رد: عندما يكون للأنثى معنى ..
موقف ..
أتذكر في أحد المرات عندما كنت في المرحلة المتوسطة ..جاءت طالبة جديدة غير عادية ..غريبة ..
باختصار ..الأخت كان وجهها مشوه أو محروووق وجسمها ويداها ..كانت تضع النظارات الشمسية لأن عينيها مخيفتين ..ورموشها وحواجبها محترقة تماما ..
دخلت الفتاة إلى الصف ..وأصيبت فتيات صفي بسكتة طويلة المدى تصحبها نظرات الإستغراب وشعور الخوف من تلك المسكينة وتمتمات غير لبقة ..والطيببين :نظرات الشفقة والحزن تكفيهم ليهدوها إياها ..
لم أمكث دقائق إلا وشجعت رجلي للذهاب عندها ..فقد كانت جالسة وحيدة في صف خال من الطالبات أي منعزلة ..
كنت أرتجف خوفا من منظرها أكثر من أي طالبة ..ومع هذا فلاشيء يعيقني للتعرف عليها ..!
ذهبت عندها ورحبت بها ولم أشعرها أبدا بنظرات شفقة وجبرت عيني على مخاطبة نظارتها الشمسية ونسيان شكلها ولو لدقائق ..
شعرت مها بالفرح كثيرا ..والحرية أيضا ..والإنتماء لنا ..
مر الوقت ..وأجلستها بجانبي ..كنت أعطيها ودي بلا حدود .وأستمع إلى قصصها بكل حنية ..ولا أميزها عن صديقاتي ..
أحبتني كثيرا ..لأأني جعلت لها حلقة تواصل بين الطالبات الأخريات ..وأدخلت في قلبها الأمان والحب ..
أوصلتها إلى بر الأمان ..وكسرت الحواجز بينها وبين المدرسة ..إلى أن تركتها تشق طريقها بنفسها ..ولا تعتمد علي ...gif)
تركتها تختار صديقاتها ..وعرفت شخصيتها اكثر وأكثر ..وعرفت أسباب احتراقها ...
وانتهت رحلتها معي ..لكن قلبي مطمئنا أنني فعلت واجبي تجاه ربي ..وتجاه أخي المسلم ..
وأنني أمتلكت شعور العظمة والملكية ولو لسنة واحدة ..وما أجمله من شعور .. .. 
اللهم اشفها وعافها واستر عليها دين ودنيا وآخرة ..
|