المحاضرة السابعة
النقاط الأساسية:
- مقدمة.
- تعريف طريقة خدمة الجماعة.
- أهداف طريقة خدمة الجماعة.
- عناصر طريقة خدمة الجماعة.
مقدمة:
ظهرت طريقة خدمة الجماعة نتيجة للعديد من الحركات الاجتماعية في نهاية القرن التاسع عشر كالاتحادات والجماعات التقليدية والراديكالية في مجال السياسة والتي أدت إلى ظهور مؤسسات ذات علاقة بالخدمة الاجتماعية والتي كانت تضم جماعات الشباب ومنها أندية الصبية والمحلات الاجتماعية.
وفي عام 1935 اعترف المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية بطريقة خدمة الجماعة وفي عام 1936 نشأت الجمعية الأمريكية لدراسة الجماعة والتي عرفت بعد ذلك بالجمعية الأمريكية لأخصائي العمل مع الجماعات.
تعريف طريقة خدمة الجماعة:
تعددت تعريفات طريقة خدمة الجماعة ومنها تعريفها بأنها أحد مناهج الخدمة الاجتماعية التي تساعد الأفراد لتزيد من أدائهم الاجتماعي عن طريق الخبرات الجماعية للعمل على مواجهة مشكلاتهم الشخصية والجماعية والمجتمعية بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية.
وعرفها أنيس عبد الملك بأنها طريقة وعملية للعمل مع الأفراد في جماعات داخل مؤسسة اجتماعية وبتوجيه رائد عن طريق برنامج يتفق وحاجات أعضاء الجماعة وقدراتهم وميولهم.
كما عرفها محمد شمس الدين أحمد بأنها طريقة يتضمن استخدامها عملية بواسطتها يساعد الأخصائي الأفراد أثناء ممارستهم لأوجه نشاط البرنامج في الأنواع المتعددة من الجماعات في المؤسسات المختلفة كأفراد وكجماعة ويساهمون في تغيير المجتمع في حدود أهداف المجتمع وثقافته.
وبتحليل هذا التعريف يمكن استخلاص التالي:
1- خدمة المجتمع طريقة أي أنها تعتمد على المنهج العلمي بما يشمله من المعرفة والفهم والمبادئ والمهارات.
2- هذه الطريقة يتضمن استخدامها عملية فهي تعتمد أيضا على سلسلة من الخطوات والإجراءات يمارسها الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع الجماعة.
3- استخدام البرنامج بما يتضمنه من أنشطة متنوعة كوسيلة لمساعدة الأفراد الذين انضموا إلى الجماعة لممارستها.
4- هناك أنواع متعددة من الجماعات كالجماعات الإجبارية والاختيارية تمارس في مؤسسات متنوعة سواء لتحقيق هدف أولي أو ثانوي.
5- تسعى الطريقة إلى تحقيق غرض ثلاثي يتمثل في نمو الفرد ونمو الجماعة والمساهمة في تغيير المجتمع.
6- الأخصائي الاجتماعي عنصر أساسي من عناصر ممارسة الطريقة حيث يعمل في حدود أهداف المجتمع وثقافته وقيمه.
أهداف طريقة خدمة المجتمع:
أولا- أهداف مرتبطة بالفرد كعضو في جماعة:
تسعى خدمة الجماعة إلى مساعدة الفرد في تحقيق العديد من الأهداف كما يلي:
1- إشباع الحاجات النفسية كالحاجة إلى الأمن والحب والتقدير، والحاجات الاجتماعية كالانتماء والحصول على المكانة وغيرها.
2- اكتساب الخبرات التي تساعده على التفاعل مع الآخرين.
3- إتاحة الفرص المناسبة للتعبير عن آرائه ومشاعره.
4- تنمية قدرات الفرد الذاتية والتدريب على استخدامها.
5- تنمية الجانب المهاري، مما يسهم في تدعيم الجوانب التنموية لدى العضو.
6- تنمية مهارات الإصغاء والتحدث والملاحظة خلال مواقف الحياة الاجتماعية.
7- تعديل واكتساب وتغيير الاتجاهات.
ثانيا- أهداف مرتبطة بالجماعة ككل:
تسعى الطريقة إلى تحقيق أهداف بالنسبة للجماعة باعتبارها وحدة واحدة وتتمثل فيما يلي:
1- التعرف على قدرات وإمكانيات الجماعة واكتشافها واستخدام هذه القدرات بما يفيد الجماعة والمؤسسة والمجتمع.
