عرض مشاركة واحدة
قديم 2013- 2- 19   #6
غزاله القرشي
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية غزاله القرشي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 48865
تاريخ التسجيل: Sat Feb 2010
المشاركات: 5,839
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 52333
مؤشر المستوى: 173
غزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond reputeغزاله القرشي has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
غزاله القرشي غير متواجد حالياً
رد: التفكير البلاغى عند العرب

المحاضرة الثانية...

العرب يعتنون بالبلاغة ومن قصر فيها انتقدوه ..
ويلقون عليه بعض المصطلحات التي تعد عيوباً في فصاحة الكلمة والشعر..
من ذلك: ماروي عن النابغة لما يزيد في القافية بعض الحركات فقالوا قد اقويت لما قال قصيدته المشهورة..

وبذات خبرنا الغراب الاسود ....

*القصيدة كانت مكسورة والاقواء من عيوب الشعر...

غير البيت بعد ماعابوه الى:
وبذاك تنعاب الغرب الاسود...
في العصر الجاهلي كلمات كانت تساق وهي محط عين الناقد...
يروىى عنهم الكثير من التشبيهات والاستعارات والاسجاع وغير ذلك من محسنات الكلام...
في هذة المحاضرة نتحدث عن:
العصر الاسلامي وماله من تأثير في علم البلاغة...

لاشك ان العرب لازالو في العصر الجاهلي والاسلامي يفكروا نفس التفكير...

وهذا العصر مهيء لنزول القرآن الكريم الذي فيه التحدي...

لابد ان يكونوا من افصح الفصحاء لكي يحصل هذا التحدي على اشده...

في العصر الجاهلي هناك تفكير ناقد وتفكير رفيع في الكلام على مستوى الكلمة او على مستوى الجملة او الجمل او القصيدة بأكملها.....

لماذا سميت معلقات ليست من فراغ انما اختيرت اختياراً دقيقاً..
كذلك مر بنا الحوليات وغير ذلك من الاسماء ...بعض القصائد التي تروى عن الشعراء...
قصيدة حسان بن ثابت :
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ، يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ
تسمى البتارة...

وعينية سويد بن ابي كاهل تسمى اليتيمة..
بَسَطَتْ رَابِعَةُ الْحَبْلَ لَنا فَوَصَلْنَا الْحَبْلَ منها ما اتَّسَعْ
*قصائد بلغت شأناً رفيعاً في الفصاحة..
في العصر الاسلامي هو من بدايته عصر الرسول ..نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعد البعثة كان يُعنى بالكلام الفصيح والخطب البليغة رفيعة المستوى ..وكان يشارك في كثير من المحافل ومايجتمع فيه العرب قريش في مكة من نوادي يكون فيها شيء من الخطب يؤيد ماكان صحيحاً وينتقدوا ماكان غير ذلك...

الرسول يروى عنه مواقف عديدة ..كان يجالس الصحابة ويستنشد الاشعار الجاهلية وكان في المدينة يستنشد الأوس والخزرج في اشعارهم القديمة ويطلقوا عليهم بعض الكلمات التوجيهية ..ف يؤيدوا منها ماكان حسناً وينتقدوا ماكان غير ذلك..
كذلك شعر امية بن ابي الصلت ..وقول الرسول فيه :
أسلم قلبه ولم يُسلم لسانه..
كان الرسول يهتم بفصاحة الكلمة ..وحيث سمع الرسول اعرابي أخطأ في كلامه فقال ارشدوا هذا فقد أظل ..
*وصف كلامه لما أخطأ بأنه انحراف عن الصواب...

الرسول كان يستمع الشعر ويؤيد منه ويُكافيء من احسن فيه...
استمع الرسول لقصيدة كعب بن زهير لما كان مُهدر الدم ..لكنه اسلم وجاء للرسول مُتخفياً وقال قصيدته الشهيرة..فيها استعطاف ومدح للرسول :
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
الى ان قال :
ان الرسول لنور يستضاء به – مهند من سيوف الله مسلول
فأيده الرسول وكافئه واهداه البردة ..لذا سميت قصيدته بالبردة...

