رد: محاضرات أدب بين القرنين 6+7+8
المحاضرة السادسة
شعراء المدائح النبويه
المدائح النبويه:جاءت نتيجة الانزواء الصوفي من الحياه الذي جاء تعبير عن الكبت النفسي والضغط الاجتماعي.
لجأ الشعراء الى مدح النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد ان مدحوا الولاه فلم يغنموا منهم بشيء وعندما يحبط الانسان يلجأ الى ربه غير انهم بالغوا في مخاطبة الرسول والتوسل به كما انهم فروا من الحياة العلميه ومن المدائح النبويه قول الشاعر:
اليك المطايا اعتقت يا محمد الى خير من يسعى اليه ويحقد
اليك الذروه العليامن سر هاشم عليهم سلامي كل وقت يردد
تردد انفاسي التي لا املها ولا انتهي منها ولا ابتلد
ويمدح الانصاري الرسول :
ذكرتك يا رسول الله ذكرا شغلت به عن الماء القداح
وحركني اليك شديد شوق فأذن شرع صبري بأنفساح
وقد تطورت المدائح النبويه بعد ذلك الى بديعيات فالبديعيه قصيده في مدح الرسول وقد تضمن كل بيت منها لون من الوان البديع وبالطبع يدعوا ذلك الى الاهتمام المفرط بالبديع الى الانصراف عن المعاني التي زادت وعن الانفعال الصادق الذي جنى وحلت محله مجموعه من الصفات المتزاحمه المتكرره التي ابلاها كثره استخدام الشعراء لها.
شعراء الفكاهه:لامضحك الا فيما هو انساني واذا ضحكنا من حيوان فلاننا لقينا عنده وضع انسان او تعبير انساني ولكن الذي يضحكنا ليش قطعة الجوخ او القش انما نضحك من الشكل الذي فصلها عليه الانسان.
الامبالاه هي الوسط الطبيعي للضحك الذي الد اعداءه الانفعال .
ان مجتمعنا مؤلف من عقول محضه قد لا يبكي ابدا ولكنه يضل يضحك.
فلكي يحدث المضحك ما يحدثه من تأثير لا بد وان يتوقف القلب برهة من الشعوب لانه يتوجه الى عقل محض وينبغي لهذا العقل ان يكون على صله بعقول اخرى فنحن لا نتذوق الضحك في حالة شعور بالعزله فضحكنا ابدا هو ضحك جماعي.
والضحك مهما نفترضه صريحا فانه يخفي ورائه فكره تأمر مع ضاحكين اخرين.
الاثار المضحكه لا يمكن ترجمتها من لغه الى اخرى لانها تتعلق بعادات المجتمع.
هناك ضحك للضحك وضحك للاصلاح الاجتماعي وهناك الضحك والسخريه من الناس او من النفس.
وشعر الفكاهه معروف في الادب العربي وفي عصر النبوه كانت الفكاهه لا تزيد عن نثر التحبب والتودد وكانت تقصد الى الراحه والارتياح ولو للحظه.
ازدهر شعر الفكاهه كما ازدهر في العصر العباسي خاصه مع تطور المجتمع وظهور طبقات اجتماعيه متباينه واستخدمت النكته كسلاح للفتك بالخصوم وازدهر فن الكاريكتير الضاحك الساخر كذلك اصبح شعر الفكاهه سلاحا لتأييد فكره او عدم منصب او سخريه برأي ومن ذلك ما كتب الجاحظ في ابن عبد الوهاب وفي رساله التربيع والتدوير وما كتبه التوحيدي في الوزير والمصري في لزومياته وكذلك شعر ابن الرومي وغيرها .
لم تتوقف الفكاهه في عصر ما بين القرنين فالفكاهه صفه اجتماعيه اصيله وقد استطاع الامراء في ذلك العصر من خلال الفكاهه التعبير عن الواقع الاجتماعي المختلف الذي كانوا يعيشون فيه.
جاءت الفكاهه تصويرا صارخا متهمكا بهذا الواقع ومن شعراء الفكاهه في ذلك العصر شمس الدين وقد كان هذا الشاعر يتكسب من كان يبيع فيه الكحل ويسخر من ذلك يقول:
ياسائلي عن حرفتي في الورى وصنعتي فيهم وافلاسي
ما حال من درهم انفاحه يأخذه من اعين الناس
ويقول:
اصبحت افقد من يروح ويفتدى مافي يدي من فاقة الايدي
في منزل لم يحوي غيري قاعدا فإذا رقدت رقدت غير ممددا
ومن هؤلاء الشعراء ابن سودون وقد كانت له طريقه خاصه في شعره الفكاهي او في سخريته فهو ينظم حقائق ويفسرها ومن تلك البديهيات والسخريه واستهانة بها يقول:
عجب عجب عجب عجب بقر تمشي ولها ذنب
ويقول من قصيده اخرى:
اذا ما الفت بالناس قد سما تيقن ان الارض من فوقها السماء
وان السماء من تحتها الارض ولم تزل وبينهما اشياء ان ظهرت ترى
وايس ابدي بعضا ما قد علمتها لتعلم اني من ذوي العلم والمجد
ومن ذلك يقول:
البحر بحر والنخيل نخيل والنيل نيل والزراف طويل
وقد اكثر الشعراء السخريه من احوالهم الماديه وتحدثوا كثيرا عن السخريه ومن ذلك سخرية الشاعر ابن المبارك من الدار التي يسكنها يقول:
دار سكنت بها اقل صفاتها ان كثر الحشرات في جيناقها
الخير عنها نازل متباعد والشر دان من جميع جهاتها
شعراء شعبيون: لا نقصد بالشعبيه نشأة الشعراء في بيئات او بساط شعبيه وانما نقصد طائفه من الشعراء ذلك العصر الذي تعلموا شعرهم بلغه الحياة اليوميه حتى يصلوا مباشرة الى تأثير في الناس بأستخدام العاميه لغة التخاطب اليومي.
من هؤلاء الشعراء الجزار والوراق والخياط وغيرهم ممن امتهنوا الحرف والصناعات.
ونشأت فنون شعريه عاميه في الزجل الذي استحدث امل الاندلس واستحدثه امل العراق ومن الزجل قول الشاعر المصري:
ريت حبيب في الرياض يمدح بين اقرانه واترابه
مكت قد صح المثل فينا من لقى احباب نسى اصحابه
قال لي قد ضجت بنا اعدائنا ورمونا قلت ما اصابوا
ومن قول احدهم:
كوكب السعد تاب من القلعه وهلا لو قد انطفأ بأمان
ونخل قد قارن المريخ لكسوة شمس الضحى شعبان
وقد قاله في رثاء السلطان الاشرف شعبان.
وكان الغزل من الموضوعات التي يتعرض لها الزجل وقد يصل الى حد القلاعه يقول احدهم:
خطر على غزال مر ما اتكلم فوق جفونه والحشى أكلم
ايش كان يضره اذا بالرأس لي سلم حتى أسر مهجتيلولا السلام سلم
وارتبط الشعر الشعبي بالفكاهه والهزل يقول:
قالوا تحب المدمس قلت بالزيت الحار والعيش الدبيض تحية قلت والكشار
قالوا تحب المطبق قلت بالقنطار قالوا اش تقل في الخضاري قلت عقل طار
حتى الامد الصوفي في الشعر الشعبي يقول:
بالله يا قلب دع عنك الهرى واسلم من كل ميل ووافي عهدهم اسلم
والزم حمى سادة من امهم يسلم واسلك سبيل التقى يوم اللقا تسلم
|