رد: اسئله لمادة تاريخ الدوله العباسيه
2-أذكر معالم الدور الثاني للدولة العباسية؟
الدور الثاني
أما الدور الثاني فقد بدأ منذ سنة 127هـ حينما اتخذت الدعوة طريقا ايجابيا .وانتقلت إلى دور الكفاح المدجج بالسلاح. وقد تولى القيادة في هذا الدور العملي رجل من دهاة السياسة وعباقرة الحروب وهو (أبو مسلم الخراساني)وقد تجمعت مع هذا القائد جموع المستجيبين للدعوة الجديدة فأهاب بهم إلى الكفاح والعمل وخاطبهم قائلا : ( أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسباب الظفر. وأكثروا ذكر الضغائن فإنها تبعت على الإقدام .والزموا الطاعة فإنها حصن المحارب ) ثم عقد لقواده الألوية وهو يتلو قوله تعالى (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)) وحين أحرز عدة انتصارات خاف ( نصر بن سيار) عامل الدولة الأموية في خراسان .فكتب إلى الخليفة (مروان بن محمد) يعلمه حال أبي مسلم وخروجه وكثرة أتباعه وأنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد ). وختم كتابه بتلك الأبيات المشهورة
أرى تحت الرماد وميض جمر ويـوشك أن يكون له ضـرام فإنّ الـنار بـالعود بـن تـذكى وإن الحرب ّمبدؤُهُا كــــلام فإن لم يـطفـها عقلاء قوم يكون وقودها جثـــث وهام أقول من التعجب ليت شعـري أأيقاظ أميّة أم نيــــــام فإن يك أصبحوا وثووا نـيـاما فـقـل قـوموا فـقد حان القيام فلما وصل كتابه إلى (مروان بن محمد) كتب إلى عامله (بالبلقاء) يأمره بأن يسير إلى الحميمة فيأخذ (إبراهيم بن محمد) فيشده وثاقا ويرسل بهإليه .فأتى بإبراهيم إلى (مروان بن محمد) فلما دخل عليه قال: ما هذه الجموع التي خرجت بخراسان تطلب لك الخلافة؟ قال له إبراهيم: مالي بشيء من ذلك علم فان كنت إنما تريد التجني علينا فدونك وما تريد. ثم بسط لسانه على مروان فأمر به فحبس ثم قتل بعد زمن يسير. وكان إبراهيم بن محمد قد أوصى قبل وفاته أبا مسلم الخراساني فقال له ( وان استطعت ألا تدع بخراسان لسانا عربيا فافعل)
ولما قتل (إبراهيم بن محمد بن علي) خاف أخواه (أبو جعفر وأبو العباس) على نفسيهما فخرجا من الحميمة هاربين نحو العراق ولما بلغ (أبا مسلم الخراساني) قتل (إبراهيم بن محمد وهروب إخوته إلى العراق واستخفاؤهما بالكوفة عند (أبي سلمة الخلال) أحد أنصار هذه الدعوة سار من خراسان حتى قدم الكوفة ودخل عليهما فعزاهما بأخيهما (إبراهيم بن محمد علي) الملقب بالإمام ثم قال لأبي العباس مد يدك لأبايعك فمد يده فبايعه ... وقد أوصاه أبو العباس ألا يدع في خراسان عربيا لايدخل في أمره إلا ضرب عنقه. وكان نصر بن سيار عامل الأمويين في خراسان يتابع تطور هذه الثورة من يوم لآخر، فيطلب الغوث والنجدة من الخليفة الأموي مروان بن محمد وأعوانه في الولايات الأخرى، ولكنهم كانوا في شغل بأنفسهم عن غيرهم فلم يستجيبوا له، وأما أهالي خراسان من السكان الأصليين فكانوا يتسابقون إلى تأييد أبو مسلم الخراساني ونصرته؛ لأنه منهم ولأن غايته تتفق مع أغراضهم .ولقد بلغ عددهم نحو مئة ألف رجل
وكان من الطبيعي حينئذ أن ينهزم نصر بن سيار أمام قوة أبي مسلم الخراساني وعلى الأخص بعد أن فرق أبو مسلم كلمة العرب وجعل بأسهم بينهم شديد. وقد تراجع نصر بن سيار أمام تلك القوة الرهيبة حتى مات طريدا شريدا في مدينة ساوة سنة 131هـ. وأما أبو مسلم الخراساني وأعوانه فقد سقطت المدن الخراسانية في أيديهم مدينة بعد الأخرى ،ثم سارت الجيوش والفرق في خراسان تغزو وتنتصر حتى أخضعت بلاد العراق حيث بويع أبو العباس السفاح بالخلافة في ربيع الأول سنة 132هـ
|