رد: ما اجمل ايام الدراسة ..
موقف إنساني لا يمكني ان أنساه للأستاذ محمود مصري جدع من الصعيد تلمس فيه حنان الأبوة والصدق وفي حصته يتساوى الجميع يتفاعلون ويشاركون بطريقة ودية وتلقائية تذوب فيها الفوارق بين أستاذ وطالب او طلبة لهم حظوة وطلبة تنابلة ..بعيد عن تعقيدات المد...رس التقليدي الصلف الذي يتعامل مع الطلبة بطريقة فوقية وجافة.
..لن انس له موقفه الإنساني ما حييت الذي تجلى في حفل كبير دعت إليه إدارة التعليم في المنطقة لإحياء أنشطة تقوم بها عادة ..ذهبنا بعد ان حدد المدير نقطة الالتقاء ووقتها ..فعلا وصلنا في الموعد وتم التعريف بمدرستنا قبل ان نندمج مع بقية المدارس المدعوة ..وللأمانة كنا الطلبة المميزين بين تلك الجموع ..تميزنا ان حضورنا كان كبير (حتى الذين أدمنوا الغياب صاموا عنه ) بالإضافة الى هيئـتـنا لا توحي بأننا طلبة مدارس اقصد الأغلبية بما فينا الطلبة الشطار ..كأننا فرقة تمثل تم أخذهم فجأة وهم في منتصف مشهد لمسرحية العيال كبرت ..
انتشرنا في فناء المدرسة كالجراد المبثوث .. وكانت بثلاثة طوابق وهذه اول مرة ندخل مدرسة بهذا الحجم وكان المدرسون الذين معنا يجلسون في غرفة مخصصة للمعلمين ما عدا الأستاذ محمود كأنه لا ينتمي الى تلك الطبقة البرجوازية وينتمي الى طبقة البروليتاريا من الكادحين (اعتقد كان لديه جذور يسارية !) وكنا مجموعة نتحلق حوليه كالناموس على النور! وهو يقص علينا أيام زمان حين كان في مثل سننا (طلع من الشلة بس نسخة مصرية !)
قام الحفل وانتظمت لجان التحكيم وتم توزيع المتسابقين على كافة المناشط ..وكنا متحمسون لأبناء مدرستنا نشجع بكل حماسة والأستاذ محمود يقود الجوقة والجماهير حتى ان الخبل حمد كاد ان يخرم طبلة اذن الأستاذ محمود بصوته الجهوري النشاز حتى بح صوته من فرط التشجيع المبالغ فيه. كأنه يريد ان يصل رسالة للمدير مؤداها أنه موجود وبح صوته ويبذل مجهود ولو كان على شكل صرااااخ عبثي ..!
|