(( مرحلة التكاتف ))
- هذه المرحلة هي في الحقيقة مرتبطة بالمرحلة الثانية
وهي مرحلة التآلف ..
بمعنى : نجاح الزوجين في تخطي المرحلة الثانية يعتبر هو نجاح في المرحلتين جميعا ً ..
وهو نجاح لحياتهما سويا ً ..
-
قد لا ينتبه الزوجين أنهما الآن قد دخلا في مرحلة التكاتف ..
-
هذه المرحلة هي من أجمل المراحل ..
ودعوني أصورها لكم :
-
كمسافر بدأ يعد حقيبة السفر في البداية ..
وكان متوترا ً ومضغوطا ً نفسيا ً ..
من هم السفر ..
بعد ما انطلق على بركة الله وفي أثناء السفر أتعبه طول الطريق
وأتعبته المشاكل التي واجهته في أثناء الطريق ..
من تعطل للسيارة ..
أو بإنتهاء وقودها دون أن يشعر به ..
وهكذا .. صادفته المشاكل التي لم يحسب لها حساب ..
وبعدما وصل للبيت رمى بنفسه على السرير وكله فرح وسرور بسلامة الوصول
وأراح جسده من الهم والإرهاق والتعب ..
ذلك الجسد المنهك والمتعب والذي تحمل الكثير والكثير ..
وقد صبر على العناء والشقاء ..
وصبر على الهم والغم ..
وصبر على المشاكل ..
وصبر على الحياة بحلوها ومرها ..
وصبر على الأذى ..
وصبر على الأيام بطولها وقصرها ..
وبليلها ونهارها ..
وصبر على نفورها وفتورها ..
وصبر على بردها وحرها ..
وصبر على صغيرها وكبيرها ..
وصبر على كل ما فيها ..
-
هكذا هي المرحلة الأخيرة هي تهنئة بسلامة الوصول للزوجين ..
تهنئة لها طعم خاص ..
مذاقه غير طبيعي ..
لا يشعر به إلا من عرف القيمة الحقيقية للحياة الزوجية ..
يكون فيها الزوجين أكثر تكاتفا ً من ذي قبل ..
وأكثر اشتياقا ً ..
وأكثر حبا ً ..
وأكثر تضحية ً ..
وأكثر إنتماءً لبعضهما البعض ..
وأكثر سؤالا ً لكل منهما عن الآخر ..
وأكثر تنازلا ً ..
وأكثر .. وأكثر ..
- هذه المرحلة يكون الزوجان فيها قد تعلما أشياء كثيرة ..
-
ودخولهم هذه المرحلة هو يعتبر بمثابة نضوج الزوجين ..
وتفهم لكل منها طريقة الآخر ..
ونفسيته .. والدخول إلى عالمه الخاص ..
-
قد عرفا وتعلما أنهما يعيشان في خندق واحد ..
ما يجري على الآخر هو في الحقيقة ضرره على الجميع ..
-
قد تعلما كيف يديران حياتهما بدون أي مشاكل ..
حتى وإن وقعت تلك المشاكل فقد عرفا أن المبادرة في حلها
أفضل من التأجيل في تركها ..
مما يجعلها تتراكم مع الوقت ومن ثم يصعب حلها ..
-
قد تعلما ضرورة الإحتواء بمعنى : أمسك عليك لسانك ..
وعدم التكلم بها مما يجعل الدائرة تتسع أكثر وأكثر ومن ثم يقال : اتسع الخرق على الراقع ..
-
قد تعلما علاج المرض وليس العرض ..
-
قد تعلما ضرورة التواصل بشتى أنواعه ..
-
قد تعلما أنه يجب على كل واحد منهما أن يحذر من تهويل المشكلة أو حتى تهوينها ..
-
قد تعلما أنه يجب على كل واحد منهما أن يحذر من الفهم الخاطئ للآخر ..
وعدم التسرع بالحكم عليه ..
أو حتى إطلاق الأحكام دون تروي ..
وتقديم العذر للطرف الآخر ..
-
قد تعلما أنه يجب عليهما أن يتجنبا حل المشاكل دفعة واحدة ..
وأن ينظرا إلى المشكلة من جميع الزوايا ..
-
قد تعلما أن : الحل اليسير قد يُمهد لحل أكبر ..
-
قد تعلما أن الحياة قد تفرض عليهما أن يتعايشا مع المشكلة إذا لم يتوصلا إلى حل ..
(( وأهم من هذا كله أن كل واحد منهما عرف أنه إنما يتعامل مع البشر وليس مع الحجر ))
- في هذه المرحلة قد عرف كل واحد منهما قيمة الآخر ..