المحاضرة الخامسة :
تعريف علم النفس النمو: الدراسة العلمية لسلوك الإنسان المصاحب للتغيرات النمائية التي تحدث عبر الزمن في مختلف الجوانب ( الجسدية ــ العقلية ــ الاجتماعية ــ اللغوية). و إن كان النمو الجسدي أهم خصائص النمو و أكثرها وضوحاً.
مبادئ/قوانين/ خصائص النمو:
رغم أن كل فرد ينمو بطريقة مختلفة ومتميزة عن غيره من الأفراد إلا أن النمو يخضع لمجموعة من المبادئ والقوانين
من أهمها:
-النمو يشمل تغيرات كمية ( الطول والوزن) وتغيرات كيفية/وظيفية/نوعية( تطور المهارات والقدرات والوظائف).
-يسير النمو بشكل تدريجي منتظم: فيندر أن تحدث التغيرات النمائية بشكل مفاجئ بين ليلة وضحها فالطفل لا يمشي فجأة ولا يتعلم مهارة الكتابة والمهارات الحسابية دفعة واحدة. كما أن النمو يسير بشكل منتظم فهو لا يحدث بطريقة عشوائية ، فالطفل لا يمشي قبل أن يجلس ويحبو ويمشي قبل أن يجري.
-ينمو الأفراد بمعدلات مختلفة: فنرى بعض الأطفال أكثر طولا من الآخرين و أكثر نضجا في تفكيرهم وقدراتهم الاجتماعية. ( الفروق الفردية).
-النمو عملية مستمرة: رغم تقسيم حياة الإنسان إلى مراحل إلا أن هذه المراحل متداخلة فيصعُب تحديد بداية كل مرحلة ونهايتها وبداية المرحلة التالية وهكذا...
-تختلف سرعة جوانب النمو من مرحلة إلى أخرى: فمثلا النمو الجسمي يمشي بسرعة من الولادة إلى نهاية الطفولة المبكرة ثم تنخفض سرعته وتعود مرة أخرى في مرحلة المراهقة.
-يتأثر النمو بالعوامل الداخلية ( الوراثة ــ الغدد) والخارجية.
-يسير النمو من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء: فاستجابات الطفل تتسم بالكلية في البداية فتراه يستخدم اليدين معا ثم يصبح أكثر دقة وتحديد في التعامل مع الأشياء.
-يتجه النمو من المركز نحو الأطراف: فنلاحظ تقدم نمو الأجهزة المهمة مثل الدماغ والقلب والتنفس والهضم قبل الأجهزة الأقل أهمية.
-جوانب النمو المختلفة متداخلة ومترابطة: فالنمو الاجتماعي والانفعالي يترابط مع النمو المعرفي العقلي وهكذا..
العوامل المؤثرة في النمو:
تُقسم العوامل المؤثرة في النمو إلى قسمين رئيسين هما:
أولاً: العوامل الداخلية: تشمل الوراثة والنضج والغدد
ثانياً: العوامل الخارجية: وتشمل البيئة والغذاء التعليم.
المحاضرة السادسة :
العوامل المؤثرة في النمو
العوامل الداخلية:
أولاً: الوراثة: في اللحظة التي تنصهر فيها حيوان منوي 1كري واحد ( من حوالي 500 مليون حيوان منوي) مع البويضة الأنثوية تتشكل الخلية الأولى التي تُسمى البويضة الملقحة ( الزايجوت) و هي أول مراحل تكوين الجنين حيث تبدأ بعدها عملية التكاثر والانقسام وتحمل معها الجينات من كلا الزوجين.
فا لجين أو المورث يحمل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.
والجين هو إحدى الوحدات المكونة للكرموزوم . إن عدد الكروموزومات وشكلها واحد عند جميع البشر. حيث يبلغ عددها في الحالة العادية ثلاثة وعشرين زوجاً ( 23 ) . الأزواج الاثنان والعشرون مسئولة عن الصفات والخصائص الجسمية المختلفة، أما الزوج الأخير الثالث والعشرون فيحوي الكرموزوم المسئول عن تحديد الجنس.
ثانياً: النضج: يتضمن عمليات النمو التلقائي التي يشترك فيه الأفراد جميعا ( نمو منتظم بيولوجي وفسيولوجي داخلي للأعضاء) تنتج عنه تغيرات منتظمة في السلوك بصرف النظر عن أي تدريب أو خبرة سابقة.
ثالثاً: الغدد:يقوم جهاز الغدد بدور كبير في ضبط النمو وتنظيمه في جسم الإنسان و في تنسيق الكثير من أنشطته المختلفة وذلك بالتعاون مع أجهزة الجسم الأخرى. ويتمثل تأثير الغدد في إفرازاتها وهي الهرمونات وما يصيبها من زيادة في الإفراز أو نقص وما ينتج أحيانا من تعطيل أو أضرار لوظائفها.
وتوجد ثلاثة أنواع من الغدد:
-الغدد الصماء أو اللاقنوية حيث تصب إفرازاتها في الدم مباشرة فتنتقل عن طريق الدورة الدموية إلى أجزاء الجسم المختلفة لتنشيطها و للتنسيق بين أقسام الجهاز العصبي و خاصة المركزي بهدف التعاون معها لحفظ التوازن في الجسم ، وذلك لأن التوازن في سلوك الفرد و نشاطه مرتبط ارتباطا وثيقا بالتوازن في إفرازات الغدد. . أما الاضطرابات في إفرازات الغدد فيؤدي إلى المرض النفسي ، وتشوهات جسمية مما يؤدي إلى سوء التوافق النفسي والاجتماعي و أهم أنواع هذه الغدد هي الغدة النخامية وهي تفرز عددا كبيرا من هرمونات النمو.
-الغدد القنوية: وهي التي تُطلق إفرازاتها عبر قنوات خاصة إلى أنسجة الجسم التي تخدمها أو تستعمل فيها. وهي تفيد في مساعدة جسم الإنسان على القيام بأنشطته الحيوية العادية. ومنها الغدد اللعابية ــ الغدد الدمعية ــ الغدد العرقية ــ الغدد الدهنية.
-الغدد المشتركة: وهي التي تفرز هرمونات داخلية وخارجية معا كغدة البنكرياس التي تفرز إفرازات خارجية على شكل إنزيمات هاضمة تساعد في عملية الهضم والتمثيل الغذائي، كما تُفرز هرمون الأنسولين في الدم مباشرة. ومن الغدد المشتركة أيضا الغدد الجنسية .