق ، حيث تنهدم العائلة ويتشرد الأبناء ، بل يبقيها تحت جناحه ، وتتجلى في علاقته (المودة والرحمة) ، ثم يتخيّر من النساء الطيبات من تعوضه النقص الذي ألمّ بزوجه الأولى ، فإذا ما تكرر الأمر كان له أن يفعل ذلك مرتين أخريين ، كل ذلك حتى لا يقع في الزنا ، أو يطلق امرأته .
أما إذا كان الرجل متزوجاً من امرأة واحدة ، وكانت تقوم بالحد الأدنى من الواجبات الزوجية ، ومضت السنون وبدأت أمارات الكِبَر تعلو محياه وزوجه ؛ نظر إلى الشعرات التي بدأت تشيخ في رأس زوجه ببياض يكرهه الناس ، وتعامى عن النظر إلى رأسه الذي اشتعل شيباً ، ثم بدأ ينصاع إلى غرائزه ، وتكبّد الخسائر المادية الضخمة ، وأحرق قلب المسكينة قهراً ، وتجشّم عناء مسؤولية بيتين ، وأسرتين ، وأبناء العَلات ومشاكلهم العاجلة والآجلة ، كلّ ذلك من أجل أن يلبي نداءً غريزياً (مؤقتاً) ظنّ أن التعدد هو السبيل لتلبيته .
ثم تمضي بضع سنين ، فإذا بجديدة الأمس قديمة اليوم ، وإذا هو قد سئم الجديد بعد انقضاء جِدَّتِه (فلكلّ جديد لذة) وإذا هو يستعيد اللحظات الخاطفة التي مرت سريعاً عندما كان عريساً جديداً للمرة الثانية ، فتحدثه نفسه أن يعاود الكرة (فهذه هي السنّة !!) ثم ينتهي به المطاف مديناً مبعثر النفس مقسّم الفؤاد !! والله إن الذي لا تكفيه امرأة واحدة لا تكفيه نساء الأرض مجتمعات .
أحداث واقعية :
حدثني أحدهم قائلاً إن أباه قد تزوج امرأة أخرى بعد أن نيّف على الخمسين ، ولم يكن في رأسه شيبة واحدة ، فلما مضت عدة سنوات شاخ بشكل مفاجئ ، وقد أسرّ إلى ابنه بحديث قال فيه إنه لم يغزُه الشيب ولم يتعكّر صفاء حياته إلا بعد أن تعدد ، وأنه نادم على ذلك ولات حين مندم .
كما حدثني آخر أنه يعرف رجلاً تظاهر بالالتزام الديني وصولاً إلى التعدد ، لأن الملتزمات لا يمانعن من التعدد طالما أنه (سنة!!) .
وهذا رجل آخر (ملتزم)، كان متزوجاً من امرأة شابّة ، ولديه طفلة تدرس في المرحلة الابتدائية ، وكانت هذه الطفلة شديدة الإعجاب بمعلمتها ، فكانت لا تفتأ تذكر لأبيها من جمال هذه المعلمة الشيء الكثير ، فما كان من الأب إلا تقدم لخطبة هذه المرأة وتزوجها (اشتهاءً) من غير حاجة ، وأحرق قلب زوجه الشابة ، فالغيرة تحرق القلب ، ولا ترضى المرأة السوية أن تشاركها أخرى في زوجها ، وقد كانت الغيرة في أفضل نساء العالمين ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .
وهذا أحد جيراننا في الحي ، تزوج امرأة وأنجب منها أولاداً ، ثم عنّ له التعدد (من غير حاجة) فلما مضى على الثانية ردح من الزمن ، وجاوز هو الستين ، اشتهى فتاةً عانساً من فتيات عائلته ، فخطبها من ذويها ، ولمّا كانت شابةً وكان هو شيخاً (يدبّ دبيباً) رفضوا أول الأمر ، فما كان منه إلا أن غالى في المهر حتى جعله يقترب من (ربع مليون) فوافق أهل الفتاة ، وتم الزواج ، وخلال أشهر معدودة كانت الفتاة في بيت أهلها تحمل لقب (مطلقة) .
أخلُص من هذا الحديث لأقول لهواة التعدد من غير حاجة : اتقوا الله في بنات المسلمين ، ولا تتعدوا إلا لحاجة ، فإن المرأة كائن محترم وله حقوقه ، وليس من الإحسان إليها أن نعاملها كأداة نلهو بها حيناً ثم نهجرها ، ونفسد حياتها دون أن يرفّ لنا جفن . أما من احتاج إلى التعدد فإن الله رحم عباده المسلمين وأباح لهم ذلك إلى أربع نساء يتزوجهن وهو محتاج لذلك لا لاهياً .
<<<<~ سمعتووو اوحيتووو اجل لااسمع احد يقول التعدد
|