الموضوع: أين مرفئي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2006- 9- 26
نجم الرياضيات
أكـاديـمـي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1279
المشاركـات: 8
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 112
تاريخ التسجيل: Fri Sep 2006
المشاركات: 12
عدد الـنقـاط : 100
مؤشر المستوى: 0
نجم الرياضيات will become famous soon enoughنجم الرياضيات will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نجم الرياضيات غير متواجد حالياً
أين مرفئي

بسم الله الرحمن الرحيم
: أين مرفئي ؟ أين والدي ؟ : الكاتب علي الدخيل

طرق الباب زائر بينما كنت مستقرا و متكئا على أريكة جدي التي اشتراها لأبي منذ نعومة أظفاره, فزعت من تلك الطرقة مع أنها لم تكن ذات عنف ولكن شعورا بالضيق قد داهمني, وطاش لأجله لبي .
فقلت من بالباب ؟ فلم يحر جوابا ... فعاودت الكرة مرة بعد مرة ولكنه تنحنح بصوتٍ طفيف , فتحت الباب وإذا به شخص لابس على غير المألوف ( بانطلون من الجنز الضيق وقميص أحمر و سلسلة ذهب في رقبته ) سلم علي وهو عابس في وجهي تارة وتلوح منه ابتسامات صفراء تارة أخرى يريد المبادرة بالدخول إلى صحن دارنا الشريف , لم أعلم ماذا يريد .. .... والدي مر من بيننا وخرج من البيت ولم يسألني من هذا وكأنه يعرف القصة أو يتجاهلها ..!!!! ولكنني ظننت أن والدي لم يسألني تجنبا لمواقف الإحراج مع أصدقائي .
قلت للزائر تفضل على الرحب والسعه وإذا به يهجم إلى صحن دارنا المقدس قائلا البيت بيتي طبعا , وأخذ مكانه في صدر المجلس ..... فطفقت في وسط الدار حائرا لا أجيد الحديث حروفا , ولا لنظراتي تحديدا ....
ثم ابتسم في وجهي وصافحني وقال لي خذ هذه الأريكة , وكانت ملونة بألوان باهرة لافتة للنظر مطرزة في ظاهرها , وهو يقول مالك وتلك الأريكة البالية ( يشير إلى أريكة جدي وأبي ) , فصرخت بلا شعور : كلا كلا إنها أريكة أقوي وأشد تحملا طوال الزمان .....
جدل يجر الجدل .... وهجوم منه ودفاع مني ... ماذا من أجل أريكة ؟؟؟؟؟ غريب !!!! والأغرب منه أن يمر والدي بيننا ويسمع الجدل ولكن لا يأبه به ولا يطرد الزائر ولا يعاتبه ,ولا ولا ولا ..... وكأن والدي قد استحسن الأريكة الجديدة بزخارفها و ألوانها الباهرة , ولكنه لا يجرؤ أن يتفوه بشئ من ذلك الشعور .
وجرت الدقائق والساعات بعد الجدل المرير , وإذا الصمت يخيم على المكان وبدأ حديث النفس يلعب دوره ..... وبدت مرحلة التشكيك ومنه إلى الترجيح والتي قضت على أريكتنا الطاهرة المقدسة بالهزيمة بسبب التناقض الذي خلقه الزائر بين ما يحمل من أريكات وبين ما نتكئ عليه من أريكات ....
فرجحت أريكته المطرزة وذات الألوان الباهرة واتكأت عليها وقبلت الزائر على جبينه معتذرا منه وشاكرا له .....
ثم ودعني بابتسامة لم أفهم مغزاها على المدى البعيد ... ودعني وهو يقول أصبحت أريكتي هي مرفؤك الذي تستقر عليه
رحل ولم أجد له أثرا .... وأصبحت الأريكة الجديدة مرفئي اتكأ عليها أنام بجوارها أفكر فيها أدرس عليها , ولي فيها مآرب أخرى ... هي منطلقي ... أريكة !!!!!
ما فتئت فكرة الزائر أتذكرها , حتى بدأ الليل غير الليل المعتاد في هدوئه , وأصبح النهار غير النهار الذي أتناغم معه !!! ما ذا حصل ؟ ؟ ؟
تسللت الهموم و الغموم إلى كل شي في صحننا الشريف ... حتى إلى أكليل الزهور الملقى على طاولتي ...!!! واعجباااه
بدأ الكسل .. والخمول .... التوتر ..... الآلام .... الهزيمة ... عدم الثقة بالنفس ..... ... تأخذ مأخذها مني !!!
نتيجة حتمية لزائرنا الكريم ولأريكته المباركة !!!
من ذلك الزائر ؟ أي أريكة تلك التي مافتئت أن سقتني هذا الشراب المسموم ...
["]أريكتان أم زائر لم يسأله والدي ؟ [/]
أعود وأقول : أين مرفئي ؟ ؟ ؟ أين مرفئي ؟؟؟؟ أين مرفئي ؟؟؟؟؟
رد مع اقتباس