إجعـــــــــــــــــــــلوا همتكمــــــــــــــم عـــــالية

منذ أيام ، كنا ندعو : أللهم بلغنا رمضان
و منذ أيام قليلة ، هنأنا بعضنا بقدومه
فقد هل الهلال ، مع النداء الشهير
يا باغي الخير أقبل ، و يا باغي الشر أدبر
و اليوم ، فاجأتني هذه الحقيقة : إنقضى الثلثين من رمضان
كيف..؟ متى..؟ لماذا..؟
... سبحان الله
رمضان .. هذا الضيف ، خفيف الظل ، عظييييييم الأجر
مضى اوله و اوسطه .. و مابقي كثييييييييير

وهنا لي وِقْفَةٌ مع نفسي ، و معكم أختي / أخي
ماذا تغير فيك يا نفس الى يومنا هذا ؟
أين أنتم الآن من ختم القرآن الكريم ؟
كم فطرتم من صائم ؟
هل تصدقتم ؟
ما هي أحوالكم في القيام ؟ مواظبون ، خاشعون ؟ أم ..؟

أرجوكم ، هذه فرصتكم .. الآآآآن
الآن ، تستطيع تشخيص الداء و تحديد الدواء
....ًالآن ، صُفِّدْت الشياطين ، فعالجوا هذه النفس الأمَّارة لتصير نفساً لوَّامةً ، فمُطمئنَّة

هل وصلتم رحمكم ؟
هل تعدُّون أنفسكم من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات ؟ أم ..؟
لله عتقاء من النار، في كل ليلة من رمضان
فهل يا تراكم عتقتم ؟ هل اجتهدتم في طلب العتق ، أم رضيتم أن تكونوا مع الخوالف..؟

أرجوكم ، إجعلوا همتكم عالية
صحيح ، سيكون ذلك متعبا ، ولكن
و إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام
فكونوا أصحاب نفس كبيرة
و إغتنموا هذه الأيام المباركة بطاعة الله .. و استكثروا من الحسنات.. و قولوا هل من مزيد
و جاهدوا أنفسكم ، عسى أن تفوزوا بالعتق ، و رضا الرب ، و حسن الخاتمة ، و علو الدرجة

سنستقبل العشر الأواخر ـ إن كان في العمر بقية ـ
و سنشد المئزر
و لكن ، سيصعب على من أدبر في العشر الأوائل ، أن يقبل في العشر الأواخر
و بعد أيام ، سنهنئ بعضنا بقدوم العيد
و شتان
بين من يهل عليه هلال شوَّال و هو معتق من النار مغفور الذنب
و بين من يهل عليه ، و هو كما هو
أسير النار و الشهوات والمعاصي
|