أستمع الرسول للنابغة الجعدي ..
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال : أين المظهر يا أبا ليلى ؟ فقال الجنة ..حتى انهاها فقال لايفضض الله فاك ...ومن بركة دعاء النبي ان النابغة قد عاش مئة سنه لم يسقط له سن ..

صار في عهد الرسول حادثه ان شخصاُ قد ضرب امرأة حامل حتى سقط جنينها وأمر بدية للجنين تُسمى غُرة ..رجل من اهل المحكوم عليه قال كلام مسجوع ...هذا الكلام المسجوع لم يوافق الحكم الرباني لذلك انتقده الرسول وقال أسجعاً كسجع الكُهان...
الكلام لم يوافق الصواب لذا لم يكن محموداً..واستخدم لفظ السجع وهذا معروف الى عصرنا انه من المحسنات البديعية..

من المواقف التي أثرت في الأدب:
1/وجود القرآن الكريم.
لما نزل كان مُبهراً للعرب لذلك وقفوا صامتين امام هذا الاعجاز الباهر ..فلم يستطيعوا ان يعارضوه لا بسورة ولا ب عشر سو ولا ب آية ..
لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
لبيد بن أبي ربيعة كان شاعراً من ابلغ الشعراء وكانت له قصيدة هي من المعلقات تدل على رفعته وعلى عظم بلاغته..
يقول فيها:
الا كل شيء ماخلا الله باطلاً وكل نعيماً لامحالة زائل

لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذة القصيدة اصدق كلمة قالها شاعر كلمة لُبيد..
معناه حسن ولفظة حسن فوافق الحق لذلك ايده الرسول ..
لما اسلم لبيد امتنع عن قول الشعر مطلقاً فَ سُأل لماذا فقال لقد ابدلني الله به سورة البقرة ..
وهذة اشارة الى عظم القرآن الكريم..
ولم ينطق من الشعر مطلقاُ الا ماروي عنه :
الحمدلله الذي لم يأتيني أجلي حتى لبستُ من الاسلام سربالا

