عرض مشاركة واحدة
قديم 2013- 5- 17   #12
متفائل بالخير
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية متفائل بالخير
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 68491
تاريخ التسجيل: Sun Jan 2011
المشاركات: 572
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 128
مؤشر المستوى: 65
متفائل بالخير will become famous soon enoughمتفائل بالخير will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب بالأحساء
الدراسة: انتساب
التخصص: تاريخ
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
متفائل بالخير غير متواجد حالياً
رد: اسئله لمادة تاريخ الدوله العباسيه

3-أكتب مذكرة داخلية عن الاحوال الداخلية في عهد ابو العباس السفاح؟
الأحوال الداخلية في عهده
لم تكن هزيمة مروان بن محمد وقتله منتهى متاعب العباسيين فانه كان لا يزال في الأمة العربية قواد ضلعهم مع بني أمية .ولا يزال عندهم شيء من القوة. فكانوا يثورون إما خوفا على أنفسهم من بني العباس الذين اظهروا قسوة شديدة في معاملة مغلوبيهم ،وإما طمعا في إعادة تلك الدولة العربية التي كان لهم منها نصيب وافر. فقضى أبو العباس أكثر حياته في إخماد تلك الثورات التي كانت كثيرة ؛لا سيما في الشام والجزيرة ،وقد كانت حياته مفعمة بحوادث القسوة مع بقايا بني أمية ومع غيرهم من أولياء الدولة الذين كان لهم الأثر المحمود في إحيائها .
فأما عن أبي العباس السفاح فقد روى أبو الفرج الاصبهاني في كتابه الأغاني: أن أبا العباس كان جالسا في مجلسه على سريره وبنو هاشم دونه على الكراسي وبنو أمية على الوسائد قد ثنيت لهم. وكانوا في أيام دولتهم يجلسون هم والخلفاء منهم على السرير وبنو هاشم على الكراسي، فدخل الحاجب فقال يا أمير المؤمنين بالباب رجل حجازي اسود راكب على نجيب متلثم يستأذن ولا يخبر باسمه، ويحلف ألا يحسر اللثام عن وجهه حتى يراك .قال هذا مولاي سديففليدخل. فدخل فلما نظر إلى أبي العباس السفاح وبنو أمية حوله حسر اللثام عن وجهه وأنشأ يقول:
أصبح الملك ثابت الأساس بالبهاليل من بني العباس
بالصدور المقدمين قديما والرؤوس القماقم الرؤاس
أقصهم أيها الخليفة و احسم عنك بالسيف شأفةالأرجاس و اذكرن مصرع الحسين و زيد و قتيلا بجانب المهراس

فتغير لون أبي العباس وأصابه رعدة، فالتفت بعض ولد سليمان بن عبد الملك إلى الرجل منهم قال :قتلنا والله العبد. ثم أقبل أبو العباس عليهم وقال:... أرى قتلاكم من أهلي قد سلفوا وأنتم أحياء تتلذذون بالدنيا ،خذوهم فأخذتهم الخرسانية فقتلوا. إلا ما كان من أمر عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فانه استجار بداوود بن علي فأجاره .ودخل سديف على السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك فأنشده:
لا يغرنك ما ترى من أناس إن تحت الضلوع داءًا دوياً
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أموياً

فأمر السفاح بسليمان بن هشام فقتل.
وأما عبد الله بن علي فكان للأمويين منه يوم عصيب بنهر أبي فطرسبالشام. تتبع من كان بالشام من أولاد الخلفاء وغيرهم فأخذوهم ولم يفلت منهم أحد إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس .فقتلهم ولما فرغ من قتلهم قال:


بني أمية قد أفنيت جمعكم فكيف لي منكم بالأول الماضي
يطيب النفس أن النار تجمعكم عوضتم من لظاها شر معتاض
ثم عمد إلى قبور بني أمية فنبشها حتى يمحو آثارهم ،فنبش قبر معاوية بن أبي سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطا مثل الهباء ،ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجدوا فيه حطاما كأنه رماد، ونبش قبر عبد الملك بن مروان فوجدوا جمجمته ،وكان لا يوجد في القبر إلا العضو بعد العضو، غير هشام بن عبد الملك فانه وجد صحيحا لم تبل منه غير أرنبة أنفه ،فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه بالريح
وأما سليمان بن علي فانه قتل بالبصرة جماعة منهم بمكة والمدينة عددا وافرا ،وكان قد حضر إلى مكة ومعه عدد من بني هاشم وعدد من بني أمية فأنشده إبراهيم بن هرمة قصيدة يقول فيها :
فلا عفا الله عن مروان مظلمة و لا أمية بئس المجلس النادي
كانوا كعاد فأمسى الله أهلكهم بمثل ما أهلك الغاوين من عاد
فشمر عن ساعده في قتل الأمويين حتى لم يبق أحدا إرضاء لشهوة الانتقام التي تمكنت من قلوب بني العباس .وكانت هذه المعاملة الشنيعة سببا لهروب الكثير منهم :عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى المغرب، وتأسيسه بها مملكة واسعة الأطراف أعاد فيها مجد بيته. وكانت تنافس خلافة بني العباس في الشرق على صغر رقعتها .وكان ممن اختفى عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان ،فصار إلى سليمان بن علي بالبصرة وطلب منه أن يؤمنه ويحميه من سطوة العباسيين، فبعث سليمان بن علي إلى السفاح يطلب منه ذلك فأجابه إلى ما سأل، وأعطاه الأمان فكان هذا أول أمان بني أمية بعد أن بدد شملهم قتلا وتشريدا.
ولم تكن الشدة في المعاملة قاصرة على أعدائهم، بل نال أولياءهم منها شيء عظيم وعلى رأسهم -أبا سلمة حفص بن سليمان -وزير آل محمد. فحين تم الأمر لبني العباس واتهموه بأنه كان يريد تحويل الخلافة عنهم إلى آل علي بن أبي طالب وكانوا يريدون قتله فشاوروا في ذلك أبا مسلم الخراساني، فبعث السفاح أخاه أبا جعفر المنصور إلى خراسان لمقابلة أبي مسلم الخراساني واستشارته في ذلك فأذن له أبا مسلم في قتله فبعثوا رجلا إلى الكوفة لقتله، فقتله حين تربص له أثناء خروجه من عند السفاح وأشاعوا (العباسيين) أن الخوارج قتلوه
وكذلك كان الأمر مع- سليمان بن كثير- حيث اتهمه أبا مسلم الخراساني بنفس التهمة السابقة فأحضره وقال له: أتحفظ قول الإمام لي( من اتهمته فاقتله قال فاني قد اتهمتك. فأمر به فضرب عنقه.