2- استخدام الجماعة كأداة للوقاية من العديد من الأمراض الاجتماعية كالانحراف والتدخين والإدمان.
3- مشاركة الجماعة في تنمية المجتمع من خلال المشاركة في المجالات المختلفة بالمجتمع كمجال خدمة البيئة والتطوع وغيرها.
4- مساعدة الجماعة كوحدة قائمة بذاتها على النمو والنضج وتحقيق أهدافها الأمر الذي يؤدي إلى نمو المجتمع وتطوره وهذا يتم من خلال تقوية العلاقات الإنسانية بين أعضائها واستثارتهم للمشاركة في المناقشات الجماعية التي تسهم في حل المشكلات التي قد تعترضهم.
5- تنمية الحياة الديمقراطية في الجماعة حيث أن الأسلوب الديمقراطي أفضل الأساليب ويحتاج إلى تدريب.
ثالثا- أهداف خدمة الجماعة المرتبطة بالمؤسسة:
1- استخدام الجماعة لتحقيق هدف المؤسسة بما تتضمنه من شروط وقواعد وأغراض تسعى إلى تحقيقها.
2- ممارسة خدمة الجماعة في المؤسسة يساعدها على تحقيق أهدافها فكل مؤسسة تتبنى هدفا معينا تسعى إلى تحقيقه ومنها الوقاية من الانحراف وحل المشكلات والإعداد للحياة والإصلاح والعمل الاجتماعي والتأهيل.
3- ممارسة خدمة الجماعة بالمؤسسات قد تؤدي إلى جذب المزيد من الأعضاء للاستفادة من خدمات المؤسسة وبالتالي تأثير مادي ومعنوي على المؤسسة نفسها.
4- ممارسة خدمة الجماعة في المؤسسة قد تحقق للمؤسسة مكانة وقيمة اجتماعية بالمجتمع من خلال ما تحققه الجماعة من أدوار خلال الأنشطة التي تمارسها بالمؤسسة.
رابعا- أهداف خدمة الجماعة المرتبطة بالمجتمع:
تهدف خدمة الجماعة إلى تحقيق أهداف تتعلق بالمجتمع المحيط بالمؤسسة التي تمارس بها كما يلي:
1- ممارسة خدمة الجماعة تسهم في تنمية روح الولاء والانتماء للمجتمع.
2- استثمار وقت فراغ الأفراد والجماعات بما يعود عليهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه بالنفع.
3- ممارسة خدمة الجماعة تسهم في توصيل ونقل ثقافة المجتمع للأعضاء والعمل على تعديل بعض الجوانب غير المرغوب فيها وذلك بتوجيه من الأخصائي الاجتماعي.
4- تسهم ممارسة خدمة الجماعة في المشاركة في المشروعات المجتمعية التي تحقق التنمية كالمشروعات التطوعية ومشروعات الخدمة العامة.
5- توجيه أعضاء الجماعة لمتابعة التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تطرأ على المجتمع.
6- المساهمة في مواجهة مشكلات المجتمع والنهوض به ومن هذه المشكلات الانحراف والإدمان والمشكلات التي تعوق التنمية الاقتصادية كمشكلات الزيادة السكانية والبطالة وغيرها.
عناصر طريقة خدمة الجماعة:
تتضمن عناصر الطريقة كل من الفرد كعضو في الجماعة، والجماعة، والبرنامج، وأخصائي خدمة الجماعة، والمشرف، والمؤسسة، والمجتمع.
1- عضو الجماعة:
هو الفرد الذي ينضم إلى الجماعة برغبته أو بطريقة إجبارية ويشترك في برامجها ويلتزم بشروطها. ولكل عضو شخصيته المتميزة والأخصائي يقوم بمساعدة كل عضو عن طريق الخبرات الجماعية داخل الجماعة بالشكل الذي يساعده على النمو ومواجهة المشكلات الشخصية التي تعوق أدائهم الاجتماعي.
:2- الجماعة
الجماعة وحدة تتكون من ثلاثة أشخاص أو أكثر تربطهم علاقة غير رسمية يحاولون إشباع احتياجاتهم من خلال الارتباط الاجتماعي بينهم. ويجب أن يتوفر بالجماعة الخصائص التالية:
- أن يكون هدفها معلنا لجميع الراغبين في الانضمام إليها من الأعضاء.
