رد: تجمِيـعَ الاسئلهۃ..[واجبآت+اختبارات+منآقشآت]
هذا الحل وحطيه بوورد واكتبي سوال الواجب حق المعري وحطي هالجواب ..
--
ووصفَ الأماني في البيت الأول بالبياض. ليس لأن المعري يعقل هذا اللون، فقد حدثناأنه لا يعقل من الألوان إلاّ الحمرة، وإنما "لأنه رأى الناس يصفون الجميل بهذااللون، ويستبشرونه فيما لهم من النظم والنثر والحديث، وهو بعدُ يريد أن يصف أمانَيهبالحسن، وقد حفظ أن الظلامَ لونُه السوادُ الحالكُ إشارة إلى اليأس، وانقطاع الرجاءمن لذات الحياة، وسأل صاحبيه أن يعللاه بما عندهما من خيرٍ ليتلهى عن احتمال هذهالحياة المفعمة باليأس والقنوط"(16).
ثم يشبه في البيت الثاني الليلبالصبح لا في شيءٍ مادي بل فيما يمنع النفوس به من السرور والطمأنينة، ولفّعهبطيلسان أسودَ، كثيراً ما لفّعه به الناس قبله.
وثمة مقابلةٌ أخرى بينالحركة والسكون: حركةِ هذا الشباب الذي يتسابق إلى مسارح اللهو ركضاً في بهجةٍومسرةٍ، ثم سكونِ النجم الواقفِ في وجومٍ وحيرةٍ، والحيرةُ سبيلٌ إلى الأسى والحزنوإلى السكون والوجوم.
"
ثم ينقلنا معه إلى مقابلة أخرى بين الطفولة فيوداعتها القَريرة، وبين الشباب في فنونه الغريرة: طفولةِ القمر وهو في أول الشهرليدرج إلى تمامه في منتصف الشهر خطوةً خطوة، وقد اشتدت من حوله الظلمة بسوادإهابها، مزهوةً بأول شبابها وما هي فيه من قوةٍ وسطوة.
ثم يبدأ في وصفليلته هذه التي امتلكت مباهجها عليه مشاعَره، وطردت النومَ عن أجفانه، فيشبههابعروسٍ من الزنج قد أفاض عليها الشباب من غلوائه زيادة في التكوين، وحسناً فيالتقسيم، بحيث تزهو على أترابها، وقد حلّى جيدها بعقودٍ من اللؤلؤ! يريد بذلك تلكالأضواء المنبعثة من الكواكب هنا وهناك في صفحة السماء. وهنا تبدو براعةُ هذاالشاعر الرسام الفنان في قوله: "عروس من الزنج" ذلك أن هؤلاء القوم شديدو التعلّقبالطرب، حتى ليُضربُ بهم المثل "أطرب من زنجي".
وكما قلنا إنه لم تندّعنه لمحة، فنحن بعد ذلك أمام مشهدٍ رائعٍ من مشاهد الوداع، بين الهلال الذي أراد بهصورة فتى، والثريا التي أراد بها صورة فتاةٍ، وقد اعتنقا عناق الوداع. ذلك أنالثريا لا تمكث مع الهلال حين يهلُّ في أول ليلة إلاّ زمناً قصيراً ثم تغيب، وهميضربون المثل بهذا اللقاء الخاطف، فيقولون: "ما ألقاه إلاّ عداد الثريا منالقمر".
|