لما جاء القرآن كانت بلاغته اعظم بلاغة ..
لذلك كان الصحابة مهما نطقوا من البلاغة انما يستشفونها من القرآن الكريم..
نجد ان من عيوب الخطبة ان لايوجد بها شيء من القرآن ..
من جماليات الخطابة ان يوجد فيها آية من القرآن او اكثر...القرآن الكريم كما ابهر المسلمين ابهر الكفار ..كما يروى عن ابي سفيان وغيره من اهل قريش قبل ان يسلموا يحرصون على سماع القرآن سراً وعلانية ليستمتعوا بجمالة..
كما ان القران الكريم بلغ الغاية في البلاغة فهو القدوة لكل عربي ولكل مسلم من اول نزولة الى قيام الساعة...
نقتدي به في فصاحة الكلمة والجملة والعمل الأدبي بأكمله...
اعجاز منوع من جميع الجوانب لايدخله ريب ولا شك في أي جهة ..
والقرآن من ميزته انه لا يُقرأ مرة واحدة ليستخرج منه كأي عمل ادبي بل يقرأ اناء الليل واناء النهار ..فإن العلماء ينبهرون منه كلما كرروه...
القرآن مليء بالكثير من البلاغات منها التشبيهات والكنايات والاستعارات وغير ذلك من الامور البلاغية..
2/ كلام الرسول.
كلامة ليس ك كلام بقية الناس فقد اعطي جوامع الكلم فهو كلام منتقى فصيح ..فالرسول افصح من نطق بالضاد..
ايضاً كلام الرسول فيه من الايجاز ما يوافق هذا الكلام الذي وصفه الله بأنه وحيٌ يوحى ..كما قال الله عزّ وجل..( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
مايخرج من فم الرسول الا حق..فكلامه قد بلغ من الفصاحة مبلغاً عظيماً ..
اقوال كثيرة في وصف كلام الرسول:
1/كلام الجاحظ : هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجَلَّ عن الصَّنعة، ونُزِّه عن التكلف، وكان كما قال اللّه تبارك وتعالى: قل يا محمد: " وما أنا مِنَ المتَكلِّفين " ص:68، فكيف وقد عابَ التشديق، وجانب أصحاب التعقيب، واستعمل المبسوطَ في موضع البسط، والمقصورَ في موضع القصر، وهَجَر الغريبَ الوحشيَّ، ورغِبَ عن الهجين السُّوقيّ، فلم ينطِقْ إلا عن مِيراثِ حكمَةٍ، ولم يتكلَّم إلا بكلامٍ قد حُفَّ بالعصمة، وشُيِّد بالتأييد، ويُسِّرَ بالتوفيق، وهو الكلامُ الذي ألقَى اللّه عليه المحبّةَ، وغشَّاهُ بالقَبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبَيْن حُسنِ الإفهام، وقلّة عدد الكلام، مع استغنائه عن إعادته، وقِلّةِ حاجة السامع إلى معاوَدته، لم تسقط له كلمة، ولا زَلّت به قَدَم، ولا بارَتْ له حجَّة، ولم يَقُم له خَصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذُّ الخُطَبَ الطِّوال بالكلِم القِصار ولا يَلتمِس إسكاتَ الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتجُّ إلا بالصِّدق ، ولا يطلب الفَلْج إلا بالحق، ولا يستعين بالخِلابة، ولا يستعمل الموارَبة، ولا يهمِز ولا يَلْمِز، ولا يُبْطِيءُ ولا يَعْجَل، ولا يُسْهِب ولا يَحْصَر، ثم لم يَسْمع الناسُ بكلامٍ قَطّ أعمَّ نفعاً، ولا أقصَدَ لفظاً، ولا أعدلَ وزناً، ولا أجملَ مذهباً، ولا أكرَم مطلباً، ولا أحسنَ موقعاً، ولا أسهل مخرجاً، ولا أفصح معنًى، ولا أبين في فحوَى، من كلامه صلى الله عليه وسلم كثيراً.

والاخبار عن رسول الله كثيرة تدل على انه يعنى اشد العناية بتخيير الفاظة ..بل كان ينتقد من كانت كلماته واسماؤه غير موافقة للمقام بأن يغير كلمته او اسمه بما يناسب... غير الرسول اسم رجال كثير الى اسماء فيها فأل حسن بدل فأل الشؤم...فغير اسم رجل كان اسمه حرب..
سمع بعض الصحابة ينطق بقول خبثت نفسي فقال لا تقل بل قل لقست نفسي ..يدل على ان الرسول يعلم اصحابه كيف ينتقوا كلامهم ..
ايضاً الرسول له انتقادات وتوجيهات للشعر او تأييد لذلك ..
اهجهم وروح القدس معك,قوله ل حسان بن ثابت ..

3/ الخلفاء الراشدون:
كان عصرهم عصر فصاحة فلم يتأثر الكلام العربي الى ذلك الحين مع ان هناك من اسلم من العجم ولكن كان عددهم قليل لذلك لم تزل الفصاحة موجودة ..نجد الصحابة على العموم والخلفاء على الخصوص كانوا على فصاحة وبلاغة مامكنهم من ان يتكلموا بالخطب الفصيحة وكانت لهم مواقف قبل الاسلام وبعده ,لهم مراكز عليا في قبائلهم او في مكة ,فهم سُفراء قبائلهم آنذاك..
كانوا فصحاء ينتقوون كلامهم في خطبهم عند كل قبيلة واثبتوا عظم فصاحتهم...
ابو بكر::هو من كبار الخطباء المفوهين وكانو يستضيئون بخطب الرسول كما كانوا يستضيئون بالقرآن ,,فزاد كلامهم حسناً وجمالاً...


تابع.....