عرض مشاركة واحدة
قديم 2013- 5- 17   #6
مهاجره بإحساسي
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية مهاجره بإحساسي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 132532
تاريخ التسجيل: Wed Jan 2013
المشاركات: 204
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 73
مؤشر المستوى: 54
مهاجره بإحساسي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كليه التربيه
الدراسة: انتساب
التخصص: تربيه خاصه تخصص اعاقه عقليه
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
مهاجره بإحساسي غير متواجد حالياً
رد: الرجاء تحليل مابداخل الموضوع

أمر عدته، وتسعفه بديهته في كل مناسبة. فنراه في وصيته لابنته حين خطبها إليه صعصعة بن معاوية. تظهر على كلامه آثار المرارة والحزن. في قوله ( قد جئت تشتري مني كبدي) إحساس بالفقدان من خلال الفعل ( تشتري). لان البضاعة المباعة يفقدها بائعها إلى الأبد. ويتجسد حزنه في قوله ( منعتك أو بعتك). يجسد الموصي إحساسه وحزنه برسم صورة لانفصال الجزء من الكل، في قوله ( تشتري مني كبدي) فالكبد جزء مهم من جسد الإنسان تغدو الحياة بفقدانه اقرب إلى العدم .وكذا حال الأب الحنون لفراق ابنته.
تكاد طريقة إيراد الجمل القصيرة المركزة المعنى التي تجري مجرى المثل لاتفارق أسلوب عامر بن الظرب في وصاياه جميعا. (النكاح خير من الأيمة، الحسب كفاء النسب، الزوج الصالح يعد أبا،...).
ينتقل الموصي فجأة بكلامه إلى قومه معشر عدوان، ليبث إليهم ألمه ففي قوله ( خرجت كريمتكم من بين أظهركم ) نجده في إيراد الفعل (خرجت) دون غيره تجسيد لإحساس الألم والحزن والفرقة وكأنه يريد أنها ذهبت بلا عودة.
نقف في وسط الوصية لنرى الموصي يؤمن بالقدر خيره وشره ويبين ذلك من خلال بعض الجمل ( من خط له شيء جاءه، ورب زارع لنفسه ما حاصده غيره، لولا قسم الحظوظ ما أدرك الآخر مع الأول شيئا يعيش به ). والمعروف أن هذا الرجل عمر في الجاهلية، ولم يدرك الإسلام إلا أن الظاهر في كلامه انه كان رجلا يؤمن بان هنالك خالقا لهذا الكون العظيم هو الذي يجري السحاب، ويقسم الأرزاق، وهو أمر واضح في وصاياه جميعا. ومنها قوله:
( أن الذي أرسل الحيا انبت المرعى ثم قسمه، وكلا لكل فم بقلة، ومن الماء جرعة، ترون ولا تعلمون ولن يرى ما اصف لكم إلا كل قلب واع، ولكل رزق ساع، ولكل خلق خلق، كيس أو حمق)
عمد الموصي إلى استخدام أسلوب الحصر والقصر تارة بالنفي بـ ( ما ) + الاستثناء وأخرى بـ ( لا ) + ألا لتخصيص بعض الأمور والتأكيد على أهميتها وشدة إيمانه بها ( ما رأيت شيئا قط إلا استمعت حسه، ووجدت مسه، وما رأيت شيئا خلق نفسه، وما رأيت موضوعا إلا مصنوعا، وما رأيت جائيا إلا ذاهبا، ولا غانما إلا خائبا، ولا نعمة إلا ومعها بؤس)
ثم يعود ليستخدم أداة التمني ( لو ) وهي حرف امتناع لامتناع. أيضا ليؤكد فكرة الخالق والكون. ( لو كان يميت الناس الداء لأعاشهم الدواء).
يختتم وصيته باستخدام أسلوب الاستفهام. الذي يرمي إلى نفس الفكرة التي دارت حولها اغلب فقرات الوصية, والملاحظ أن عامر بن الظرب العدواني يوظف الكثير من الأساليب اللغوية لخدمة الغرض الذي يرمي إليه. ويحاول التأكيد على الفكرة التي يصبوا إليها بتكرار الكلام عنها ولكن بأساليب وألفاظ مختلفة يظن القارئ أنها ترمي إلى فكرة أخرى. دعواتك لي بتييسر امري وفالك التوفيق