فكرة تأليف المعاجم:
كان العرب يستخدمون اللغة العربية قبل نزول القران وبعده، ونزل القران ولم يعرف الكتابة من العرب إلا سبعة عشر رجلا فقط،من بينهم عمر وعثمان(رضي الله عنهما)،وهذا معناه أن الكتابة كانت نادرة وتعلم هؤلاء النفر الكتابة من البيئات المجاورة(الفارسية والهندية واليونانية)فلكل هؤلاء تاريخ حضاري ويعتزون بلغتهم وحضارتهم وعلمائهم...الخ، ونحن لسنا أقل منهم في ذلك،فالحضارة العربية بعراقتها عموما ولغتها خاصة-لغة أهل الجنة-تستحق منا كل تقدير واحترام.
وبعد نزول القران،ودخول العجم الإسلام أراد هؤلاء أن يتعلموا العربية لفهمها ولم بكن بد من العرب في أن يجمعوا لهم اللغة، فبدأوا في القرن الثاني الهجري في جمع المادة اللغوية من أفواه العرب(البحث اللغوي الميداني)(linguistic survey) أي إنهم يسجلون ما يسمعون.
وصفوة القول أن السبب يرجع إلى:
أ/التأثر بالأمم والحضارات المجاورة.
ب/دخول الأعاجم الإسلام.
ج/انتشار الفتوحات الإسلامية.
د/الحفاظ على اللغة العربية.
أما شروط جمع اللغة:
فهي تتمثل في أن تكون القبائل متصفة بالفصاحة،ومعيار الفصاحة عندهم هو أن تكون القبائل بعيدة عن الحضر والأطراف(حيث المناذرة والغساسنة....الخ) وغير متصلة بما حولها، فخشي العلماء أن تكون لغة هؤلاء قد فسدت وقد تسلل إليها كثير من الألفاظ غير العربية،لذا قرروا جمع اللغة الداخلية وابتعدوا عن المدن التجارية والتي ترتبط بعلاقات مع الهنود أو غيرهم من الأجناس.
الخلاصة:
مصادر جمع اللغة تتمثل في:
1-البدو الفصحاء.
2-العرب الخلص.
3-علماء اللغة.
طريقة جمع اللغة:
لقد جرى جمع اللغة على ثلاث مراحل:
1-مرحلة تدوين ألفاظ اللغة بدون ترتيب(مثل النوادر لأبي زيد الأنصاري).
2-مرحلة تدوين ألفاظ اللغة بترتيب(مثل رسائل الأصمعي/ الأصمعيات)
3-مرحلة وضع المعاجم العامة الشاملة والمنظمة.