... وبعد مدة قدم ابن زيدون إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن ..
ومن سجنه راح ابن زيدون يئن ويتعذب ، ويكتب الكثير من القصائد الخالدة عن حبه الذي كان ، ولكن ولادة كانت قد أصمت الأذن وأغلقت مزاليج القلب
حينما دلت قصائد ابن زيدون على إخلاصه لحبه ولولادة ، فإنها بالتالي دلت على طبيعة ولادة العابثة اللاهية التي تتساقى كؤوس الهوى مع ابن عبدوس بينما الحبيب وراء القضبان يعاني الظلم والإنقهار والوحدة والإنتظار ..
ويهرب ابن زيدون من سجنه ويعفو عنه الخليفة ويحاول استعادة حب ولادة برقيق الشعر وعذب القول علها ترق وتعود لأيام الحب الأول
فيرسل لها قصيدته الشهيرة التي يقول فيها ::
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
هلّا وقد حان صبح البين صبحنا
حين فقام بنا للحين ناعينا
بنتم وبنّا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إن طالما غير النأي المحبينا
وفي الجواب متاع لو شفعت به
بيض الأيادي التي مازالت تولينا
عليك مني سلام الله ما بقيت
صبابة منك تخفيها فتخفينا
لقد تمكنت ولادة من ابن زيدون حتى بهجرانها فقد فجرت به طاقات شعرية هائلة أغنت تراثنا الشعري ، فلقد أحب وتعذب وعانى من أجل حب ضائع وما تمكن من استعادته حتى آخر لحظة من عمره