عرض مشاركة واحدة
قديم 2009- 12- 22   #8
طالبة اجتماع
أكـاديـمـي فـعّـال
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39600
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2009
العمر: 35
المشاركات: 203
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 359
مؤشر المستوى: 61
طالبة اجتماع will become famous soon enoughطالبة اجتماع will become famous soon enoughطالبة اجتماع will become famous soon enoughطالبة اجتماع will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
طالبة اجتماع غير متواجد حالياً
رد: العقيدة الاّسلامية]~ 1 =~ 8

المحاضرة الثامنة..


منهج الاستدلال على العقيدة عن السلف:




تعريف منهج الاستدلال:



منهج الاستدلال هو: الأصول والقواعد، والطريقة التي يتم بها تلقي الدين وتقرير العقيدة، واستنباط الأحكام من النصوص الشرعية وقواعد الشرع المبنية عليها.



تَعْرِيْفُ السَّلَف:



السَّلَفُ في اللغة: هم القوم المُتَقَدِّمُوْنَ في السَّير، ولزيدٍ سَلَفٌ كريمٌ، أي آباء متقدمون، وجمعه أسلاف.




واصطلاحاً: همالصًّحَابَة والتَّابِعُوْن وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدين، ممن أجمعت الأمة على عدالتهم وتزكيتهم، ولم يرموا بِبِدْعَةٍ مُكَفِّرَةٍ أو مُفَسّقَةٍ.



وهم بهذا المعنى تعبير عن شخصيةٍ اعتبارية، ومنهجٍ مُتَّبَع، الأصل فيه الصًّحَابَة والتَّابِعُوْن وتابعوهم، وهي العُصُوْرُ المُفَضَّلَةُ، قَالَ الله جل شأنه عنهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. [سورة التوبة:100]، وبذلك يُعْلَم أنَّ مذهب السَّلَف يشمل جانبين: جانب القدوة، والمنهج المتبع، فالقدوة: هم أصحاب العُصُوْر الثَّلاثة، والمنهج: هو الطريقة المُتَّبَعَة في هذه العُصُوْر،في الفَهْمِ العقدي، والاستدلال، والتَّقرير، والعلم، والإيمان.



وبهذا يُعْلَمُ أنَّ الوصف بالسَّلَفِيَّةِ مَدْحٌ وثناءٌ على كُلِّ من اتخذها قدوةً ومنهجاً.



إنَّ الذي لم يختلف فيه المسلمون قديماً وحديثاً هو أنَّ الطريق الذي ارتضاه لنا رُبُّنَا هو طريق الكتاب والسُّنَّة؛ ذلك لأَنَّ الله ضمن الاستقامة لمتبع الكتاب فقَالَ على لسان مؤمني الجن: {قَالُواْ ياقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِىإِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة الأحقاف:30]؛ كما ضمنها لمتبع الرَّسُوْلِ r الذي قَالَ له ربه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَاكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِىإِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. [سورة الشورى:52]، لكنَّ الذي جعل الْفِرَقَ الإِسْلاميةَ تنحرف عن الصراط هو إغفالها ركناً ثالثاً جاء التنويه به في الوحيينجميعاً، أَلاَ وهو فهم السَّلَف الصَّالِح للكتاب والسُّنَّة.
وقد اشتملت سُوْرَةُ الفاتحة على هذه الأركان الثَّلاثة في أكمل بيان: فقوله تَعَاْلَى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} اشتمل على ركني الكتاب والسُّنَّة، وقوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم} اشتمل على فهم السَّلَف لهذا الصراط، مع أنَّه لا يشك أحدٌ في أنَّ من التزم بالكتاب والسُّنَّة فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم، إِلاَّ أنَّه لمَّا كان فهم النَّاس للكتاب والسُّنَّة منه الصحيح ومنه السقيم، اقتضى الأمر ركناً ثالثاً لرفع الخلاف، ألا وهو تقييد فهم الأخلاف بفهم الأسلاف..



وهذا يَدُلُّ على أنَّ أفضل من أنعم الله عليه بالعلم والعمل همأصحابُ رَسُوْلِ اللهِ r؛ لأنَّهم شهدوا التنزيل، وشاهدوا من هدي الرَّسُوْلِ الْكَرِيْمr ما فهموا به التأويل السليم؛ كما قَالَ ابن مسعودt : ((من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات، فإنَّ الحَيَّ لا تُؤْمَنُ عليه الفتنة، أولئك أصحابُ محمدٍr، كانوا أفضلَ هذه الأمة، وأبَرَّها قلوباً، وأعمَقَها علماً، وأقلَّها تكلفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتَّبِعُوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم.


تحديد زمن السَّلَف :



وقد جاء تحديد زمن السَّلَف الَّذِيْنَ لا تجوز مخالفتهم بإحداثِ فَهْمٍ لم يفهموه، في حديث ابن مسعودٍ t قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ r: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِيْنُهُ، ويَمِيْنُهُ شَهَادَتهُ)).