- وجود سمات مشتركة بين الأعضاء في المستويات الثقافية والعمرية والصحية والاجتماعية وهو ما نطلق عليه تجانس الجماعة.
- وجود تنظيم وظيفي للجماعة يتمثل في أدوار ومسئوليات محددة لكل عضو.
- تتميز بتكوين علاقة مهنية بين أخصائي خدمة الجماعة والأشخاص المكونين لها وعلاقات بين الأعضاء بعضهم البعض داخل الجماعة.
- موعد محدد لممارسة البرنامج المتفق عليه من قبل الجماعة.
3- أخصائي خدمة الجماعة:
هو شخص معد إعدادا مهنيا يمكنه من ممارسة أدواره في مساعدة الجماعة وأعضائها على النمو والتغير ولابد أن يتصف بما يلي:
- لديه معرفة تامة بطريقة خدمة الجماعة وعملياتها ومبادئها.
- لديه خبرة ومهارة في ممارسة الطريقة بميادين الممارسة المهنية.
- القدرة على إقناع الآخرين بأهمية الطريقة ودورها في المجتمع.
- الحرص على الارتقاء بالتخصص والمهنة.
القدرة على فهم سلوك الأفراد والجماعات والتخطيط لإشباع احتياجات الأفراد في الجماعات واحتياجات الجماعات أيضا.
4- البرنامج:
البرنامج هو كافة الأنشطة والعلاقات التي تتكون بين الأعضاء والجماعة والأخصائي من أجل الوصول إلى مكونات ثقافية ونفسية واجتماعية تؤثر في نمو الفرد والجماعة.
5- المشرف:
هو شخص مهني ذو خبرة ومهارة وقدرة على توجيه الآخرين من المتطوعين أو طلاب الخدمة الاجتماعية أو الأخصائيين الاجتماعيين لمساعدتهم على النمو وتحسين الأداء لهم في تعاملهم مع العملاء.
6- المؤسسة:
تمارس خدمة الجماعة في العديد من المؤسسات كالأندية الشعبية ومؤسسات الترويح والمدارس والمؤسسات الاجتماعية والمستشفيات وتختلف كل منها عن الأخرى من حيث الغرض.
7- المجتمع وثقافته:
بقدر معرفة الأخصائي الاجتماعي للمجتمع المحلي الذي توجد فيه المؤسسة والعوامل المختلفة التي تؤثر فيها تكون مساعدته للجماعة على تحقيق أغراضها التي تتماشى مع قيم وثقافة المجتمع المحلي.
المحاضرة الثامنة
النقاط الأساسية:
- مبادئ طريقة خدمة الجماعة.
- عمليات طريقة خدمة الجماعة.
مبادئ طريقة خدمة الجماعة:
تقوم خدمة الجماعة على مجموعة من المبادئ ويجب على الأخصائي الممارس للطريقة ألا يلتزم فقط بهذه المبادئ ولكن يعرف ويؤمن بالفلسفة التي قامت عليها. وتتحدد هذه المبادئ فيما يلي:
1- مبدأ تكوين الجماعة على أساس مرسوم:
يجب أن يراعى عند تكوين الجماعة أن تتم هذه العملية على أساس مخطط فهي ليست عملية عشوائية أو ارتجالية، حيث أن الجماعة هي الوحدة الأساسية التي بواسطتها يستطيع الأخصائي مساعدة الأعضاء على النمو وتحقيق الأهداف وكي يتحقق ذلك يراعى عند تكوين الجماعة أن تكون متجانسة من حيث الأعمار والمستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية وكذلك الجوانب الثقافية والشخصية وتشمل العادات والقيم والتقاليد والأهداف.
وعلى الرغم من أهمية التجانس إلا أنه من الأفضل وجود قدر من الاختلاف في الجماعة وهذا ما أوضحه العالم (فريتز ريدل) في قانون المسافة الأنسب والتجانس النسبي حيث أكد أن الجماعة لابد أن تحظى بقدر كبير من التجانس مع وجود نسبة قليلة من الاختلاف، فالتجانس لضمان استقرار الجماعة أما القليل من الاختلاف لضمان حيوية الجماعة ونشاطها.
