اهتمت الكتب الدنيوية في الغالب بطبوغرافية المدينة وتاريخها القديم وعادات أهلها وتقاليدهم، فكان الكتاب يتألف من مقدمة تدور حول تخطيط المدينة وعمرانها وأحيائها، أما مادة الكتاب فكان عمادها الأساسي دراسة الشخصيات التي كان لها مكانة مرموقة في البلد أو الإقليم، وإن كانت هذه الشخصيات اقتصرت في بادئ الأمر على رجال الدين، ثم تطورت وشملت كل الشخصيات البارزة في الإقليم من أدباء وعلماء وتجار وأعيان، وأقدم ما وصل إلينا من هذا النوع من التاريخ كتاب «تاريخ واسط» لأبي الحسن أسلم بن سهل بن حبيب الرزاز المعروف باسم بخشل الواسطي 288هـ/900م ، وهذا الكتاب يتضمن تاريخ واسط وأطرافها وعلماء الدين فيها وبعض الرواة.