ولهذا الأصل أدلةٍ منها: قول الله تَعَاْلَى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}[النساء:115] والشاهد هنا في ضم مجانبة سَبِيْلِ المؤمنين إلى مُشَاقَّةَ الرَّسُوْلِ لاستحقاق هذا الوعيد الشَّديد، مع أنَّ مُشَاقَّةَ الرَّسُوْلِrوحدَهُ كفيلةٌ بذلك؛ كما قَالَ الله تَعَاْلَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَآقُّواْ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىلَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}.[محمد:32]
ومنهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة يقوم على القواعد التالية:



1- حصر الاستدلال في الدليل الشرعي (الكتاب والسنة) في أمور العقيدة والشريعة.



2- مراعاة قواعد الاستدلال، فلا يضربون الأدلة الشرعية بعضها ببعض، بل يردون المتشابه إلى المحكم، والمجمل إلى المبين، ويجمعون بين نصوص الوعد والوعيد والنفي والإثبات، والعموم والخصوص، ويقولون بالنسخ في الأحكام ونحو ذلك.



3- يعتمدون تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة والعكس، ويعتمدون معاني لغة العرب ولسانهم؛ لأنها لغة القرآن والسنة، ويردون ما يخالف ذلك.




4- يعتمدون تفسير الصحابة، وفهمهم للنصوص وأقوالهم وأعمالهم وآثارهم؛ لأنَّهم أصحاب رسول الله r وهم أفضل الأمة وأزكاها، وعاشوا وقت تنزل الوحي وأعلم باللغة ومقاصد الشرع.




5- ما بلغهم وعلموه من الدين عملوا به، وما اشتبه عليهم علمه، أو علم كيفيته، (كبعض نصوص الغيبيات والقدر) يسلمون به ويردون علمه إلى الله سبحانه وتعالى ولا يخوضون فيه.



6- يتجنبون الألفاظ البدعية في العقيدة (كالجوهر والعرض والجسم) لاحتمالها للخطأ والصواب؛ ولأن في ألفاظ الشرع غنى وكمالاً.



7- ينفون التعارض بين العقل السليم والفطرة وبين نصوص الشرع، وبين الحقيقة والشريعة وبين القدر والشرع، وما يتوهمه أهل الأهواء من التعارض بين العقل والنقل فهو من عجز عقولهم وقصورها.



8- يعنون بالإسناد وثقة الرواة وعدالتهم لحفظ الدين.

أما منهج الاستدلال عند أهل الأهواء والبدع والافتراق إجمالاً فإنه يقوم على الأسس التالية :




1- عدم حصر الاستدلال على الدليل الشرعي، حتى في العقائد، (وهي توقيفية)، فإنهم يستدلون بالظنيات والأوهام ، والفلسفات ، ويسمونها (العقليات)، كما يستدلون بالحكايات والأساطير وما لا أصل له وبالأحاديث الموضوعة والآثار المكذوبة، وآراء الرجال في الدين، وما يسمونه الكشف والذوق والأحلام ونحو ذلك.


2-لا يراعون قواعد الاستدلال، فيتبعون المتشابه ولا يردونه إلى المحكم {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}(آل عمران: من الآية7)، ويضربون الأدلة بعضها ببعض، ويزعمون التعارض بينها، ويستدلون بالمجمل ولا يردونه إلى المبين، ولا يجمعون بين نصوص الوعد والوعيد، ولا النفي والإثبات، ولا العموم والخصوص.

3- يضعون لأنفسهم أصولاً يبتدعونها بأهوائهم، وينتزعون لها أدلة من القرآن والسنة، على غير المنهج الشرعي في الاستدلال، وما لا يوافق أصولهم وأهواءهم من نصوص الشرع، يردونه، أو يؤولونه.

4- يفسرون نصوص الشرع بأهوائهم، فلا يعتمدون تفسير بعضها ببعض، ولا يعتمدون معاني اللغة، وبعضهم قد يستدل ببعض وجوه اللغة بمعزل عن فهم السلف، وعن الدلالات الأخرى.




5- لا يعتمدون تفسير الصحابة والسلف الصالح، ولا فهمهم للنصوص، ولا آثارهم وعملهم وهديهم، بل يجانوبنهم، ويتبعون غير سبيل المؤمنين.



6- يخوضون فيما نهى الله عنه من نصوص القدر والصفات والسمعيات ونحوها {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}. [آل عمران: من الآية7]



7- يعتمدون الألفاظ البدعية في الصفات وسائر العقيدة (كالجسم والعرض والجوهر) .



8- يقوم منهجهم على المراء والخصومات والجدال بالباطل.




9- يتوهمون التعارض بين العقل والشرع ، وبين الحقيقة والشريعة وبين القدر والشرع ، وبين أصولهم والشرع ثم يحكمون أهواءهم وأصولهم وعقلياتهم الفاسدة ويقدمونها على الشرع .




10- ويعتمدون التأويل في العقيدة ، ويقولون على الله بغير علم {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}. [آل عمران: من الآية7]



11- ليس لهم عناية بالإسناد ؛ لتعويلهم على الأهواء وآراء الرجال، والوضع وما لا أصل له، ولذلك يعتمدون الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وما لا أصل له، وبالمقابل قد يردون الأحاديث الصحيحة إذا خالفت أهواءهم كما سبق بيانه .
  رد مع اقتباس