2- مبدأ تكوين علاقة مهنية بين الأخصائي والجماعة:
أساس العلاقة المهنية بين الأخصائي في خدمة الجماعة والجماعة هو تقبل الأخصائي للأعضاء كما هم لا كما ينبغي أن يكون عليه سلوك هؤلاء الأعضاء. وترتكز العلاقة المهنية على ثلاثة مكونات (جوانب) وهي: ثقة متبادلة بين الأخصائي والجماعة، وبينه وبين كل عضو من أعضائها، وحرية متبادلة، واحترام متبادل. وأن يؤمن الأخصائي أن العلاقة المهنية بينه وبين الجماعة تتم في حدود المؤسسة وبالقدر الذي يتلاءم مع هدف المؤسسة وقوانينها ولوائحها.
3- مبدأ الأهداف المعينة:
هناك ثلاثة أنواع من الأهداف: أهداف خاصة بالأخصائي، وأخرى خاصة بالأعضاء، وثالثة خاصة بالمؤسسة. وهناك أهداف قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى. ويسلم هذا المبدأ بأن الجماعة والمؤسسة والأخصائي وحدة واحدة تعمل متضامنة مع بعضها لتحقيق أهدافها. وعلى الأخصائي أن يساعد الأفراد والجماعات لمعرفة حدودهم وإمكانياتهم وأهدافهم.
4- مبدأ الدراسة المستمرة:
يتدخل الأخصائي الاجتماعي لمساعدة الأعضاء والجماعات مهنيا ولتقديم أي مساعدة يجب عليه دراسة وحدات الدراسة سواء الفرد أو الجماعة أو المؤسسة وهو في ذلك يؤمن بمبدأ التغير والاختلاف فالفرد والجماعة دائما في تغير وعلى الأخصائي أن يكون على معرفة بهذا التغير حتى يمكنه مساعدة الجماعة وأعضائها عن طريق برنامج يقابل حاجاتهم ورغباتهم المتغيرة وذلك بالدراسة المستمرة عن طريق الأسئلة والملاحظة والإصغاء واستخدام النظريات العامة وغيرها من الوسائل.
5- مبدأ التفاعل الجماعي الموجه:
التفاعل هو المصدر الأول للحيوية بين الأعضاء والجماعة وبينهم وبين الأخصائي. فالتفاعل هو شبكة من العلاقات المتبادلة بين الجماعة والأعضاء والأخصائي.
والتفاعل قد يكون تفاعلا جماعيا إيجابيا كالتعاون والتكيف والتوافق، وقد يكون تفاعلا جماعيا سلبيا كالصراع والشلل والتنافس السلبي.
وعلى الأخصائي أن يعمل على زيادة التفاعل والإكثار منه بين أعضاء الجماعة وذلك لأهميته البالغة إذ لا تتم عملية نمو الجماعة والأعضاء إلا من خلال التفاعل ويتمثل دور الأخصائي فيما يلي:
1- تشجيع الأعضاء على التفاعل وخاصة الأعضاء المنطوين.
2- تشجيع الأعضاء على التكيف داخل الجماعة.
3- تحويل التفاعل السلبي إلى إيجابي.
4- لا يتدخل في تفاعل الجماعة إلا عند اللزوم.
5- يطلق العنان لتفاعل الأعضاء.
6- مبدأ الديمقراطية وحق تقرير المصير:
الديمقراطية هي أسلوب الحياة الذي يحدد أفعال واستجابات الأفراد أثناء حياتهم الجماعية. ومن المهم الإشارة إلى نقطتين مهمتين:
أ- قوة العضو: فكل عضو بالجماعة يملك قدرات وإمكانيات تساعده على حل مشكلاته ومهما كانت قوة العضو أو ضعفه فهو يتحمل مسئولية حياته وبالتالي فالأخصائي بالنسبة للعضو هو شخص مساعد ولابد من إيمانه بذلك حتى لا يسيطر على الجماعة أو الأعضاء بداخلها.
ب- حق تقرير المصير: وهو من المستلزمات لنمو الأفراد. ويتطلب هذا الحق وجوب مساعدة الجماعة على تحديد وتقرير أوجه النشاط الواجب القيام بها وذلك بمساعدة أخصائي الجماعة. وواجب الأخصائي هنا هو مساعدة الجماعة أن تقرر بنفسها ما تراه كما يتيح لها الفرصة لممارسة النظام الديمقراطي.
