واختيار الأدباء والدارسين لكلمة التذوق دلالة على استشعار مكمن هذا الجمال بلاغة
تصف بلاغة حتى لكأن النص الأدبي طعام يشتهى فيتذوق مع ما في التذوق من
الاستلذاذ المنزه عن النهم ، وإشارة أخرى أن حاجتنا إلى الأدب وما يروي النفوس
كحاجة الجسم إلى الطعام فكما أن نقص الغذاء يؤدي إلى الضعف والهزال وفقدان
العلم يؤدي إلى الضمور والشلل الفكري فكذلك نقص الغذاء الوجداني والدرس الأدبي يؤدي إلى جفاف المشاعر وجدب الأحاسيس .
ومدركات الشعور بالجمال عند الإنسان متنوعة بتنوع حواسه فإنه يدرك جمال الزهرة
المتفتقة إدراكا بصريا وشميا ، ويدرك جمال الطعام إدراكا ذوقيا ، ويدرك جمال القصيدة إدراكا شعوريا و ذهنيا .
ومفردة الجمال رغم اتفاقنا على أنها مفردة جميلة إلا أن الوقوف على حقيقتها متنوع
بتنوع زاوية النظر فـ"أفلاطون" يعرف الجمال على أنه : الصلاح والفضيلة ويحدد
"ايمانويل كنت" الجمال على النحو التالي، "هو ما يرضي الجميع بدون سابق تصميم أو
قاعدة يقاس عليها"ويعزز " شلر " رأي "كنت" بقوله "إن الجمال لا يرتبط بصورة أو
بقاعدة أو مثل أعلى يجب بلوغه، بل هو حر تام الحرية" وعلى الرغم من إغراق بعض
وجهات النظر في الفلسفة خاصة أن البحث الجمالي يعد من بحوث الفلسفة إلا أننا يمكن أن نقول بسهولة إن الجمال مدرك يبعث الانشراح والسرور .
وحتى نؤطر هذا الحديث فإننا سنتناول النص الأدبي محورا للبحث عن الجمالية ، والنص
لغة : الرفع ومنه قول امرئ القيس :
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش *** إذا هي نصته ولا بمعطل
بمعنى رفعته وكذلك يطلق على الإظهار ومنه منصة العروس لأنها تبرز وتظهر وهذا كله جار على إظهار الصور والمعاني النفسية عن طريق اللغة.
- - - - - - - - - - - - - -