2012- 10- 9
|
#16
|
|
متميز كلية أدارة الاعمال _المستوى السابع
|
رد: كل يوم معلومهـ طبيهـ...
الصداع هو ظاهرة بشرية شاملة تقريباً. فقد تبين إحصائياً انه من غير الطبيعي الا يعاني الفرد من الصداع بين الحين والآخر.
لماذا يحدث الصداع؟
لا يملك العلماء بعد كل الأجوبة، رغم أن الفهم الطبي للصداع وخيارات المعالجة المتوافرة تتحسن وتتوسع باستمرار. ومن المنطقي الاعتقاد بأن الصداع ينجم عن تفاعلات بين دماغك، وأعصابك، وأوعيتك الدموية. لكن هذه التفاعلات معقدة جداً.
تنشأ بعض أنواع الصداع لأسباب جليّة، مثل تلقي ضربة على الرأس. لكن الصداع يبدأ في أغلب الأحيان من دون إصابة جلية أو مصدر واضح للألم.
لماذا يصاب بعض الأشخاص بالصداع على نحو أكثر تواترا من الآخرين؟
قد تكون ببساطة عرضة للصداع بسبب تكوينك الوراثي وكيميائية دماغك.
وفي حالة صداع الشقيقة، قد تكون المشكلة وراثية، فالأولاد الذين يعاني أهلهم من صداع الشقيقة هم أكثر عرضة لصداع الشقيقة.
وقد يكون أسلوب العيش عاملاً أيضا، فبعض أشكال الصداع ترتبط بالتوتر أو الشعور بالإرهاق أو عدم الحصول على نوم كاف أو حذف وجبات طعام.
الصداع من نسج خيالك:
الصداع ليس شيئاً تتخيله أو تسبب حدوثه. فالصداع هو مشكلة طبية ناجمة عن أحداث فيزيولوجية. وكما هي الحال في الأمراض الأخرى المزمنة، يتطلب الصداع المتكرر رعاية طبية واجراءات من الرعاية الذاتية لضبطه. وهو ليس مجرد شكوى صادرة عن شخص هستيري أو مصاب بوسواس المرض.
الصداع يعنى وجود خطب عاطفي:
الصداع المزمن ليس علامة على مشاكل نفسية. إنه اضطراب بيولوجى. صحيح أن بعض الأشخاص المصابين بمشاكل في الصحة العقلية يصابون بالصداع، لكن الصداع ليس بالضرورة نتيجة هذه المشاكل. وفيما يمكن للأشخاص المصابين بصداع موجع أن يصبحوا متهيجين أوسيئي المزاج، لا يعنى ذلك معاناتهم من اضطراب عقلي. إلا أن بعض الأشخاص، ولاسيما الرجال، يرفضون لسوء الحظ مراجعة طبيب بشأن صداع لأنهم لا يرغبون في أن يبدوا عاجزين عن معالجة المشكلة بأنفسهم.
الأشخاص الذين يتذمرون من الصداع لا يستطيعون تحمل الألم:
ما من دليل علمي يوحي بأن الأشخاص المصابين بصداع شقيقة وخيم، مثلا، هم أكثر حساسية للألم من الذين لا يعانون من صداع الشقيقة. إن حقيقة أن العديد من الأشخاص يستطيعون المضي قدماً في نشاطاتهم اليومية على الرغم من صداع الشقيقة تثبت مدى مرونة هؤلاء. وقد تكون هذه الخرافة تحديداً منتشرة بكثرة في المجتمع لأن العديد من الأشخاص يعتبرون خطأ كل أنواع الصداع صداع شقيقة. والواقع أن ألم صداع الشقيقة أكثر حدة من باقي أنواع ألم الصداع. ولا شك في أن المؤمن في هذه الخرافة لم يعان أبدا من ألم بهذه الوخامة.
الصداع هو عذر لتفادي الواجبات:
في الواقع، إن الصداع الوخيم ليس مجرد عذر مريح. فالأشخاص الذين يعانون من صداع مزمن يملكون سببا شرعيا للتهرب من الواجبات المنزلية أو العمل أو النشاطات الاجتماعية. واذا كان عدد قليل من الأشخاص يستعملون الصداع بمثابة عذر للتهرب من القيام بشيء ما، لا يعنى ذلك أن كل شخص مصاب بالصداع يستفيد من مرضه.
الصداع ليس شيئاً خطيراً:
لحسن الحظ، لا تنجم أغلبية أشكال الصداع عن أمراض وخيمة. لكن هناك بعض إنذارات الصداع التي يجدر بك الانتباه إليها. فإذا عانيت من صداع وخيم ومفاجئ لم تشهد مثله من قبل أو عانيت من صداع يستمر في التفاقم مع مرور الوقت، يجدر بك مراجعة الطبيب فورا لإجراء تقييم. كما يجدر بك مراجعة الطبيب فوراً إذا عانيت من صداع مترافق مع حرارة مرتفعة أو تصلب في العنق.
الصداع المتواترهو شيء تعيش معه:
إذا كان الصداع يعيق قدرتك على الاستمرار في حياتك اليومية، يجدر بك مراجعة الطبيب. لا تدع الخوف أو التردد يمنعك من الحصول على المساعدة، ففي أغلب الأحيان، يمكن للعناية الطبية الملائمة والتعديلات في أسلوب العيش أن تتيح لك الاستمتاع بأسلوب العيش النشط والمستقل الذي اخترته.
التأثير الاجتماعي للصداع
إن أي شخص عانى من الصداع يعرف أنه يسبب الألم، ويدرك العديد من الأشخاص أيضا وجود علامات وأعراض أخرى، مثل الغثيان، مرافقة لبعض أشكال الصداع، إلا أن ما يبقى غالبا مجهولا أو مهملاً هو مدى تعطيل الصداع للحياة اليومية.
