عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012- 7- 3
الصورة الرمزية أمل سيتحقق
أمل سيتحقق
أكـاديـمـي فـضـي
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اخصـائيـة اجتماعـية
المستوى: خريج جامعي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2505
المشاركـات: 31
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 63374
تاريخ التسجيل: Tue Oct 2010
المشاركات: 415
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1415
مؤشر المستوى: 66
أمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really niceأمل سيتحقق is just really nice
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أمل سيتحقق غير متواجد حالياً
قبل فوات الأوان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعيدا عن زحام المنتدى بالمواضيع المتعلقة بالجامعة , أحببتُ أن أضع لكم هذه القصة لعل أحدا ينتفع بها ..

كان تلك أياماً ﻻ‌ أنساها !

*بعض الذكريات ﻻ‌ تلبث أن تغادر حتى تترك خلفها صدى ﻻ‌ يمحى وأثراً ﻻ‌ تزيده اﻷ‌يام إﻻ‌ ثباتاً ورسوخا .. كأنما تعمدت ذلك حتى تثبت وجودها في ذواتنا المكتظة بالذكريات يوماً مضى .. قبل سنين معدودة .. طرقتُ باب ذلك البيتِ الطيني المتهالك الواقع بمسافة قريبة من منزلي ..فُتِح لي الباب وأطلتْ منه امرأة عجوز .. أخبرتها بأني جارتها و أتشرف أن أكون ضيفة لديها هذا المساء .. انطلقتْ أسارير وجهها المنهك بفعلِ تجاعيد السنين .. أدخلتني في حجرة بسيطة كبساطة ثوبها الذي ترتديه ... غابت لدقائق ثم عادت وهي تحمل بيدها دلة القهوة .. بث منظرها الحزن في قلبي ب خطواتها البطيئة التي تبدو وكأنها تجر ثقلها جرا .. تساءلتُ بمرارة ..
لماذا السنون تطحن رحى اﻷ‌جساد وتخطف منها بريق الشباب وعوده الصلب ؟!
*تجاذبنا أطراف الحديث .. دخلتْ قلبي ﻷ‌ول وهلة .. وﻻ‌ عجب فأنا أحب مجالسة كبار السن لما في أرواحهن من اللطافة والحكمة التي تفيض من ألسنتهن .. التي نفقدها نحن الشباب غالباً .
كنتُ أتأمل أم عبدالله وهي تتحدثْ بتمهل كيف كان وجهها شاحباً تشعُ منه رغم ذلك هالة من نور وعيناها الناطقتانِ بحزنٍ ظاهر رغم محاولتها إخفاءه بكثرة التبسم والمزاح . بدت عليها أمارات اﻻ‌رتياح .. فأخذت تتحدث دون توقف ..*سألتها بعفوية:ألديكِ أبناء ؟
أطلقتْ تنهيدة مكتومة ..*نعم يا ابنتي لدي بحمد الله اﻷ‌بناء والبنات لكن مشاغل الحياة سرقتهم مني.
عقبتُ على ردها باستياء !
ولكن يا خالة مهما بلغتْ مشاغل الحياة بهم فﻼ‌ ينبغى أن تشغلهم عنكِ!ابتسمتْ بشحوب .. وأجابت كأنها تجد مبررا لهم ..إنهم ليسوا بذلك السوء فهم على اﻷ‌قل يذكرونني في المواسم واﻹ‌جازات وأنا ممتنة لهم ذلك .
أحسستُ بحرقتها فلم أرغب أن أزيدها حزناً على حزن ..قلتُ بابتسامة : كم هم محظوظين بأمٍ مثلكِ؟! وﻻ‌ تقلقي سيعرفون قدركِ ويأتون إليك راكضين وربما نادمين .أشاحتْ بوجهها .. ورق صوتها ..( آمل أن يكون ذلك قبل فوات اﻷ‌وان )وانطلقتْ تتحدث كمن يستمتع بسرد قصته ..تزوجت في سن صغيرة من رجل كريم الطباع ... أكرمني غاية اﻹ‌كرام ومكثتُ معه سنين جميلة .. أنجبت أبنائي تباعاً .. ثﻼ‌ثة أوﻻ‌د وثﻼ‌ث بنات ..*ثم شاء الله أن يموت زوجي وأنا مازلتُ في ريعانِ الصبا .. فُجِعتُ بموته .. وظننتُ أن الدنيا قد توقفتْ بعده .. وكانت مصيبتي أليمة ..*ماذا أفعل بهؤﻻ‌ء اﻷ‌يتام الصغار ؟!



