رد: اسئله لمادة تاريخ الدوله العباسيه
5-ناقش حركة الرواندية احد حركات الموالي؟
حركة الراوندية وهي احد حركات الموالي لم يكد المنصور ينتهي من قتل أبي مسلم الخراساني حتى فوجئ بتعاليم جديدة يدعو إليها أهل فارس .وكانوا قبل الفتح الإسلامي يقدسون ملوكهم فيجعلونهم من مصاف الآلهة، وهؤلاء هم الراوندية نسبة إلى مدينة -راوند -القريبة من أصفهان وكانت مهد دعوتهم. يقول المؤرخ المشهور بالمدائني المتوفى سنة 214هـ عن عقيدة الراوندية: أن رجلا من الراوندية كان يقال له الأبلق وكان أبرصا فتكلم بالغلو ودعا بالراوندية ،فزعم أن الروح التي كانت في عيسى ابن مريم صارت في علي بن أبي طالب –رضي الله عنه - ثم في الأئمة واحد بعد واحد إلى- إبراهيم بن محمد -سبط العباس عم النبي (ص)، وأنهم آلهة كما استحلوا الحرمات فكان كل رجل منهم يدعو الجماعة منهم إلى منزله فيطعمهم ويسقيهم ويبيح لهم الحرمات ،فبلغ ذلك- أسد بن عبد الله القسري- فقتلهم وصلبهم فلم يزل ذلك فيهم إلى اليوم، فعبدوا أبا جعفر المنصور وصعدوا إلى- الخضراء- (وهي القبة التي بناها المنصور ببغداد )فألقوا أنفسهم كأنهم يطيرون ،وخرج جماعتهم على الناس بالسلاح فأقبلوا يصيحون بابي جعفر المنصور) أنت أنت يعنون أنت الله )فخرج إليهم بنفسه فقاتلهم فأقبلوا يقولون: أنت أنت ،عندها لم ير المنصور بدا من الضرب على أيدي هؤلاء؛ لخروجهم عن الدين والدولة ،ولأن ذلك من شأنه أن يثير العرب عامة ،وقد سجن المنصور من زعماء الراوندية مائتي رجل، فأثار هذا نفوس أنصارهم فاجتمعوا وفتحوا السجن وأخرجوا الرؤساء منها ،ثم قصدوا المنصور وحاربوه فخرج إليهم ماشيا فتكاثروا عليه
وكادوا يقتلونه، لولا أن أغاثه معن بن زائدة الشيباني أحد قواد الأمويين الذين حاربوا العباسيين تحت إمرة -ابن هبيرة- والي العراق، وحينما أنقذ معن المنصور وهزم الراوندية كوفئ بولاية اليمن . وكان أبو جعفر المنصور ينظر إلى الراوندية كأعداء سياسيين ؛لأنهم من أتباع عدوه أبي مسلم الخراساني الذين يعملون على تحويل الخلافة إلى ملك كسروري، كما كان ينظر إليهم باعتبارهم زنادقة يرون أن تعود المجوسية أو شكل من أشكالها كالزرادشتية أو المانوية أو المزدكية أو غيرها، فعاملهم كما عامل أبا مسلم الخراساني وقتلهم شر قتله، إلا أنه مع ذلك لم يستطيع أن يقضي عليهم قضاءاتاما ،فظهروا في صور مختلفة نراها في مثل ثورات المقنع الخراساني وبابك الخرمي وغيرهما.
|