
2006- 10- 11
|
 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
|
|
|
|
مُغــذي ..
مغـــــذي ...
من بين دهاليز الصمت ..
في غلس الليل .. في ظل القمر ..
أمسكت بقلمي القاصر .. وتوجهت صوب قاربي الصغير ..
وقلبي يزأرُ خفقاً .. وجسمي يستعرُ رجفاً ..
أكاد أن أطيررر ...
جدفت بقلمي بين صفحات الماء الساكنة ..
وملئ المحيط حفيف ونقيق ..
وبينما أنا في فحصٍ دقيق ...
أمعنت النظر في وجه الماء ..
فما كان إلا طيفُ القمر .. يدغدغ مروج الماء ..
وطال النظر .. وطال النظر ..
وإذ بذاك الطيف اختفى .. !!
أين راح وجهُ القمر .. أين انحسر ؟؟
وفجأء .. !!!
هاقد ظهر ..
ولكنهُ غير ذاك الطيف ..
إنهُ وجهٌ آخر ..
لم أرى مثل جمالهِ في دنياي ..
لم أرسم مثلهُ في عيناي ..
تذكرت .. ؟!!
لقد زارني في منامي ذات مرة ..
وانحنى عند خدي يهديني قبلة ..
آآآآآه ..
قبلة أحيت سكوني ..
حركت في لحوني ..
أوقدت قلبي عشقاً .. أرجعت كل سنينِي ..
حلقت بي في سحر السماء ..
علقتني في الهواء .. بين أسراب الطيور ..
ضمدت كل الجروح ..
أشرجت كل القروح .. غمرتني بالسرور ..
فجرت ضخ الدماء في شرايني ..
هيجت دمع براكيني ..
سلبت كل الشعور ...
أرجعتني للطفولة ..
بين أحضان أمي ..
بين أرجاء حلمي ..
استذكرتُ ألم الدفئ ..
بالها من شفاه .. لم تكن حقاً خجولة ..
حتى أيقنت ُ ..
أنها ليست من ذاك أو ذي ..
إنها .. إنها ..
سِلكُ المغذي ..
أعذروهُ .. قلمي .. إنهُ صار يهذي ..
مصطفى الهَجَـري ..
|