قربت الصلاة ادعو ا لي بالتوفيق
المحاضرة الثانية عشر النظام الاجتماعي في الاسلام
الحجاب :
هو لباس شرعي سابغ تستتر به المرأة المسلمة ليمنع الرجال الأجانب من رؤية شىء من جسدها ، ويقابله التبرج والسفور.
حكم الحجاب:الحجاب واجب على المرأة المسلمة بالقرآن والسنة.
مقاصد الحجاب : شرع الشارع الحكيم الحجاب لحكم عديدة منها:
1- طهارة قلـوب الرجـال والنسـاء من الوساوس والخواطر الشيطانية التي تفسد النفوس، وتميت القلوب، قال تعالى: ) ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ( [الأحزاب: 53]
2- حفظ النساء وصيانتهن من أن يتعرضن لأذى أو شر، وذلك لأن الحجاب يضفي على مرتديته مهابة، تصد الفساق عن التجرؤ عليها باللفظ أو اللحظ، قال تعالى ) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْن([الأحزاب: 59]
3- يعد الحجاب في الظاهر، ترجمة لصلاح المرأة في الباطن ، وإشعاراً بحسن مسلكها، وبقائها على فطرة الحياء الذي هو لازم من لوازم أنوثتها ومجانبتها للرجال ومخالطتهم.
حقيقة الحجاب:
الكلام عليه من جانبين، هما: صفات الحجاب، حدود الحجاب، وما الذي تبديه أو تخفيه المرأة من بدنها .
صفات الحجاب الشرعي:
لكي يحقق الحجاب الغرض، لا بد وأن تكون طبيعته مناسبة لطبيعة المرأة التي فطرها الله تعالى على الحياء والستر، وقد اشترط العلماء رحمهم الله شروطاً في الحجاب الشرعي هي:
1- أن يكون ساتراً لجميع بدن المرأة، وأن يكون ثخيناً لا يشف عما تحته، وأن يكون فضفاضاً غير ضيّق حتى لا يصف جسمها.
ولهذا رخَّص الرسول في ذيول النساء قدر ذراع حتى لا تنكشف أقدامهنَّ .
وقال : "صنفان من أهل النار لم أرهما.. ونساء كاسيات عاريات (، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
2- أن لا يكون زينة في نفسه ولا يكون مطيّبا بأي نوع من أنواع الطيب، قال : "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً"
3- أن لا يشبه لباس الرجال، ففي الحديث الصحيح: "لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"
4- ألاّ يكون الحجاب لباس شهرة، قال رسول الله : "من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" .
حدود الحجاب: تقدم أن الحجاب واجب، ويظهر من عموم الأدلة أنه يشمل جميع البدن، وأن المرأة كلها عورة.
وقد أثير حول الحجاب شبه، منها:
الشبهة الأولى: إن الحجـاب فيه اعتداء علـى حقوق المرأة ، وتقييد لحريتها وازدرائها.
الرد على الشبهة: ليس هـذه الدعوى صحيحـة، وقد سبق البيان بأن المرأة موضع تكريم واحترام في المجتمع المسلم ، ومن مقاصد الشرع في إيجابه الحجاب، هو أن تبقى المرأة درة مصونة، متلألئة غالية، ما دامت محافظة على سترها وحيائها، وبهذا يكون تعاملها مع الرجل على أساس الطهر والعفاف، فتكبر في عين الرجل ويسمو دورها في الحياة والمجتمع ، فالحجاب إذن لسعادتها وحفظ حقوقها، لا العكس.
الشبهة الثانية: قالوا: الحجاب فيه تكبيل للمرأة، وسبب في تخلفها، وتقدمها إنما يكون مرهوناً بتحررها منه.
الرد على الشبهة: ليس هنـاك علاقة أو ملازمة بين التقدم أو التخلف بشكل عام وبين الحجاب، فهناك نساء بلغن الذروة في المجالات العلمية والخدمات الاجتماعية، والفكرية من لدن الصحابة وإلى اليوم، فهل هؤلاء يوصفن بأنهن متخلفات؟ وهل حال الحجاب بينهن وبين التميز؟ وهل يستطيع عاقل أن يسم الصحابيات الفضليات ومن بعدهن بالتخلف وعدم التقدم؟ اللهمَّ إلا إذا أرادوا بالتقدم الانسلاخ من الكرامة والحياء، وغالباً ما يريدون هذا.
الشبهة الثالثة: قالوا: الحجاب دليل على إساءة الظن بالمرأة، وعدم وثوق الزوج بها.
الرد على الشبهة: الحجاب شرع لصون المرأة وسترها، وهي مأمورة بالحجاب متزوجة كانت أم عزباء، والتزامها بالحجاب فيه إرضاء لخالقها، ثم إرضاء لزوجها وذويها، وهذا من شأنه أن يبعث الثقة بها، والاطمئنان إليها وإلى سلوكياتها، فالحقيقة هي عكس ما يقوله هؤلاء تماماً.
عوامل حماية الأسرة
أولاً: غض البصر:
بل إنه r قد عدَّ النظر زنىً تمارسه العين، يُعصى الله به،
وقد جعل عليه الصلاة والسلام غضَّ البصر في المرتبة الأولى من حق الطريق
ولغض البصر فوائد كثيرة، ومنافع عديدة، ذكرها ابن القيم رحمه الله منها:
1. أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده.
2. أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
3. أنه يقوي القلب ويفرحه، ويكسبه نوراً.
4. أنه يورِّث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل .
5. أنه يسدُّ على الشيطان مدخله من القلب.
ثانياً: الاستئذان لدخول البيوت:
فقد حرَّم الإسلام دخول مساكن وبيوت الغير إلا بإذن
والمراد بالاستئناس في الآية : الاستئذان، فسره بذلك ابن عباس وغير واحد.
ثالثاً: الخلوة:
إن خلوة الرجل بإمرأةٍ أجنبية عنه ، مظنة لحصول الفتنة بينهما،
لذا فإننا نجد الإسلام قد وقف موقفاً حازماً من ذلك، فحرَّم هذه الخلوة من أصلها،
رابعاً: قرار النساء في البيوت:
قال الدكتور أحمد الشرقاوي: وغيرة الرجل على أهله أمر واجب،
سادساً : عقوبة الزنا والقذف:
إن الزنا والقذف من أخطر الجرائم
فجعل سبحانه الرجم للزاني إن كان محصناً،
وجلد مائة مع تغريب عام إن كان غير محصن
وجعل حدّ القذف ثمانين جلدة