خرجت بعد صلاة العصر وأنا في مدينة الطائف والجو يحرض حتى الحجارة على ان تتدحرج طربٍ ..تركت الكافي ينفث أنفاسه كأنه ثغر قتله الشوق لهفة على التقبيل ..وأدرت المسجلة فصدحت فيروز فايق يا هوى..فأقلعت... بعد ان وهنت قوة الجاذبية بتشبثها وأنا في طريقي فإذا برجل في أواخر الخمسينيات ملتحي يؤشر على الطريق فتوقفت وأركبته معي ..وبادرت بان قلت له عذرا لن اسكت صوت فيروز ولا حتى املك القدرة على اخفاضه ..ففاجأني بان قال ..وهو مصري أصيل جدا ...يا بُني النفوس تصدأ ولا يزيل الصدأ الا ساعة طرب أصيل.. فغص الكافي بلهفته وشهقت فيروز بنبرتها وأنا أصابتني الحيرة ..!
وفائق يا هوى اهديها الى ذلك الرجل الجمييييل الذي لم استطع ان أنسى تلك اللحظة التي أزحنا سويا بها الصدأ