رد: سورة الإنسان وتنظيم الحياة (موضوع مرشح)
[mark=#FFFF00]الركيزة الرابعة :
التحديات*والعوائق ، وكيف يتغلب عليها ؟*[/mark]ذكرت "الإنسان" عائقين شاهقين كل واحد منهما يعوق دون الوصول للمأمول ،*فأولها : عدوك الذي يحيط بك*وهما نوعان : آمر بالإثم أو بالكفر (وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (24) ،*والنص على (الإثم) فيه تنبيه إلى أسلوب قذرٍ قد يستخدمه أعداء الإيمان والنجاح ، فهم إذا رأوا "الإنسان" الجاد في حياته السائرَ لغايته وعجزوا عن حَرفه عن طريقه ؛ نثروا زخارف الإثم بين يديه وحفروا حبائل المال والنساء بين قدميه ، لعل أن أحدها يكرفسه ، فهم إن لم يحرفوا وجهه ؛ فلا أقل عندهم من تلطيخ ثيابه .*و(مِن) في (مِنْهُمْ) للتبعيض ، لأن لكل واحد منهم من الحذق في جانب من جوانب الصد عن الغاية ما ليس للآخر ، فهذا (يهدد) وذاك (يُرغب) والثالث (يُداهن) والرابع (يشوه) والخامس (مُشفق) ... ، ستواجه ألوانا من المثبطين والمعوقين وبعضهم صادقُ النصحِ لكن أخطأ موضع القدم .*فـالأمر الرباني لتجاوز هذه العقبة (لا تطع) ، كل هؤلاء مع اختلاف مقاصدهم ووسائلهم وأساليبهم ،*الجواب لهم جميعاً : (لا) .*وثانيهما : عدوك الذي بين جنبيك ، وهو نفسك إن تعلقت بالدنيا .*وهذا العائق إن سمحت ببنائه في فؤادك فهيهات الوصول لغايتك ، فهو سد عالٍ مُصمَت لن تظهر عليه ولن تستطيع له نقبا ، وله شقان (يُحِبُّونَ) و (يَذَرُونَ) ولنتأمل هذه الآية العظيمة :*(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) (27)(إن) مؤكِدة (هؤلاء) ولم يقل "هم" لما في الإشارة في مثل هذا السياق من معنى التسفيه ، (يحبون) فالمشكلة في أصلها قلبية "حب"وهي سبب انقطاعهم دون بلوغ آمالهم ، (العاجلة) اغتروا بالمكسب القريب الحقير فألهاهم عن مواصلة المسير ، (يذرون) ماضيها وَذَرَ وهو لا يطلق إلا فيما لا يعتد به ، قال الراغب : يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به ، وصيغة المضارع في (يذرون) تقتضي أنهم مستمرون على ذلك وأن ذلك متجدد فيهم ومتكرر ، (وراءهم) خلف ظهورهم لعدم المبالاة ، فهم يمشون وقد عكسوا الطريق فبدل أن تكون الغاية أمامهم يركضون لها ، جعلوها خلف ظهورهم وركضوا عنها ، فبالله متى يصل هؤلاء ؟*وعلاج هذا التيه لا يكون إلا هنا في "الإنسان" (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ) ، فهذه هي حقيقة الإنسان ، وهذا مبدأ وختام حياته ، وهذه وسائله وعوائقه ،*فلم يبق إلا (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) .[mark=#00FF00]ياربنا*اجعل "سورة الإنسان" حجة لنا لا علينا ،،*[/mark]
منقول من الرابط التالي :
http://www.tafsir.net/vb/tafsir21144/
للأمانة ..
.. عصام العويد
اللهم آمين .. اللهم آمين
اللهم اغفر له واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
|