7- مبدأ التنظيم الوظيفي المرن:
أحد أعمال الأخصائي هو مساعدة الجماعة على وضع تنظيم وظيفي يمكنها من وضع وتنفيذ برامجها وتحقيق أغراضها. ويتكون التنظيم من: اسم الجماعة وشعارها ونظام العضوية وأدوار الأعضاء ومسئولياتهم داخل الجماعة ودستور يحدد قواعد ولوائح الجماعة. ويجب أن يكون التنظيم مرنا بمعنى أن يكون قابلا للتمدد والانكماش حسب الحاجة الفعلية للجماعة بحيث لا يكون هناك مغالاة في حجم التنظيم كما لا يكون هناك قصور في حجمه.
8- مبدأ الخبرات التقدمية التي يتيحها البرنامج:
يعتبر البرنامج أحد الوسائل الأساسية لمساعدة الجماعة على النمو والتقدم المرغوب فيه ولتحقيق هذا النمو لابد أن تتناسب الخبرات التي يوفرها البرنامج مع مستوى حاجات ورغبات الأعضاء وخبراتهم السابقة. ويجب أن يكون دور الأخصائي في البرنامج هو مساعدة الجماعة على وضع برامجها وتنفيذها وألا يفرض عليها برنامجا معينا.
9- مبدأ استغلال الموارد:
ينبغي استغلال الموارد سواء المادية الموجودة بالمؤسسة أو المجتمع المحلي أو البشرية التي تتمثل في الأعضاء والجماعة حيث لكل عضو بالجماعة قدرات وإمكانيات ومواهب وكي يتحقق ذلك يجب أن يكون الأخصائي عل دراية بكافة المعلومات عن مصادر البيئة، بالإضافة إلى وجود تعاون بين الأخصائي والمؤسسة من جهة وبينه وبين مؤسسات المجتمع من جهة أخرى.
10- مبدأ التقويم:
التقويم هو تحديد القيمة الفعلية للتغيرات التي تصاحب الجهود المبذولة في النواحي المتعلقة بالعمل مع الجماعات. وهو عملية ضرورية ووسيلة لتحقيق أهداف خدمة الجماعة حيث لا تنمو الجماعة إلا عن طريق كشف الأخطاء وإصلاحها.
ويشترك في عملية التقويم كل من الأخصائي والجماعة والمؤسسة، كما لا يقتصر التقويم على جزء واحد من مقومات العمل مع الجماعة ولكن يشمل جميع المقومات.
عمليات طريقة خدمة الجماعة:
1- عملية البت في قبول الأعضاء:
هي عملية اتخاذ قرار من قبل الأخصائي الاجتماعي بقبول أو رفض عضو من الأعضاء وتتم هذه العملية في بداية تكوين الجماعة أو حينما يريد أحد الأعضاء الانضمام إلى الجماعة بالمؤسسة. وخلالها يتعرف العضو الجديد على خدمات المؤسسة وأهدافها وبرامجها ولوائحها حيث يشرح الأخصائي للأعضاء الجدد كل المعلومات الخاصة بالمؤسسة والجماعة خلال المقابلات الفردية أو الجماعية التي تعقد لهذا الغرض.
2- عملية التعاقد:
هي اتفاق مبدئي بين الأخصائي والأعضاء أو بين الأعضاء بعضها ببعض وهذه العملية تبنى على ما تم في العملية السابقة من علاقة قائمة على الثقة والحرية والاحترام. ومضمون عملية التعاقد هو كتابة لائحة أو دستور للجماعة يحدد لها مواعيد الاجتماعات ومكانها واسم الجماعة وأدوار الأعضاء...إلى آخره ولابد من توافر شروط لإنجاح التعاقد من أهمها اشتراك أكبر عدد من الأعضاء في وضع لائحة الجماعة وأن يكون العقد مرنا وقابلا للتعديل.
3- عمليتي الدراسة والتشخيص:
تعتمد طريقة خدمة الجماعة على عملية الدراسة والتي تتم من خلال جمع الحقائق عن الأعضاء بالجماعة ومن وسائلها الاستعانة بالنظريات العامة لتفسير سلوك عضو الجماعة والإصغاء والتجاوب سواء مع الأفكار أو الآراء أو المشاعر الخاصة بالأعضاء مما يسهم في نمو العلاقة بين الأخصائي والأعضاء بالجماعة. أما عملية التشخيص فتعني تحليل هذه الحقائق والربط فيما بينها تمهيدا لوضع خطة للتدخل المهني.
