من هناك حيث حقول العلم أتيت بكلماتي أحملها لكم من بعد ثلاث سنوات من الزراعة ولازال وقت الحصاد لم يحن, هي محصلة صبر وتعب وآخرها ألم, لست هنا أشتم أو أحط من شأن أحد فمهما حدث سأظل ابنة ذلك المكان, ستبقى هي مكاني المفضل وتبقى روحي تحاول التمسك بها.
بالأمس وطأت قدماي أرضك من أوسع أبوابك فاتخذت لي مكانا بين أحضانك, من رحيق أزهارك ارتويت وأحرقت عافيتي لأجل رضاك. فبالرغم من المصاعب التي تضعينها في طريقي إلا أنني استمر بالمحاولات ولم أعلن الاستسلام يوما, بين جدرانك تعلمت الصبر ولم اعهد نفسي صبورة لهذا الحد. ماذا عساي أقول وأنا أجد قلمي عاجز عن النزف, فأمامك يا مكملتي عجزت عن التعبير لشدة صدمتي. إن أتيتك راجية اطلب عفوك أعرضتِ عني, ولم توافقي حتى على رؤيتي أو سماع كلماتي, وكنتِ انتِ تعدينني بالوقوف إلى جانبي. أين ذهب كل جهدي وتعبي. أم أن ذلك كله يعتبر مجرد ورقه ضاعت في زحام الطرقات, كل طلباتك مجابه وان خسرت راحتي فلأجلك أبقى ساهرة ليلي مودعة وسادتي مستقبلة كتبي ومجلداتي, أذقتني أنواع العذاب بكل صمت وأنا ضاحكة حتى الهستيريا عرفتها بسببك, إن كان ما يسمى presentation أو حتى assignment أبعدني عن أحبتي وقض مضجعي واختطف النوم من عيني, وان طلبتي يا معذبتي attendance أعطيتك دون كلل أو ملل. كل هذا ياقارئ خطي دون مقابل ولم اندب حظي. أجدك اليوم تضعين مصيري في يد من هو بعيد عني ولا اعرفه ولا يعرفني وتقولين ليس بيدي سبيل لمساعدتك. احترت في أمرك وضاعت روحي بين قوانينك وأنظمتك. في لحظة يصبح المسموح ممنوعا والممنوع لازال على حاله ونظل ننتظر تغيير المحال. أحكام تصدرينها فتعجز طاقاتنا على مسايرتها, تريدين مني التخلي عن فرصة استراحتي الوحيدة لأجل زيارتك متناسية كل احتياجاتي فقط لأجل مقولة اعتدنا على سماعها (الخير يخص والشر يعم) أنا يا معذبتي من الذين داوموا 12ساعة ولست ممن كان متواجدا لثمان ساعات ولم اعترض ولم انطق بحرف, أنا من اتبعت قوانين الحضور والالتزام بالمواعيد ولست ممن تأخرن ربع ساعة أو خرجن قبل ساعة, أنا من أنجزت أوراقي في وقت قياسي ولست ممن وصلت إلى النهاية بأوراق مبعثرة تطلب شيئا من الوقت, أنا من أنجز جميع الواجبات أنا من ساعد الطالبات ولست ممن لاتهمهن سوى أنفسهن وعلاقات المصلحة, أنا ضوء ولم ينطفئ برغم محاولاتك لإخماده, وبعد كل فنون الضغوط والحرمان تطلبين الالتزام والمديح أمام الناس.
بالأمس أردتِ مني حضورا ومشاركه واليوم أجد نفسي مع من لا تضع لكي اعتبارا في مكانة واحده فأي جرم أجرمته وأي ذنب أذنبته وأنت كلما أمرتني أتيتك طائعة. لست أمدح أو أرفع من شأني فمكانتي مرفوعة بين أحبتي وان شئتِ أن تتأكدي فقط اسألي عن ضوء القمر.