من شأن ومكانة عظيمة في قلوبنا ومنزلة جليلة في نفوسنا .. يأتي وقد حُمل بالخيرات والعطايا والهبات والنفحات
الربانية وغير ذلك مما لا يحصي من فضائل هذا الشهر العظيم الذي تتضاعف فيه الحسنات وتغفر الزلات وترفع
الدرجات عند من بيده خزائن الارض والسموات .. وفيه تُصفـّد الشياطين ، وتُغلق أبواب النار فلم يُفتح منها باب
وتُفتح أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي المنادي :
" يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشرّ أقصر "
فهنيئآ لمن اجاب الداعي واقبل علي الله يرجو مغفرته ورضاه
ولكن هناك الكثير إلا من رحم الله يعتبر رمضان شهر ما لذ وطاب من الطعام والشراب..! غافلين متغافلين عن انه شهر
عمل وعبادة يشمر فيه المشمرون.. ويعمل له العاملون.. ويسعي إليه الساعون ويتنافس فيه المتنافسون .. أيامه معدودة
تنقضي كلمح البصر فيجب علينا أن لا نفرط فيها فما يدرينا لعلنا لا ندرك المقبل منها
فماذا أعددنا له ؟
جاء رجل إلى النبي ، فقال : يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، و أنك رسول الله ، و صليت
الصلوات الخمس ، و أديت الزكاة ، و صمت رمضان ، وقمته ، فممن أنا ؟ قال :
" من الصديقين والشهداء "
فهيا أخواتي .. نشمر عن ساعد الجد ونعقد عزائم الخير ونتسابق الي العمل الصالح ونتناصح فيما بيننا ونُذكر بعضنا
البعض بما يجب علينا أن نعده لشهرنا المبارك .... ونستقبله بتـوبة وإنابة واستغفـار وندم وعزم علي الطاعـة والثبات
ونعزم النية الصادقة علي صيام نهاره وقيـام ليله ايمانآ واحتسـابآ.. ونغتنم أوقاته ونعمرها بالبر والاحسان وصلة الأرحام
وقراءة القرآن .... ونجاهـد أنفسنا ونزكيها ونُحملها علي كل مـا يرضي الله ورسـوله.. ونـلازم الصدق والإخلاص في
كل ما يصدر منا من أقـوال وأفـعال .... ونحفظ جميع جوارحنا عن المعاصي والذنوب والآثام ونسخرها لطاعة الرحمن
ونعقـد العزم على الاستمـرار بعد رمضان على مـا اعتدنا عليه فيـه ونعاهـد الله أن نكـون هذا العام أفضل من كل ما
مضي من الأعـوام ويكون شعارنا فيه :
" لن يسبقنا الي الله أحد "
وحسبنا قوله جل وعلا في الحديث القدسي :
" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "
[رواه الإمام البخاري في صحيحه]
نسأل الله أن يبلغنا صيامه وقيامه ويجعلنا وإياكن من عتقائه وأن يجعله شهر خير ويمن وبركة
ويسلمنا إليه ويسلمه لنا ويتسلمه منا متقبلآ ..