لقد ذُكِرَ ما يقطع الصلاة أمام السيدة عائشة - رضى الله عنها - فقالت: (لقد جعلتمونا كلاباً, لقد رأيت النبى r يصلى وإنى لبينه وبين القِبلة, وأنا مضطجعة على السرير, فتكون لى الحاجة, فأكره أن أستقبله, فأنْسَلّ انسلالاً) [صحيح البخارى] وفى رواية أخرى للبخارى أيضاً أنها قالت: (أعَدَلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتنى مضطجعة على السرير, فيجىء النبى r فيتوسَّط السرير فيصلى, فأكره أن أُسَنِّحَهُ, فأنْسَلُّ من قِبَل رِجْلَى السرير, حتى أنْسَلّ من لحافى) قولها (أُسَنِّحَهُ) أى أظهر له من أمامه, قال الخطابى: هو من قولك سنح لى الشىء إذا عرض لى، وقولها (أنسل) أى أخرج بخفة أو برفق. قال (ابن رشيد) قصد البخارى أن شغل المصلى بالمرأة إذا كانت فى قبلته على أى حالة كانت أشد من شغله بالرجل، ومع ذلك فلم تضر صلاته r لأنه غير مشتغل بها، فكذلك لا تضر صلاة من لم يشتغل بها، والرجل من باب الأولى.
اعتبر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء القول بأن الإسلام ساوى بين المرأة والحمار والكلب شبهة باطلة، منكرا على من يحرفون المراد من الحديث الوارد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي قال فيه (يقطع صلاة الرجل المرأة والحمار والكلب الأسود.)
وقال ردا على سؤال «عكاظ» أمس «هذا ليس مساواة، بل بيان أن أي واحد من الثلاثة الواردة في الحديث يقطع الصلاة» واستشهد آل الشيخ في خطأ هذا المفهوم بقول الله تعالى في تكريم الإنسان «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا».
واستدعى مفتي المملكة في سياق مشابه ذكر الحمار في القرآن في قوله تعالى «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون» مستغربا «فهل نقول إن الإسلام ساوى بين الحمار والخيل، وهل عاقل يقول بذلك، هو ساوى بينها لكونها وسيلة نقل، لكن للخيل صفاتها ومميزاتها، وهي أفضل من الحمير والجمال بلا شك وفي هذا بيان الانتفاع، فالخيل معروف فضائلها وأن الخير معقود بنواصيها إلى يوم القيامة».
وبين المفتي العام أن الحكمة من قطع الصلاة من الثلاثة يكمن في قول أبي ذر (رضي الله عنه) «ما بال الأسود من الأصفر من الأحمر» فقال (صلى الله عليه وسلم) «الكلب الأسود شيطان»، موضحا «أما المرأة فربما يكون في مرورها شيء من شغل قلب الرجل ونحو ذلك، أما الحمار فهو حيوان بليد والنبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر أنه إذا رأى شيطانا نهق».