4- عملية المساعدة:
من خلال هذه العملية يصل الأخصائي إلى نتائج الجهود التي تمت في العمليات السابقة. وتعتمد هذه العملية على مهارات الأخصائي وقدراته في التعامل مع المواقف وهي ترتكز على:
- حب الأعضاء:
ويعني قبول الأعضاء كما هم وهذا يساعد في تكوين العلاقة المهنية.
- وضع الحدود لسلوك الأعضاء:
فالأخصائي يجب أن يضع الحدود لسلوك العضو المسيطر أو العدواني حتى يستطيع مساعدة الجماعة على النمو.
بالإضافة إلى وضع الحدود لسلوك الجماعة ككل وذلك في حالة وجود شلل بالجماعة أو حينما تتخذ الجماعة قرارا مخالفا لمعايير المؤسسة.
المحاضرة التاسعة
النقاط الأساسية:
- تطور طريقة تنظيم المجتمع.
- تعريف طريقة تنظيم المجتمع.
- أهداف طريقة تنظيم المجتمع.
تطور طريقة تنظيم المجتمع:
طريقة تنظيم المجتمع إحدى طرق الخدمة الاجتماعية التي تتعامل مع المجتمع ككل بما يتضمنه من أجهزة ومؤسسات وأنظمة فهي لا تقدم خدمات مباشرة للأفراد والجماعات ولكنها تسعى للتنسيق بين المؤسسات التي تهتم بتقديم الخدمات.
وكان بداية ظهور هذه الطريقة في القرن التاسع عشر نتيجة لظهور حركة الإصلاح الاجتماعي التي أعقبها ظهور الكثير من الهيئات الاجتماعية الأمر الذي أدى إلى ضرورة التنسيق بين هذه الهيئات وظهرت جمعية تنظيم الإحسان عام 1896 وهي أول الهيئات التي قامت للتنسيق بين الجمعيات.
وفي عام 1909 أنشئ مجلس لتنسيق الخدمات في الولايات المتحدة الأمريكية. ثم ظهرت فكرة الاتحادات التي تضم مندوبين عن الهيئات التي تعمل في ميدان واحد واهتمت هذه الهيئات بتنسيق الخدمات الاجتماعية في الميادين المختلفة كما قامت برسم الخطط ودراسة الموارد الموجودة في المجتمع لاستثمارها في تقديم الخدمات.
وظهرت الطريقة فعليا عام 1946 نتيجة لاستفادة المختصين والمهتمين بهذا المجال بالدراسة والاستفادة من نتائج البحث العلمي حيث تم الاعتراف المجتمعي بها عندما أقرتها الهيئة القومية للخدمة الاجتماعية.
وتوالى تطور الطريقة بدءا من مرحلة التنسيق ثم التخطيط ثم التنمية كما تمارس الطريقة سواء على المستوى القومي أو المستوى المحلي بهدف تلبية احتياجات المواطنين من خلال استثمار قدراتهم.
تعريف طريقة تنظيم المجتمع:
تعددت تعريفات طريقة تنظيم المجتمع ومنها:
تعريف هدى بدران:
هي طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية يستخدمها الأخصائي الاجتماعي للتأثير في القرارات المجتمعية التي تتخذ على جميع المستويات لتخطيط وتنفيذ برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
تعريف عبد المنعم شوقي:
طريقة للخدمة الاجتماعية يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون والمتطوعون من الشعب المتعاونون معهم لتنظيم الجهود المشتركة حكومية وأهلية وفي مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة أو التي يمكن إيجادها لمواجهة الحاجات الضرورية وفقا لخطة مرسومة وفي حدود السياسة الاجتماعية للمجتمع.
ويعرف إبراهيم رضا طريقة تنظيم المجتمع إجرائيا كما يلي:
1- طريقة تنظيم المجتمع هي طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية التي تتعامل مع المجتمعات فالوحدة الأساسية التي تركز عليها الطريقة هي المجتمع.
2- تنظيم المجتمع طريقة وتعني أنها تسير على أساس منهجي قائم على الدراسة العلمية بدءا من دراسة الموقف ثم وضع خطة العمل وتنفيذها على أسس علمية.