والمؤسف أن التعطيل يتخطى الأوقات التي يؤلمك رأسك خلالها. فقد أظهرت الدراسات أن الصداع يفسد حياة العائلة، وأوقات التسلية، ومسار المهنة أكثرمن كل الاضطرابات المزمنة الأخرى.
فعلى سبيل المثال، قد يجد الأشخاص المصابون بصداع الشقيقة الألم وخيما جدا بحيث يفوتون على أنفسهم العمل، والمدرسة، والواجبات الاجتماعية حين تصيبهم النوبات. كما أن الغثيان والتقيؤ المرافقان للنوبات قد يجعلان العمل المنزلي أمرا مستحيلاً.
وقد تؤدي الحساسية للضوء والصوت إلى إجبار الشخص على الانطواء في غرفة هادئة ومظلمة والاسلتقاء إلى حين خمود الألم.
واذا كانت نوبات صداع الشقيقة متواترة، يفضي ذلك بسرعة إلى الكثير من أيام التعطيل عن العمل أو المدرسة، والى تضاؤل كبير في التفاعل الاجتماعى، والى عدم القدرة على إنجاز الأهداف الشخصية أو الهوايات المفضلة.
بالفعل، يعتبر الصداع أحد الأسباب الأكثر شيوعا لتغيب الأشخاص عن عملهم. فألم الرأس الوخيم قد يدفع الشخص، عن غير قصد، إلى ترك العمل فجأة أو تقليص الاجتماعات أو البقاء ببساطة في المنزل.
وفي الإجمال، يفوّت الأشخاص المصابون بصداع الشقيقة أكثر من 4 أيام عمل عليهم في السنة. ولا يأخذ ذلك في الحسبان فقدان الانتاجية بين العمال المصابين بالصداع الذين يتوجب عليهم البقاء في وظائفهم أو يختارون فعل ذلك على رغم صراعهم للاستمرار في العمل.
وحتى عندما لا يكون الصداع موجوداً، هناك ضغوط عاطفية يجب التعاطي معها. ثمة جانب صعب في الصداع المتكرر وهو أنه يجعلك تشعر كما لو أنك فقدت السيطرة على نفسك. فنوبات الصداع لا يمكن توقعها وتحصل في أوقات تحتاج خلالها لأن تكون في أبهى حلتك. وهذا ما يجعل من الصعب التخطيط أو تنظيم جدول المواعيد مسبقا بأمان.
قد تشعر بالحساسية من فضول الآخرين، سواء كان حقيقياً أم وهمياً، حيال زعمك بالمعاناة من مشكلة مع القليل من العلامات الظاهرة. وبما أنك ألغيت مشاريع في الماضي أو ترددت في المشاركة في بعض النشاطات، قد تشعر بأنك معزول اجتماعيا.
وجدت الدراسات أن صداع الشقيقة يزيد خطر تعرض الشخص للاكتئاب. ويبدو أن هناك أموراً مشتركة بين الأسباب البيولوجية الكامنة وراء صداع الشقيقة والاكتئاب. وبات مفهوما أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من صداع وخيم وينقطعون عن العائلة والعمل والنشاطات الاجتماعية يصابون غالباً بالاكتئاب.
بالفعل، يتوجب عليهم دوما التوقف عما يقومون به وتغيير مشاريعهم وشرح تصرفاتهم للآخرين حين يعانون من الصداع أو حين يحاولون تفاديه.
قد يسبب الصداع الكثير من الانزعاج وعدم الاستقرار عند الفرد. لكن الصداع يؤثر أيضاً في أصحاب العمل. فقد تم ذكر الصداع بين الأمراض الخمسة الأكثر تكلفة بالنسبة إلى أصحاب العمل. كما أن الأشخاص المصابين بصداع وخيم ومزمن قد يفقدون وظائفهم أو يواجهون الأحكام المسبقة في مكان العمل بسبب مرضهم.
وهذا ما يجعل الصداع أكثرمن مجرد شيء مزعج. فالمشكلة لها تأثير عميق وكبير في الأفراد وفي المجتمع عموماً.
اتخاذ الخطوات
يعتمد العديد من الأشخاص على المداواة الذاتية لمعالجة الصداع، باستعمال مسكنات الألم الشائعة حتى حين لا تكون هذه العلاجات فعالة. ويحاول أشخاص آخرون إخفاء أو تجاهل حقيقة معاناتهم من المرض. لكن إذا كان الصداع يعيق عملك أو حياتك الاجتماعية، يكون الوقت قد حان للتفكير في خطوات أخرى.
صحيح أنه لا يمكن الحؤول دوماً دون الصداع، لكن يمكن ضبط الأعراض عادة بواسطة المعالجة الطبية الملائمة.
إذا كنت تعانى من الصداع ولا تتضح لك أسبابه أو ما الذي يجعله أفضل، يجدر بك استشارة طبيبك. فالمشكلة يمكن تشخيصها، وتستطيع العمل مع طبيبك للعثور على علاج فعال.
ثمة أنواع مختلفة من الخيارات الفعالة المنطوية على العقاقير وغير المنطوية على العقاقير.
إلا أن عدم الحصول على نصيحة طبية بشأن الصداع المتكرر أو الصداع الوخيم قد يكون في النهاية أكثر كلفة من زيارة الطبيب. فالوقت والمال اللذان تنفقهما كل عام للتخفيف من الألم المزعج قد يكونان أكبر من الوقت والمال اللذين قد تنفقهما في المعالجة الموصاة من قبل طبيب.
|
|
|
|
|
|