ثم تهدج صوتها .. (كانت تغالب دمعة مصرة على السقوط لكنها قاومتها كما هو عهدها مع الشدائد ) .. أدركتُ بعد تفكير متأني أن الدنيا بدأتْ من حيث ظننتها انتهت .. فنهضتُ من جديد وأخذتُ على عاتقي تربيتهم وكان اﻷ‌مر لي عبئان ..عبء اﻷ‌مومة وعبء اﻷ‌بوة .. عزفتُ عن الرجال .. كنت ﻻ‌ أريد أي أمر يشغلني عنهم .. فهم الهواء الذي أتنفسه وبعدمه اختنق ..ثم كبروا و وانشغلوا في معترك الحياة وصرت آخرها ..!!مزق قلبي حديثها .. مسحتُ على أكفها الحنونة .. علقتُ مواسية .. ﻻ‌ تحزني يا خالتي .. أجركِ عند الله تجدينه يوم استحقاق الجزاء ..قالت : صدقيني يا ابنتي لستُ حزينة أبدا على ما اعتصرته من جهدي لهم .. وﻻ‌ على تضحيتي في سبيل إسعادهم .. وتالله لو عادت اﻷ‌يام مرة أخرى .. لما توانيت عن بذلي وسعيي لهم وﻻ‌ كان بأقل مما سبق .... إنما كان هذا من موجبات اﻷ‌مومة التي جُبلتُ عليها كأي أم .... ولكن حزني أن يستأثموا و يُكتبوا من العاقين وهذا ماﻻ‌ أرتضيه لهم أبدا .. وأنهم والله لفي حِل من فعلهم ..*تأثرتُ بشدة من حديثها .. وهتفتُ في داخلي ..أين أنتم يا قساة لتسمعوا ما تقول؟!!*يا الله .. أي قلب هذا وأي مشاعر فياضة تسكنها ؟!!غالبتُ دموعي .. واستأذنتها اﻻ‌نصراف ..*في يومٍ غير بعيد .. دلفتُ إلى داخل بيتها .. كنت كعادتي حينما أقوم بزيارتها ..أحمل معي أصناف الطعام لها .. وجدتُ المكان تسوده الكآبة.. ونسوة جالسات متشحات بالسواد يُرى في وجوههن الحزن والتأثر ..*بحثت عنها بينهن فلم أرها ..سألتُ أحدى النسوة بهمس .. ما الذي يجري؟!! كانت اﻹ‌جابة صاعقة.. وألجمتني الصدمة .. أظهرتُ التماسك .. تحدرت الدموع من عيني وانسكبت .. رمقتُهن كن ثﻼ‌ث يشبهنها وأخريات ﻻ‌ أعرفهن .. سمعت إحدى الثﻼ‌ث تبكي بنحيب ٍ يقطع نياط القلوب ..وهي تردد : عودي يا أماه أقسم أني سأمكثُ تحت قدميكِ !! ..
تذكرتُ قول أم عبدالله
(آمل أن يكون ذلك قبل
فوات اﻷ‌وان) ..









بقلم أختكم
أمل سيتحقق

التعديل الأخير تم بواسطة أمل سيتحقق ; 2012- 7- 3 الساعة 03:44 PM
رد مع اقتباس