عبدالله الزهراني - الدمام
كشف عدد من الممرضات السعوديات في بعض المستشفيات عن معاناتهن في مهنة التمريض، مؤكدات أن المعاناة بدأت من أول يوم التحقن فيه بالعمل وقلن لـ( المدينة) :إن المجتمع لايزال ينظر إلى مهنتنا بنوع من الازدراء والبعض يرى الممرضة كأنها خادمة تعمل لدى المريض.. وأكدن أن تلك المعاناة ازدادت بعد عرض حلقة ( القرار الصعب ) من المسلسل الرمضاني الشهير” طاش ما طاش” .

وأشرن إلى انه بعد انتهاء الحلقة المثيرة للجدل وللنقاش في الشارع السعودي وفي المجالس العامة، ثارت بعض المشاكل عند بعضهن لدرجة ان بعض الممرضات عرض عليهن أولياء أمورهن الاستقالة من عمل التمريض ، كما جاء في مشهد من مشاهد الحلقة المذكورة.

وأكدت بعضهن أن الغيرة أخذت بأزواجهن بعد عرض الحلقة وبدأت الأسئلة والاستفسارات تكثر على ألسنتهم، والبعض اقترح أن تنقل زوجته من العمل بالمستشفى إلى مراكز الصحية التي يكون الدوام بها نهارا فقط.

“المدينة” انتقلت إلى أحد مستشفيات المنطقة الشرقية لأخذ الانطباع العام للممرضات السعوديات في عملهن والمعاناة التي تواجههن، وهل أثارت الحلقة حفيظة الأزواج وولاة أمورهن..

** نورة الحمد- ممرضة في قسم المختبر بمستشفى الدمام المركزي- قالت: هذه الحلقة المثيرة أثارت المشاكل عندي في المنزل من طرف إخواني الذين كثرت أسئلتهم عن عملي بعد انتهاء الحلقة،

وتضيف: وفي الحقيقة تمنيت ان ذلك اليوم انقطعت الكهرباء ولم نشاهد تلك الحلقة لأنني انا متأكدة انني سوف أعاني من جراء تلك الحلقة.. وتعقب: ولكنني انا واثقة من نفسي وواثقة من عملي ولا يهمني أحد وأهم شئ انني لا أفصل من عملي.

أثارت غيرة زوجي
** ام عبدالله -الممرضة في قسم النساء في مستشفى الأطفال والولادة بالدمام- قالت: تحركت الغيرة الزوجية بعد تلك الحلقة بقوة عند زوجي، لدرجة انه قال لابد ان تنقلي الى مركز صحي ؛ لان الدوام في المراكز الصحية دوام واحد وبدون أي شفتات” ولما أخبرته أن الأمر صعب رد علي بقوله: لابد ان تتحركي والا سوف أتحرك وأنقلك انا بنفسي..

تضيف: وها انا أعاني من نتائج هذه الحلقة. وأريد ان أقول: ان العمل ليس بعيب والمرأة التي تحترم نفسها قبل ان تحترم الناس سوف يحترمها الجميع .

مثل الخادمة
وذكرت "صبا" -فنية التخدير في مستشفى الأطفال والولادة بالدمام- أن مشاكلها كممرضة حدثت قبل دخول كلية التمريض, وخلال الدراسة, وبعد التخرج, وأثناء العمل. مؤكدة أنه قبل الالتحاق بالكلية تبدأ المشكلة في نظرة المجتمع والأهل حيال مهنة التمريض خاصة مع قضاء الممرضة السعودية أكثر من 12 ساعة بالعمل والاختلاط. وتساءلت: أي مستقبل سيواجهها مع نظرة المجتمع للممرضة كخادمة؟!

معاناة عشر سنين
** إحد الممرضات السعوديات - طلبت عدم ذكر اسمها -تقول: أعمل في مجال التمريض منذ 10 سنوات، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن وأنا أعاني من نظرة المجتمع التي لم تتغير وأرى أنني أعمل في مجال ليس لي، وواجهت صعوبات كبيرة في البداية على مستوى الأسرة التي رفضت عملي في هذا المجال،معتبرة ان ذلك يمثل خروجا عن المألوف خاصة ان اغلب نساء المجتمع يعملن في التعليم او أعمال بعيدة عن الرجل.

أسباب اجتماعية
**الدكتورة منى الهاجري دكتورة نساء وولادة أكدت ان المجتمع لا يشجع الفتيات السعوديات على العمل في مجال التمريض لأسباب اجتماعية مختلفة وظروف أسرية وكذلك لان البعض يرى ان الممرضة منفذة لأوامر الطبيب وتنظيف المرضى، رغم ان تاريخ هذه المهنة المرتبط بالمرأة المسلمة قديم جدا، ففي عهد الرسول كانت المرأة تشارك في معالجة جرحى الحروب وتسهم بشكل فعال في ذلك وانا استغرب هذا التغير في نظرة المجتمع لهذه المهنة

المعروف ان الممرضات السعوديات لا يمثلن سوى 5 في المائة من أصل اكثر من 70 ألف ممرض وممرضة في المملكة .