عدد خلغاء بني اميه 13
باني القيروان عقبة بن نافع
ولاية العهد:
كانت ولاية العهد سببا كبيرا في انشقاق البيت الأموي، وذلك أن بني مروان اعتادوا أن يولوا عهدهم
اثنين يلي أحدهما الآخر. وأول من فعل ذلك مروان فإنه تحويل ولاية عهده إلى ابنه الوليد وعزل
أخيه لولا أن ساعده القضاء المحتوم بوفاة عبد العزيز فلم تبدأ الأزمة ولكنه هو الذي رأى ذلك
وعلمه لم يستفد من تلك التجربة بل ولى الوليد وسليمان. خطر ببال الوليد أن يغزل سليمان ويولى
ابنه فعاجله القضاء وأخر الأمر إلى حين. لم يستفد سليمان مما حصل ه فولى عهده عمر ابن عبد
العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ولم يكن عمر يميل إلى يزيد فخيف منه فعوجل حتى قيل إنه سم، أعاد
يزيد هذه الغلطة فولى عهده هشاما أخاه ثم الوليد ابنه فأراد هشام أن يخلع الوليد ولج في ذلك حتى
تباع ما بين هشام والوليد، وكان كثير من كبار القواد وذوي الكلمة المسموعة في الدولة الأموية
صرحوا بممالأة هشام على رأيه ولكنه مات قبل أن ينفذ ما رأى فجاء الوليد مشمرا عن ساعد الجد
في الانتقام من أولئك الخصوم الذين عليهم المعول في إشادة بيتهم ومنهم بنو عمه وكبار أهل بيته
فكان ذلك نذير الخراب فإن البيت انشق وتجزأت القوى التي كان يستند عليها فكان من وراء ذلك
مجال واسع لخصومهم الذين هبت أعاصيرهم من المشرق فأخمدت منهم الأنفاس وجعلتهم أثرا بعد
عين.