3- تنظيم المجتمع عملية مدروسة مستخدمة في سبيل ذلك الدراسة العلمية في التقييم لضمان الحصول على نتائج موضوعية.
4- يمارسها أخصائيون متخصصون معدون لذلك يطلق على من يمارسها المنظم الاجتماعي.
5- تتعامل مع المجتمعات باستخدام التخطيط بغرض توجيه التغير الاجتماعي بتلك المجتمعات للتغلب على مظاهر التفكك الاجتماعي.
6- توجيه التغير يتضمن أهدافا فرعية تتمثل في زيادة موارد وإمكانيات المجتمع وإيجاد مؤسسات اجتماعية جديدة وزيادة تعاون المؤسسات الاجتماعية القائمة والتخطيط للوقاية من حدوث التفكك الاجتماعي.
7- تركز الطريقة في الدول النامية على الأهداف الإنمائية التي تؤدي إلى زيادة موارد وإمكانيات المجتمع ويليها في الأولوية الأهداف الوقائية ثم الأهداف العلاجية.
8- هذا التقسيم عرضة للتغير حينما يحدث تغير في السياسة الاجتماعية العامة للمجتمع.
9- تركز الطريقة على رأس المال البشري بحيث تعمل على إشراكهم للعمل في خدمة مجتمعاتهم والتأثير عليهم وتغييرهم خلال الممارسة بالإضافة إلى النهوض والارتقاء بهم.
10- الطريقة لا تتعامل فقط مع التغير الاجتماعي ولكن في جوهرها تعمل على إعداد المواطنين كي يكونوا هم رسل التغيير.
أهداف طريقة تنظيم المجتمع:
الهدف الرئيسي لطريقة تنظيم المجتمع ينحصر في إحداث التغييرات المقصودة في البشر كي يستطيعوا مواجهة ما يعانونه من احتياجات ومشكلات.
وتحقيق هذا الهدف يعتبر وسيلة ضرورية للمساهمة في تنمية المجتمع التي يمكن عن طريقها تحسين أحوال المجتمعات وإحداث التغييرات المقصودة لصالح الناس وتحسين مستواهم الاقتصادي والاجتماعي.
وهناك وجهات نظر عديدة في تحديد الأهداف الفرعية لطريقة تنظيم المجتمع منها وجهة نظر عبد الحليم رضا
ويرى أن الهدف العام لطريقة تنظيم المجتمع هو توجيه التغير الاجتماعي للمجتمعات للتغلب على مظاهر التفكك الاجتماعي وللحفاظ على استمرار وحدة المجتمع وسلامة كيانه.
وتنقسم الأهداف الفرعية إلى:
أهداف معنوية: وهي الأهداف الخاصة بعملية تنظيم المجتمع أي الأهداف التي تتعلق بالتغييرات الاجتماعية المقصودة في البشر أنفسهم. وأول من نادى بهذه الأهداف هو (روس) حيث يرى البعض أن الغرض الأساسي لتنظيم المجتمع ليس تنفيذ مشروع معين حتى لو تم ذلك فعلا وليس التخطيط لمعالجة مشكلة معينة حتى إذا احتاج الأمر لذلك لكن الغرض الرئيسي هو تشجيع المجتمع على تحديد مشكلاته واتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة تلك المشكلات.
وتختص تلك الأهداف بالعمل على تنمية قدرات أهالي المجتمع حتى يستطيعوا حل مشكلاتهم بأنفسهم على أن يتم ذلك من خلال التجارب التي يمارسونها معا للعمل على حل المشكلات التي يواجهونها.
أي أن الهدف هو التغير البشري الذي يتم من خلال مشاركة أبناء المجتمع في عمليات تنظيم المجتمع وما يكتسبونه من خبرات تساعدهم على مواجهة المشكلات في المستقبل.
ب- أهداف مادية:
وهي الأهداف التي تسعى الطريقة لتحقيقها فيما يتعلق بمساعدة المجتمعات على إشباع احتياجاتها وحل مشكلاتها مثل ردم بركة أو رصف طريق أو إنشاء مصنع أو مدرسة وما إلى ذلك من مشروعات تخدم المجتمع.
وفي النهاية نجد أن الفصل بين الأهداف المادية والمعنوية يتم فقط لغرض الدراسة فالهدفان يتحققان معا ولا يمكن تحقيق هدف بمعزل عن الآخر.
يتبع...